مذكرات امرأة.رحاب بريك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سمير فياض
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة رحاب فارس بريك مشاهدة المشاركة
    منحتك نبض روحي
    أعطيتك نصف عمري

    كل ما أردته فقط .
    حين وقعت أن تمد لي نصف اصبع

    لأتمسك به فيكون كالقشة التي
    تحميني كي لا أقع

    وتكون منصفا في حقي
    كما منحتك نصف عمري
    اشفيني من نصف الوجع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    لا امتع من الشعر والبوح الا متابعت خواطر الاستاذة رحاب
    اتابعتك سيدتي باعجاب

    اترك تعليق:


  • صالح مريح
    رد
    الأخت رحاب فارس بريك
    ايتها القديره بأبداعك وأنسانيتك وسلاسة حضورك
    من يستطيع أن يمرّ من هنا دون أن يرتشف من هذا السحر؟؟؟
    أليكِ ما خاطرتي هاجت بهِ

    لا شيءَ يوقفُ الزمن
    وقد أضعتُ العبورَ أليكِ
    وهجرتي لحنينِ يديكِ
    أيا رحيلاً دسّ السمَّ في قهوتنا
    لم أدفن جثّتهُ بعد
    هنا في أرض ألذنوب
    حيثُ الخيولُ صهيلها عدم
    حيثُ أغصان الليلِ تورقُ الندم
    يحاورنا آخرُ قطرة ضوءٍ يابسه
    نائمةٌ على زندي
    الى حينَ تأتي
    مكانَ لقائنا الوهمي المنتظر
    لتعرّي خاصرتي بينَ يديكِ
    لقاءٌ يشتاقُ اللقاء
    زاحفا وجهكِ الطفولّي اللذي ما زال يقرأني
    ما زال يرصّعُ تيجان دمعي بالقُبل
    أجعلي قفصي ضاحكاً
    وأمنحكِ نصفَ عمري

    لكِ تحيّاتي وتقديري

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    ملائكتي الأربعة


    نستمع لأصوات ضحكات من نحب تحت سقفنا ، تتراكض ثمانية أرجل
    لتلامس مسطبة أرضنا ، فتداعب جلودها ، بلاط غرفتنا ، وثمانية شفاه ، لا تعرف إلا النطق بما يحلو لنا
    هي جزء من كياننا ، جلدها امتداد للون جلودنا ، وروحها جبلت بنا ، وجبلنا بها ، تطبع قبلة على وجناتنا، وتتراكض عائدة لفراشها
    يحتويني إحساس بدفء المشاعر ، أحمد الله على هذا النعيم .
    أغمض عيني بالرغم من كل الوجع ، على صورة ملائكتي الأربع ..

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    تناقضات

    أشعر بالرغم من كل ما يحتويني من ضعف في بعض الظروف القاهرة !
    بأني قوية أمتد قوتي من خلال أيماني بأن الحياة جميلة وحلوة بتناقضها .
    فما أجمل لون السعادة، بعد يوم لفه ظلام الحزن ..
    وما أحلى طعم اللقاء بمن نحب ، بعد غياب تلفع بسادية وجع الشوق للقياهم .
    ما أحلى الدفء حين ينساب متسللا لجلد أجسادنا ، لينحدر لطبقات أعماقنا
    مرسلا إحساسا بدفء هذا العمق ، بعد برد جمد بدواخلنا كل المشاعر فارتجفت
    تحت وطء بردها المفروض المحتوم ..
    ما ألذ تناول لقمة الرضا ، بعد جوع مزق نسيج معدتنا النفسية التي كانت بالأمس القريب تئن تحت قسوة مجاعتها ، فلطعم اللقمة النفسية مذاق الرضا ..
    ما أروع إحساسنا بنعومة وسادتنا ، بحنان يلفنا حين نفترش المحبة ، ونلتحف سقف بيت يضمنا هو ملك لنا .. ما أروع هذا الإحساس الذي يعترينا ، بعد الغياب عن بيوتنا !!
    ما أقوى أجسادنا ، حين تبدو لنا ، قوية بقوتنا، صامدة بصمودنا .
    كلما لازمنا المرض وطرحنا قتلى لفراشنا .. ما أروعه ذلك الإحساس بصحتنا ..
    ما ألذ ذلك الإحساس الذي يطغي علينا كلما، أحسسنا بأن الحب يلامس شغاف خوافقنا .
    فيخفق بحبهم ، وتأثرا لتواجدهم ، فتزهو الحياة بنا ، وتسمو أحاسيسنا .
    بعد دهر فرغ كل محتويات شعورنا بالحب .. فعادوا بحضورهم يملؤون هذا الفراغ الذي أمضى ليال يأكلنا، يقضم في أوصالنا، ويخثر الدماء التي تجري بعروقنا .
    ما أطيبه هذا الإحساس بالمحبة ، حين يجدد جريان هذه الدماء في عروقنا ....
    صباحكم ورد


