مذكرات امرأة.رحاب بريك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحاب فارس بريك
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة طارق الايهمي مشاهدة المشاركة
    الأخت العزيزة الأديبة الراقية أستاذة رحاب بريك
    مررت من هنا في هذا الصباح الجميل، بعد أن تنفست عبق حريتي،وارتشفت كأس متعتة قراءة حرفك بصحبة فنجان قهوة الصباح.
    أترك لك هنا قبل مغادرتي باقة نرجس وياسمين وأجمل تحية

    مرحى لعودتك أيها الطائر الذي

    حتى لو افتقد حريته ، سيبقى حرا طليقا بأفكاره ، وبروحه الحرة .
    فأهلا بك وبفنجان قهوتك ، أشم رائحة الهيل تداعب مشاعري .
    لحضورك بالفعل عبق النرجس والياسمين
    ولك مني أطيب فنجان قهوة عربية ، قمت بتحميصها على النار
    التي أشعلها من حطب الزيتون ، فيصبح طعمها برائحة وأصالة أجدادي
    تمتع بحريتك أيها الطائر القادم من الفرات ، يحكي لنا عن قصص رجل أربعيني
    يهوى الوطن، ويموت حرفه فوق اوجاع الوطن ..
    ويرسم قصائد حب لامرأة تشبه بتقاطيعها لون الوطن، وتحمل ملامح الوطن .
    رجل ينقل لنا من خلال مذكراته الأربعينية ، اللون الاخضر الذي يلون به آماله
    واللون الأصفر الموجوع فوق أحزانه ....
    دمت كما أنت حرا بحرفك، ولا حرمنا الله من تواجدك النادر ..

    اترك تعليق:


  • طارق الايهمي
    رد
    الأخت العزيزة الأديبة الراقية أستاذة رحاب بريك
    مررت من هنا في هذا الصباح الجميل، بعد أن تنفست عبق حريتي،وارتشفت كأس متعتة قراءة حرفك بصحبة فنجان قهوة الصباح.
    أترك لك هنا قبل مغادرتي باقة نرجس وياسمين وأجمل تحية

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    ابني البكر يعود بأوقات متفاوتة من عمله ، يقوم بالإتصال بي بقوله :
    ( يمه إذا خليتك تطيري عالسما ، توخذي محل القمر وتكوني محله شو بيصير؟؟)
    ولو طلبت منك تحضريلي أحلى سفرة من أديكي الحلوين شو بيصير ؟؟
    أجيبه ما من حاجة لوضعي مكان القمر كي ألبي طلباتك ، يمكنني تحضيرها وأنا بالمطبخ لا قمر ولا يحزنزن ، نضحك وهكذا أتراكض لأحضر لابني هذه السفرة التي يحبها ، يحضر ويتغزل بالطعام ، يتمدد من بعدها على الكنبة ويطلب مني أن أتلو عليه كلام الله عز وجل وأن أداعب شعرات رأسه ، بقوله : هنا أنسى كل متاعبي يا أمي ..
    ويتابع اخوته القول تباعا ( يا نيالك يا إبراهيم ) ليتنا مكانك يا إبراهيم .
    فأرد عليهم : إن أخوكم يتعب ، فهو بحاجة للدلال وهذا أقل ما يمكنني أن أفعله لأجله ..