    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    منحتك نبض روحي
    أعطيتك نصف عمري

    كل ما أردته فقط .
    حين وقعت أن تمد لي نصف اصبع

    لأتمسك به فيكون كالقشة التي
    تحميني كي لا أقع

    وتكون منصفا في حقي
    كما منحتك نصف عمري
    اشفيني من نصف الوجع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    ================================================== ================================================== =

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    خذني من هنا

    خذني من هنا، هذه ليست المرة الأولى التي أجد نفسي فيها
    مستنجدة قلبك وعطفك كي تأخذني من هنا ...
    بات هنا يثقل بوجعه على جرح الأنا ...
    أعلم بأن طلبي مستحيل ، وأعلم بأن هذا الهنا سيبقى متشبثا بي
    متمسكا بحضوري ولن يترك لي فرصة الرحيل ..
    ولكن ألا تعتقد بأني أستحق فرصة من هذه الحياة ؟؟
    خذني لكهف منسي واجعلني أغفو هناك، ليس إلا وقت غير معلوم ؛
    كالوقت الذي غفى به أهل الكهف ولكن، خذني لغفوة سنوية ، شهرية ..
    لأغيب سنة أو ربما شهر ، لعلي أستريح من قسوة الآن المثقل بكل هذا الحزن
    الذي يعتريني في هذا الوقت بالذات ..
    لن أتابع غلبتني كلماتي فغلبتها دمعاتي ..
    ابق حيث أنت ، تجاهلني ، تجاوزني ، تناساني ، أما أنا ....
    فسأذهب لفراشي لأخلد لغفوة ، لا تشبه تلك التي كنت أحلم بأن أغفوها،
    ومع هذا ستجعلني بعض ساعاتي التي تؤرقها صحواتي المتقطعة ، أرتاح بعض الشيء وافتح عيني ، صباح اليوم ، أكثر تفاؤلا وأكثر محبة للحياة ،هل تعلم لماذا ؟؟
    لأني بطبعي إنسانة تحب الحياة ، تقدر الحياة وتعشق كل لحظة تمنها عليها هذه الحياة ..
    وبالرغم من كل ما يكتنف هذه الحياة من هذا الوجع المغروس دائما وأبدا بصدري المحب لها ..
    أنا أحبها فقد اعتدت جرحها واعتادني جرحها ، فصرنا معا امرأة ادمنها الجرح وجرح أدمنته امرأة تسكن داخلي ، وتحب جرحها بالرغم من تواجده لأنه يمنحها الشعور بأنها جزئا من هذه الحياة ؟؟

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    شبع الجوع

    في الصباح ، اشتكيت لاختي بأني بت أشعر بالإرهاق من كثرة زواري
    صراحة أحب لقاء الناس ، وأحب أن يضج بيتي بصوت زائريه ، أحب أن تفوح
    رائحة القهوة في أرجاء بيتي ، وأن يصل شذا هيلها إلى الشارع المجاور .
    كذلك من المعروف عني بين أقاربي وأهلي ، بأني أحب أن يزورني الناس أكثر
    مما أحب رد الزيارات ، فليس لدي متعة أكبر من استضافة وتضييف زائري بيتي ولكن ؟؟
    عملي الجديد بالإضافة لواجباتي نحو أولادي وواجباتي نحو بيتي ، عملي
    ( كشوفير تاكسي ) نعم لا تستغربوا فأنا أعمل بوردية نقليات ولكن ليس نقليات بالأيجار ، إنما يتطلب مني اسطحاب أولادي للمشتريات ، للفحوصات ، علي أخذ
    تلك النابالية التي تعتني بحماتي للبنك ، كما علي أخذها في نهاية الأسبوع إلى محطة للنقليات، من بعدها علي الذهاب لقريتي لشراء احتياجات البيت لأني أعيش بقرية نائية ليس فيها إلا دكان يتيمة ، فلو احتجت يوما لرأس بصل ، علي السفر لبدة والدي لشراء بصلتي ، علي بعدها الذهاب لنقل ابني للبيت بعد عودته من التعليم ، علي التحضير لبرنامج العمل بالغد ، وووووو تعبتم ها ؟؟؟؟
    ما زلت يا إخواني في أول النهار ، فلِمَ التعب؟؟ ، ما زال أمامي الكثير من الواجبات ، فالباب يطرق كل ساعة تك تك تك، وقلبي يطرق تعبا تك تك تك .
    أشتاق لحاسوبي ، وحده يعرف كل همومي، وحده يشهد تراكضي هنا وهناك .
    وحده يذكرني بأن الساعة تجاوزت الرابعة ولم أتناول إلا تفاحة يتيمة ، حين أنظر إلى ساعة الحاسوب فأجد بأنها تجاوزت الرابعة ، أشعر بالجوع وأعتقد باني لو لم أنتبه للساعة لما انتبهت بالأصل بأنه علي أن آكل ، أركض للمطبخ وأحضر توست حتى أفطره في ساعتي الرابعة ، أمسكه بيدي؛ أشعر بحرارته أضعه فوق صحن ليبرد قليلا ، تك تك تك : أمي هناك ضيوف ، أترك لقمتي تبرد فوق الصحن. ادعو ضيوفي هل أحضر لكم شيئا لتأكلونه ؟
    لا شكرا ، أقدم للطفل الصغير ما يأكله أطلب الإذن منهن : اعذرنني لم أتناول وجبة فطوري حتى الآن.. تبدأن كل واحدة بتعداد ما تناولنه خلال النهار ؟ يا إلهي كم هن رفيعات!! لو تناولت نصف ما تناولنه لكنت أزن طن ونصف ، كل هذا الركض وكل هذا التعب ، وقلة الطعام ومع هذا فأنا أبدو كالدبدوبة..
    أعتقد باأنه ليس هنالك عدالة بالنسبة لتقسيم الطعام والأوزان، هنالك غش ما في ميازين الحياة ، كل منهن تحدثني عن مللها وكسلها وتقضية صباحها بزيارة هذه وتلك وأنا المشغولة بنقلياتي وبشقاء حياتي ، آه..... كلامهن جعلني أنسى لقمتي ، ليس من عادتي أن أتناول طعامي بوجود ضيوف إلا إذا شاركوني طعامي ولكن حاسوبي ذكرني قبل ما يقارب نصف ساعة بأني جائعة ، سأكسر تقاليدي وأتناول لقمتي ..بينما انضمت إحدى الأمهات لمشاركة طفلها بتناول الطعام ، قضمت لقمتي الأولى ، وجدتها باردة ، قضمت الثانية فأحسست بأني آكل لقمة غريبة فأنا لا أحب تناول الطعام باردا ، وضعت لقمتي جانبا وشعرت بالشبع من تعبي من ضيوفي من فناجين قهوتي ومن كل الحياة .
    حتى كدت أتقيأ شبعي الجائع دائما وأبدا ؟؟؟
    أتمنى أن يفهمني الجميع ...............