    يوم الخميس هو يوم عودة ابنتي من الجامعة ،
    يقوم البيت على سن ورمح، أنشغل بتحضير كل ما تحبه من أكلة المحاشي أكلتها المفضلة وما ترغبه من الحلويات والمأكولات ، أنهمك كل النهار بانتظار عودتها ، فصار أولادي يتهموني بالتحيز لها ، وبأني أحبها أكثر منهم ، فيقول ابني الكبير:
    (يا عمي نيالك يا هبه يا ريتني هبه )
    ويردد اخوتها الآخرون قولهم بأني لا أهتم إلا بهبة ..
    فأجيبهم : لأنها بنت والبنت أمانة ، وبأنها تتعب بالدراسة وهناك في الغربة تقوم بتحضير طعامها هي وزميلاتها وأحيانا تتناول طعام خفيف ، فينعصر قلبي عليها ، لذلك أنا أهتم بها يوم الخميس ...
    يوم الجمعة، هو موعد عودة ابني الصغير من تعليمه ، هنالك أكلة يحبها ، ويطلبها في كل يوم جمعة وهي عبارة عن دجاجة محمرة ، أرز وسلطة .
    عدا عن تحضير ما لذ وطاب، أبقى على أهبة الإستعداد لموعد عودته ، فيتصل بي لأقود سيارتي بسرعة الصاروخ بغية لقائه ..
    يرددون جميعا :( يا نيالك يا أبو فارس شو على بالك يا ريتنا أبو فارس ) ويتهمونني بأني أفضل شادي الذي ألقبه بأبو فارس بقولهم، بأنه المدلل لدي ..
    فأقول لهم ، لأنه مرض قبل سنتين لمدة سنة كاملة ، وقد عانى الكثير وقد عشت أوجاعه يوما بعد يوم ، فصمت معه عندما فرضوا عليه الصيام لأجل إجراء الفحوصات ، وتوجعت عنه ، ولم أشرب المياه أحيانا لمدة ثلاثة أيام حين كان الماء يمنع عنه بهدف ، شرب سائل مخصص لفحوصات بأمعائه ، وقد عانى الكثير خلال هذه السنة التي كانت من أقسى سنوات عمري ، لذلك أعتبر بأنه ولد من جديد بعد شفائه ، وأعتبره هبة من رب السماء منحني إياها بعد أن خفت من فقدان هذه النعمة ( لا قدر الله ).
    _ ولكنه شفي يا أمي ولم يعد مريضا ، وقد صار رجلا !!
    لا يهم سيبقى في نظري صغيرا حتى بعد أن يصبح عجوزا، وسأبقى على خوفي ولهفتي عليه، خشية أن يصاب مرة اخرى بأي مرض ..

    يقال عندنا لصغير البيت ( قريد العش )
    وقريد العش ولدت طفلة تشبه الملائكة بجمالها، تشبه الملائكة بحنانها وخوفها علي ، إن ضحكت لي على الأرض ، ضحكت لي السماء ، وإن نظرت إلي بعينيها الشهل ، أشعر بأن عيونها تبتسم راضية مرضيه وأشعر بان هنالك نور يشع من خلالهما ، أكون حينها على يقين ، بأن الملائكة لا تعيش في السماء وحسب ، إنما تعيش على الأرض بيننا .
    كذلك أتهم باني أحبها أكثر من الجميع ، فأدافع عن نفسي بقولي: لأنها الصغيرة ..
    _ يا أمي لقد أصبحت أطول منك ، ولكنها صغيرتي ..
    _ يا أمي لم تعد طفلة بعد حتى تدللينها كل هذا الدلال..

    اليوم اتصل بي ابني البكر كالعادة طالبا مني أن أحضر له وجبة إفطار وأن أعمل حساب لابن أختي لأنه سيزورنا ، انهمكت كالعادة، وبعد حضورهم ، قال لي ابن اختي .
    يسلمو يا خالتي على هذا الإفطار الملوكي .
    أجابه ابني الصغير : مازحا : كل هذا لأجل عيون إبراهيم .
    أخذت أقص على ابن اختي قصة اتهامي بالتحيز ..
    فجأة انتبهت لشيء فسألته :ما دمت متهمة بالتحيز لجميع أبنائي ، حسب المنطق ، أنا أم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    فرد علي : لقد فهمتك ، أنت أم عادلة يا خالتي رحاب ..........
    فمجرد اتهامك من قبل الجميع بأنك تنحازين للجميع هذا يعني بأن المعادلة عادلة ..
    صدقت يا ابن اختي إنني أم عادلة ..
    ضحكوا أولادي وقالوا جمل تحمل نفس المعنى .
    أمي نحن نقول ذلك لنستفزك ولكي ننال منك أكبر قدر من الدلال .
    فنحن أكثر من يعرف اهتمامك بنا جميعا ومدى تضحيتك وتعبك لأجلنا .
    منذ الصباح وأنا أشعر بأن الفرحة التي ملأت قلبي بعد سماع ماسمعته منهم ، كبيرة ، أكبر من أن يحتملها قلبي الرحب المحمل بكل حنان هذه الأرض ، لأجل أولادي الأربعة ...
    كونوا لهم ، أصدقاء وكوانوا لهم نبع عطاء ، فهم نعمة من رب السماء ..