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    قراء مذكراتي يا قراء مذكراتي
    يا من صرتم جزء لا يتجزءا من ذاتي

    لو احتجتم يوما لسند يسندكم ، وكنتم في ذات وجع له، سندا له .
    فملتم حين هدتكم قسوة الحياة وساديتها ، نحو شوقكم لحنينهم.
    على عشم أن يقدموا يدا تمتد بالعطاء ، وملتم بحمل أوجاعكم
    على أمل أن تجدوا من كنتم سندا لهم ، قد أصبحوا سندا لكم .
    فأداروا ظهرهم إليكم وتركوا أياديكم تحلق في السماء باحثة عن وهم العطاء .
    وسقطتم على الأرض بالطول والعرض ، فرأوكم وخطوا فوق جثة سقوطكم الموجوعة بألم المفاجئة، فداسوا عليكم وتحولوا لأقدام ضخمة ، تدوسكم لتكسر زجاج شفافيتكم وتتابع المسير نافضة بقايا حطامكم ، مم تعلق بجلد أقدامها الهمجية ........
    من السهل أن يعتبروكم سندا لهم ، وهذا أقصى ما يتمنونه ويطلبونه ولكن ؟؟!! أن يكونوا هم بانفسهم سندا لكم ؟؟!!

    هههههه
    لا تستغربوا إنها دنيا العجائب

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    لا تستغربوا دنيا العجايب


    قراء مذكراتي يا قراء مذكراتي

    أعرف بأنكم مررتم ذات يوم بجانب أناس ،كانوا يوما على استعداد للارتماء فوق أقدامكم ليعبروا عن مدى محبتهم لكم ..
    ولكنهم في ذلك اليوم وبسبب غرابة هذه الدنيا !!؟
    مروا بجانبكم ولم يلتفتوا إنما على العكس ، تمنوا لو أنهم استطاعوا تغيير وجهة طريقهم ، كي لا يجبروا على المرور بهذا الجانب ، وتمنوا لو أن هذا اليوم الذي
    تسبب بتعرفهم عليكم ، قد انمحى من وجه التاريخ ..

    لا تستغربوا إنها دنيا العجائب

    أعرف دون أن تخبروني وأنا على يقين بأنكم مررتم ذات يوم بجانب اناس
    كانوا يعنون الشيء الكثير بالنسبة إليكم
    كانوا يوما بمثابة الهواء الذي تتنفسونه ، وكانت حياتكم تبدو أقسى من الجحيم ، بغيابهم ، وإن حدث ومروا بمكان وعلمتم بأنهم كانوا هناك ، تمنيتم لو أن ولادتكم كانت في نفس المكان ولكن ؟؟!!
    اليوم عندما مررتم بجانبهم وصدف أن التقت عيونكم للحظات ؛فاجبرتم على هز رؤوسكم بتحية صفراء بلون الأوراق الخريفية ، وما أن تجاوزتوهم مسرعين ،
    همستم ( يلعن السيعة الي عرفناهم فيها )
    لا تستغربوا تقلب مشاعركم ، إنها دنيا العجائب

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد زكريا محمد مشاهدة المشاركة
    انشطرت ذاتها فوق أنين وجع أبى إلا مرافقتها .
    كان أمامها خيارين ..
    أما أن تركع باكية ذاتها طوال العمر .
    وإما أن تتابع المسير بحثا عن نصف ذات أخرى .
    فقدت نصف ذاتها هي الأخرى ...

    ...

    وينقضي العمر بحثا عن الذات

    ربما هي سذاجة القلب حقا

    نطوف حول ذواتنا سبعا ... فتضيع منا جميعها ذات ضجر...انها سخرية القدر

    ........

    رحاب فارس بريك ... قلم يعانق عنان السماء ..