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    حلف القهوة

    حين أدخل البيوت من أبوابها
    فيستقبلني بالترحاب أصحابها
    تقدم لي صاحبة البيت قهوتها
    أصبح واحدة من ضمن أهلها

    فلا تبصقوا في فناجين قهوة شربتم منها

    رحاب بريك

    _________________________

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    مهمتنا ككتاب
    ليس من المهم أن نكتب عن أمور شخصية تشغلنا فحسب
    إنما رسالة الأديب الحقيقية ، تكمن في نظرته حول العالم ، فيشمل من خلال تعاطي كتابتها ، همومنا سلبياتنا وحسناتنا .
    وبطرحك هذا الموضوع إنما ، أمسكت الجرح العميق الذي .
    أراه كل يوم يزداد عمقا للأسف الشديد ، ولذلك فمن السهل علينا أن نقف صامتين ، وندير ظهورنا لكل ما يحدث ، فنرسم صورة مثالية لم يجري حولنا .
    ولكن الأهم من المسير في طريق سهلة هو المسير في طريق واضحة المعالم ، صادقة الخطوات ، لنشير من خلال هذه الطريق إلى كل ما يلفت نظرنا من سلبيات ، فننشر الوعي الضميري فوق ربوع حروفنا ، اتجاهك ، فالشكر كل الشكركل الشكر لمن يثير قضايا تنتظر تحت كومة من قش ..

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة الدكتور نجم السراجي مشاهدة المشاركة
    جميل هذا الايمان الذي ينمو من وعي متأصل يعكس ظلاله على النفس لتنعم براحة البال والطمأنينة
    جميلة هذه المناجاة الصادقة النابعة من طيب القلب
    تقبلي احترامي

    الدكتور نجم السراجي

    أشكر تواجدك وزيارتك الأولى لنصوصي

    والشكر كل الشكر على ما ذكرته هنا من كلمات رائعة
    تقبل فائق احترامي وتقديري
    لكل حرف نثرته هنا

    تقديري لشخصك الكريم

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    غربة وحنين

    أصعب أنواع الغربة هي :
    الغربة التي تعبر عن الإحساس بالغربة بالرغم من أن الإنسان يعيش بين أهله وأقاربه ..
    فالغربة الأقسى من غربة البعد الجغرافي، هي تلك الغربة التي تعترينا حين نفقد من نحبهم ونكون في بيئة نفتقد من خلالها أصدقائنا وأبناء جيلنا ..........
    عندها فقط نشعر بأننا لا ننتمي لنفس المكان .
    ونشعر بالغربة والحين

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة سمير فياض مشاهدة المشاركة
    الغالية الشفافة الاديبة الجليلية الرائعة رحاب
    كل
    عام وانت وردة يفوح شذاها ليعطر الاجواء
    اتابع مذكراتك بشغف
    دمت بعز
    سابقى وردة بتواجد أمثالك بين صفحاتي أخي سمير

    وما دوام عزي إلا بطلتكم الكريمة

    لتواجدك طعم الاخوة يرسم ملامح الصدق فوق صفحاتي

    فيشع النور مستقبلا كل حرف وحرف ، ينبثق من صدق إحساسك اتجاه ما أكتب

    لتنير بهذه التعليقات طريق مذكراتي، باعثا فيها الحياة والفرح ...

    لك مني كل التقدير بطول المسافات وبعد المساحات ..

    اترك تعليق:


  • المشاركة الأصلية بواسطة رحاب فارس بريك مشاهدة المشاركة
    رؤوف ******** عطوف

    ***حليم***رحيم ***كريم
    أحمدك يا ربي
    فكلما ضربتني بيد
    تلقيتني بنور
    وكلما هدمت لي قصرا

    شيدت لي قصور
    جميل هذا الايمان الذي ينمو من وعي متأصل يعكس ظلاله على النفس لتنعم براحة البال والطمأنينة
    جميلة هذه المناجاة الصادقة النابعة من طيب القلب
    تقبلي احترامي

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد


    لن أهتم هناك

    ترى يا قراء مذكراتي : هل علي أن أموت كي يقدروني ويعرفوا ويعترفوا بقيمتي ككائن حي ؟؟
    وهل علي أن أنال حتفي ليهلل الجميع باسمي ويرددوا حسناتي وكأني قديسة ؟؟
    ولماذا نصبح فجأة كالقديسين في رأيهم ، بعد أن كنا مجرد أناس عاديون ونحن نتنفس فوق هذه البسيطة ؟؟؟؟؟؟؟
    كم أرغب بحضور مراسم جنازتي حين أقضي ..
    وكم أرغب أن أعرف هل بإمكان أرواحنا التحليق فوق ربوعنا ، لتستمع ما سوف يذكرونه عنا ؟؟
    كم أرغب برؤية الوجوه وقراءة ملامحها ، هناك من سيبكي وجع فراقي
    وهناك من سيذرف دموع على الغوالي الذين رحلوا من قبلي .
    وهناك من سيتذمر بينه وبين نفسه وسيبكي من الجوع والملل .
    فلا رقص هنا في جنازتي ولا غناء ليشعل الفرح في الرؤوس .
    ما من حلويات تفرق وقت الجنازة ، وحتى الثرثرة تبدو غير مرغوبة إثناء هذه الجنازة ..
    لن تتاح لهم فرصة انتقادي ، وانتقاد لون فستاني حينها؟.
    ولا انتقاد تسريحة شعري الجديدة ولون الكحل الذي يخط عيني .
    لذلك سيشعرون بالملل ، وستبقى عيونهم معلقة بساعة الحائط، وسيتهامسن : أي ساعة الدفن ؟؟!!
    _ هل ستبقين هنا حتى هذا الموعد ؟؟؟؟
    أشعر بالجوع تعالي لننسل خارجا ، هل تظنين بأنها كانت ستبقى حتى النهاية في مراسم دفننا ؟؟؟
    لا يا أحبتي لن تكون حفلة صاخبة في جنازتي ولن أقوم بتضييفكم فنجان قهوتي ، كل ما سيحدث حينها ، وأنا واثقة من حدوثه ، بأن روحي ستحلق هناك ساعتها ،لتلف بنورها أجساد أولادي الأربعة وتحتوي قلوبهم المحروقة بوجع الفراق، وتلف وجوه أخواتي الأربعة التي ستعيش موجة الوجع الأكبر ، وستأتيني ياسمينتي لتستقبل روحي هناك في السماء ، وسأحلق عاليا من بعدها لأترككم لكلامكم ولذكركم إياي وسأسد أذناي مع أن العلم أعلمنا بأن الأذن تعمل لوقت طويل بعد غياب صاحبها . أما أنا فأعتقد بأن للروح آذان تسمع بها تمتماتكم ،ومع هذا فانا سأغلق أذني عن سماعها ، حتى لو كانت كلمات طيبة ، تجعل من رحاب التي كانت تعيش بينكم شبه قديسة ..
    هل تعلمون لماذا لا أريد الإستماع لرأيكم بي ؟؟؟
    لأني كنت أود أن أسمع كلماتكم الطيبة قبل رحيلي وكنت أود أن ألمس تقديركم وما زال في الجسد بقية حياة ، أما حينها وبعد تغيير هذا القميص البالي ، فاسمحوا لي أن أقول لكم بأن كلماتكم لم تعد تعنيني ، بسلبيتها وبأيجابيتها .
    بالتأكيد لن تهمني ولكنها ستهم كل من بقي بعدي ..........