    عميق ودي وتقدير ي

    أستاذ محمد زكريا

    صدقت بكل ما أضفته بالنسبة
    للبحث عن ذواتنا ..
    وأعتقد بأن ما يتعبنا في أغلب الاحيان
    هو ذلك الطواف حول ذوات نعتقد بانها امتداد لذاتنا
    فنمضي العمر كما قلت ، دون الحظي بلقياها
    وتضيع بالفعل ذات ضجر فنتوه في شبه فراغ ..
    أحببت طريقتك بالكتابة
    وقد تشرفت مذكراتي بوجود حرفك صباحك ورد


    آسفة أستاذ محمد أخطا دائما بين تعديل واقتباس
    فإن وصلتك رسالة تحرير مشاركة اعلم بأنه خطأ مني
    ولك مني أجمل التحيات وصباحك سكر

    ____________________________

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    أح وآخ


    رمت العالم خلف ظهرها، رمت عادات وتقاليد أجدادها .
    داست على كل شيء ومن ضمن ما داست عليه ( ملائكتها الصغار )
    مرت الأيام في نفس اللحظة التي وقفت أمام مرآتها تتغندر بانتظار الوصلة التالية برقصها الشرقي فوق مسارح العدم ، داعب مصفف الشعر خصلات شعرها فتلوت تحت أصابعه بدلال ..
    كانت خالة طفلتها تمشط لها شعرها الطويل ، وتجذبه بقسوة من خلال إدخال فرشاة الشعر بجلد الطفلة ، فتصرخ الشقية من الوجع..
    اقتربت الأم بوجهها ليضعوا لها حمرة الشفاه ، فارتجفت شفتيها من برودة القلم ، همست
    ( أح )

    في حين عاودت الخالة جذب شعر الطفلة بقسوة وعندما صرخت هذه المرة من قسوة خالتها ، لطمت الطفلة المسكينة على شفتيها لتخرسها ، فصرخت اليتيمة:
    ( آخ )

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    حسرة

    لمحت عجوزين جالسين على مقعد ، تمسكا يدا بيد وقد انسجما بحديث تمنت لو سمعت مضمونه .
    فقد لفتت انتباهها تلك البسمة التي رسمت ملامح تجاعيد خطتها الأيام فوق أربعة وجنات .
    ابتسمت سعيدة بسعادتهما ، وتنهدت فسالت دمعة حسرة على شبابها .؟؟!!

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    في كل عيد أم

    أعود لذكرى غاليتي ياسمين ، تلك الذكرى التي لا تهجرني بالأصل .
    أفكر في كل طفل يتيم ، وأفكر في أولاد اختي التي تركتهم وسافرت إلى خالقها، وهم ما زالوا أطفالا لم يهنئوا بعد بمحبتها ..
    أفكر : ليتني أستطيع أن أكون أما لكل طفلا يتيم في هذا العالم .
    وبم أن هذا الحلم مستحيل ، فقد حلمت ما يلي .

    في منامي وجدت طفلة في الشارع ، كانت تجلس تحت المطر ، تبلل شبه فستانها الممزق، وتبلل شعرها الأسود ، حين اقتربت منها لأسألها عن امها قالت :ماتت أمي وتركتني وحيدة، سألتها هل تقبلين أن أتبناك ، أخذت الطفلة تبكي وأنا ضممتها لصدري وأخذت أبكي معها . من خلال حلمي أصبحت هذه الطفلة الحلم التي أعتقد بأنها كانت رمزا لخوفي وحزني على كل اطفال وأيتام العالم . صارت ابنتي حسب هذا الحلم ، أخذت بيدها سرنا وسرنا ولكن خطواتنا لم تتحرك بل بقينا في نفس المكان ، فجأة رأيت ابنة اختي ، كانت هي الأخرى تشد قامتها نحوي تريد معانقتي ، حاولت بكل ما أوتيت بقوة الحلم أن أقترب منها وأضمها لصدري وأقبلها ، لكنها في الحلم كانت ما زالت صغيرة بنفس العمر الذي تركتها به غاليتي ياسمين ، بعد أن كاد الحلم ييأس من حلمي ، وصلت إليها ، عانقتها؛ عانقتني قبلتها فهمست في أذني : لقد اشتقت لأمي ..
    من شدة وجعي من خلال الحلم ، فتحت عيني ولم أعد أستطيع النوم بعدها ، فمن بعد موت اختي افتقد عيد الأم لطعمه القديم ، فكيف أفرح بلقاء أولادي، وما زالت عظام اختي تتململ في كفنها شوقا لطفليها الحبيبين ؟؟