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    عرفتها ست بيت رائعة ( كما يقال عندنا ست بيت متقنه )
    لم تقصر يوما باي من واجباتها ..
    عرف الجميع بأنها تطهو اطيب انواع الطعام ، تتفنن في تحضيره
    كما تتفنن في تقديمه وفي ترتيب السفرة لأيمانها بأن شكل وطريقة تقديم أطباق الطعام لا تقل أهمية عن طعمها ..
    بعد العزومة الاخيرة أثنيت على طعامها ، فقالت بحزن : كنت أتمنى لو أن زوجي يثني على طعامي ولو مرة واحدة خلال فترة زواجنا ، ولكن ما ان أضع أطباق الطعام ، وأذهب للمطبخ لإحضار بقة الأواني ، أعود فأجد بأنه قد التهم وجبته خلال وقت أسرع من الضوء ، ويترك المائدة حتى دون أن أبدا تناول وجبتي ، لا الحمد لله ولا يحزنون .
    وأستغرب أحيانا تتطلب وجبة واحدة مني أكثر من ساعة لتحضيرها، لياتي ويبتلعها كأنها آخر وجبة ستقدم له في هذه الحياة ن خلال ثواني تختفي اللقمات بين فكيه وحنكيه وكل هذا لا يحزنني ، كل ما أتمناه هو : أن يقول لي ولو مرة واحدة : سلمت يداك ، أو ما ألذ الطعام، أو حتى أن يقول ( أممممممممم )
    كان هذا سيكفيني ..
    أمسكت بيداها وقلت لها : بارك الله في اليد التي تعطي ولا تنتظر مقابل .
    ضحكت وقالت لي : بارك الله بكل من يقدر اليد التي تعطي ، وبارك الله لي فيك أيتها الصديقة الوفية ..............

    تعلموا أن تقولوا لزوجاتكم ،( يعطيك العافية أو يسلم أيديكي لن تخسروا عمركم لو نطقتم بكلمة طيبة تسعد قلوبنا الطيبة )

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    أعترف الآن ، ولا أخجل من الإعتراف
    بأننا لا نعرف قيمة الأشياء إلا ، عندما نشعر بأننا نكاد نفقدها أو على الأكثر عندما نفقدها.
    ولا نشعر بقيمة الملح بالرغم من ضئالة ذراته ، إلا حين نتناول طعامنا، فنكتشف بأننا قمنا بطبخه دون هذه الذرات التي لولاها لافتقدنا لنكهة الطعام .
    أعترف بأنني لم أشكر ذرات الهواء التي تنساب بين رئتي ولا مرة ، ولم أنتبه بالأصل بأن قيمتها تفوق كل تصوراتي إلا عندما حاولت مرة أن أتفحص قدرتي على تحمل كبت أنفاسي عن دخول رئتي .
    أعترف بأني مقصرة في حق كل الناس، وبأني سأندم لو حدث لهم يوما مكروها لا قدر الله ، لأني أعرف بأننا حين نفتقد من نحبهم، نتمنى لو كان بإمكاننا إعادتهم للحياة مرة أخرى لنهديهم نبض عمرنا .
    أعترف بأنني أشعر أحيانا بثقل العمل على كاهلي، فأتمنى أن أترك العمل وأتفرغ للبيت وللكتابة، ولكني عندما كنت جليسة البيت. حينها كان الشوق للعمل يقتلني ، وأعلم بالرغم من كل ما يحمله من مصاعب ومتاعب ، لو حدث لا قدر الله وافتقدت عملي ، سأكون تعيسة لدرجة اليأس .. لأن العطاء من طبعي والسعي للعصامية جزء من عجينة رحاب .
    أريدكم أن تتخيلوا ولو لمرة بأنكم قد تفتقدون أقرب المقربين إليكم ، أو قد يغيب عنكم أناس أحببتوهم واعتدتوهم واعتدتم تواجدهم وبالرغم من ذلك تناسيتم تقديرهم والإلتفات إليهم ، أو حتى تجاوزتوهم كأنهم من ضمن المفهوم ضمنا .
    تخيلوا حياتكم بدونهم!! من ذا الذي سيستمع لشكواكم ؟؟
    من ذا الذي سيحن إليكم ويأتي متراكضا مشرعا أبواب قلبه لكم ؟؟
    من ذا الذي سيتذكركم لو رحلوا يوما ما ؟؟؟
    حاولوا ولو لمرة تقدير من يعيشون إلى جانبكم لأنهم قدركم ومصيركم ، ولن تضركم كلمة طيبة تفتح قلوبهم للمحبة، وليس شرطا أن يغيبوا كي تعرفوا قيمتهم عندكم ............



    رحاب بريك
    امرأة تؤرقها الأفكار

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة آمنه الياسين مشاهدة المشاركة
    غاليتي وأستاذتي
    ؛؛ رحاب فارس ؛؛
    في كل مرة أدخل صفحاتكِ يبهرني جمالها ...
    ونقاء كلماتها ... وصدق احساسها ...
    اقرائكِ ولا أمل من قرائتكِ
    وأرحل و مازلت من تأخري عليكِ خجلة
    فعذرا ً . . ثم شكرا ً لتقبلكِ
    ردي ببساطته وتواضعه

    لكِ مني




    خالص التقدير

    ر
    ووو
    ح
    تسلملي هالطله الحلوة

    امونه الغالية على قلبي

    مجرد رؤية اسمك يزين كلماتي

    هذا أمر يبعث السرور في قلبي

    فكوني هنا حتى ولو بتواجد روحك الطيبة

    فوق سطور مذكراتي

    وسأكون سعيدة بهذا الحضور

    لك في قلبي كل المحبة والود

    رحاب

    اترك تعليق:


  • آمنه الياسين
    رد
    غاليتي وأستاذتي
    ؛؛ رحاب فارس ؛؛
    في كل مرة أدخل صفحاتكِ يبهرني جمالها ...
    ونقاء كلماتها ... وصدق احساسها ...
    اقرائكِ ولا أمل من قرائتكِ
    وأرحل و مازلت من تأخري عليكِ خجلة
    فعذرا ً . . ثم شكرا ً لتقبلكِ
    ردي ببساطته وتواضعه

    لكِ مني




    خالص التقدير

    ر
    ووو
    ح

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    اليوم يصادف عيد ميلاد أبي

    بفارق أربعة أيام بين يوم ميلادي ويوم ميلاده .
    سأذهب بعد قليل للقاء كل عائلتي هناك، فقد اتفقنا أن نفاجئ والدي .
    أبي الغالي : اعذرني لو جئتك اليوم، والحزن يرسم ملامح وجهي الذي
    تعودت أنت تراه هاشا باشا ، مبتسما ، يحمل ملامح الحبور والرضا .
    اعذرني لو تقدمت لتقبيل جبينك الدافء فاحسست ببرودة شفتي .
    اعذر هذا الوجع الذي ، لف حبال ساديته اليوم ، حول عنقي فمنع الهواء من الدخول لشراييني محملا باكسجين الحياة ن واكسير السعادة ..
    اعذرني لاني بت على ما بت عليه من هموم لم يكن لي فيها أي ضلع ، ولم اكن سبب حصولها إنما ، كان سببها جبر القدر .
    اعذرني واعذريني بدورك يا أمي ، لو شعرت بأن صدرك الذي كان يوما مصدرا لإحساسي بالأمان ، لم يعد يتسع لهذا الكم الهائل من الحزن واليأس الذي يحتلني .
    اعذريني وسامحيني لأني أعترف ولأول مرة باني لم اعد تلك الطفلة التي تأتيك متراكضة لتدس وجهها في صدرك الرحب ، فتطبطبين على ظهرها ، لتجعليها تنسى كل ما مر بها من هموم .
    هناك أمور يا أمي ، لا يسعني خوضها معك، وهناك أحزان ، ما عادت تهمك، وما أصعب أن آتي اليوم إلى بيتنا الذي تربيت فيه ، محملة بغربة نفسي إليكم ،
    ليس هناك في هذا العالم أهل متفهمون مثلكم ، واعترف بانه لو جبت كل بقاع الأرض فلن أجد والدين محبين متفانيين مثلكما في سبيل سعادة اولادهما .
    ولكني في نفس الوقت أعترف يا والدي ، بان كل هذا لا يكفي لأن يجعل البسمة ترسم ملامح وجهي المتعب ،حنانكم لن ينجح اليوم بشفاء جرحي العميق ، ومتاعبي أكبر من أن تستوعبها ، قلوبكم التي تعودت رؤيتي قوية سعيدة ..
    وأخجل من الإعتراف لاول مرة ، بأني أفتقد حنانك القديم يا أمي ، وبت أشعر بأن قلبك ما عاد يتسع لشكواي ، فإن قابلتك اليوم والدمع يغطي حدقتي رغما عني ، أستحلفك الله لا تسأليني ماذا حدث ؟ ولماذا كل هذا الحزن ، وأنتن يا اخواتي الغاليات ، يامن منحتوني كل الحب في هذه الدنيا ، بربكن لا تستفسرون اليوم عن سبب صفرة وجنتي ، أخشى أن أنهار باكية اليوم وهذا آخر ما أريد أن أقوم به في مناسبة كهذه ............

    اترك تعليق:

يعمل...
X