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    ألحدث الأول

    تجري عندنا العادة تعيين الأعراس ،قبل سنة بالضبط ، والسبب في ذلك:إتاحة الفرصة لمشاركة الناس مع بعضها البعض ، فالأعراس عندنا تقام في البيوت، وما زلنا نحافظ على عاداتنا القديمة، بدعوة الكثير من المدعويين الأصدقاء والأقارب، وفي بعض المناطق ، ومنها منطقتنا بالجليل، لا فرق بين عرس الفتاة والشاب ، في بعض القرى ، نحتفل بعرس الفتاة بالضبط كما نحتفل بالشاب، فتقام الولائم لمدة أسبوع كامل ..

    قبل سنة بالضبط وفي نفس التاريخ، لمن تابع قراءة مذكراتي، كانت زيارة والدي عريس ابنتي لبيتنا ، حيث تقدموا لخطبة ابنتي ، أمس وفي نفس الوقت وبالفعل بالصدفة ، حضروا لتعيين العرس الذي سيقام في الربيع القادم أي السنة القادمة .
    تأثرت جدا وداريت دموعي التي كادت تفضحني، فالفرحة المجبولة بتأثري لفكرة مغادرتها بيتنا، جعلتني أشعر بالحزن والفرح يتعاركان في أعماقي ..
    ما زلت أذكر وكان ولادتها كانت بالأمس ، حين ولدت، لفوها بقماشة بيضاء ، وضعوها فوق صدري، نظرت إليها وأجهشت بالبكاء ، فرحة بقدومها، وتبجيلا لرب السماء على هذه الهبة الرائعة ، نظرت بعينيها، فنظرت إلي نظرة قوية
    ( لن تصدقوا بأني أحسست بأنها نظرة تحمل ألف سؤال وسؤال ، ما زلت أذكر ولادة ابني البكري ، ولد بعيون مغلقة بالكاد كان يفتحهما ، فتسائلت : ترى هل تولد البنت أكثر يقظة منذ صغرها ؟؟
    مددت اصبعي وأذكر بأنها قبضت عليه، وكأنها تريد أن تتثبت بي، وكأنها تخشى هروبي منها ، منذ تلك اللحظة، ما زالت متثبتة في جذوري وشرايين فؤادي الذي ، منحها كل المحبة والعناية اللتين ممكن أن تمنحهما أم لابنتها ..
    نظرت إلى زوجي وقلت له : إنها هبة من عند رب السماء ، سأسميها

    هبه


    كبرت صغيرتي هبه ، بلمحة عين ،بعد سنة ستنهي تعليمها الجامعي ،
    وستتزوج ، وسيكون ضميري مرتاحا ، من كل النواحي ، كذلك ضمير والدها الذي ، لم يقصر يوما في حقها وحق اخوتها ، كل ما هنالك ، تلك الغصة التي أشعر بها وكانها تحرق في نفس الأم ، على ابنتها التي ، أمضت ليالي وسنوات تعانقها بدون فراق ، فتجد بأنه قد حان الآن وقت الفراق .
    استيقظت صباحا قبل سفرها للجامعة ، دخلت غرفة نومي ، وأوسعتني قبلا
    حتى خلت بأنها تريد سحب خدي من وجهي ، ( بحبك يا أحسن أم في العالم )
    قبلتها بدوري وتحركت مشاعري كلها مجتمعة في صدر يطير من الفرح .
    أحسست بأني حظيت بهدية عيد الأم ..

    اترك تعليق:

يعمل...
X