مذكرات امرأة.رحاب بريك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحاب فارس بريك
    رد
    دخلت يوما للكتابة في مذكراتي فوجدت بأن عدد القراءات قد تعدت ال3000 قارئ
    فكتبت عن سعادتي يومها بوصول عدد القراءات لهذا الرقم الذي لم أكن أحلم به من قبل
    في اليوم التالي ، وجدت تعليقا من شاعري القدوة أبو شوقي يدعو لموضوعي
    للوصول ل 30000 قارئ ، فكرت يومها وقلت : ترى هل من الممكن أن تصل عدد القارءات
    إلى هذا العدد ؟؟!!
    منذ تلك اللحظة قررت بأني سأتابع الكتابة هنا ، وكنت مؤمنة بأني لا بد أن احظى بهذا الشرف الكبير
    من زيارات اخوة لي ، لهذا الموضوع البسيط.
    الليلة تعدى عدد القراءات أل 20000 قراءة ، وبات الوصول لذلك الرقم الذي تمناه الاستاذ إسماعيل
    قريبا جدا ، فها أنا قد تخطيت ثلثي المسافة ..
    لذلك أود أن أقول لهذا الشاعر الذي كان وما زال رفيق طريقي الأدبي ولم أعهده إلا مشجعا
    مؤمنا بقدرات الغير وبادب الغير
    ( شكرا )

    سلام مرصع بجوهر الإحساس

    وليس بجوهر الألماس


    على روحك الطيبة

    وعلى أغلى الناس

    وشكرا لكل من مر وسيمر من هنا
    رحاب

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    ( مغرورة )

    كانت على استعداد لمسح حذائه ، كي يعيرها التفاتة قبل سنة ..
    حين كانت ما زالت عاملة بسيطة، تتقاضى أجرها الزهيد..
    بعد أن رقيت لمديرة الشركة ، اصطدمت به رغما عنها ذات يوم.
    التفت إليها وبعينيه نظرة عتاب ، لتجاهلها له فقالت مستغربة :
    ( بردون ) هل التقينا من قبل ؟؟!!

    _____________________________________________

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    لا حياة بدون الحرف

    عاد لينتابني هذا الضعف
    حين أحلق مقتولة بتساؤلتي
    ترى هل سيجف؟؟

    يوما نزيف هذا الحرف ؟؟

    أصاب بالرهبة في كل مرة .

    وأعجز عن الوصف

    حين أفكر بأني قد أفتقدك أيها الحرف

    فأرتجف لأموت من الخوف .........

    ____________________________

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    تضحية مقتولة بوجع القرار

    حدثتني عن مستحيلها فتسائلت : وماذا بعد ؟؟؟!!!

    ردت بلهفة العاشقة المتيمة حتى الغرق :

    _ سأعلم روحي الإحتمال، وسأغيب عنه وأسافر .

    _ ولكنك ستدمرين بسفرك حياته فتنقلب إلى جحيم !!

    _ أعرف ولهذا سأبتعد ..

    _ كيف تحرقين قلبك وقلبه ولم يذنب إلا حين أحبك
    إن كنت تعتبرين حبه لك ذنب؟!!

    _ لأنني أحبه، وأعلم بأن المستحيل يكتنف قصتنا سأرحل ..

    _ لن تنصفي نفسك التواقة إلى العطف والمحبة ولن تنصفيه بهذا الرحيل .

    _ بل لن أكون منصفة لو بقيت ، سأختفي من حياته ..

    _ سيتعذب ..

    _ سأموت كل يوم ألف مرة ..

    سيحترق شوقا لسماع صوتك ..

    _ سأغرق في بحر أحزاني ..

    _ سيظن بأنك تخليت عنه وخدعتيه ...

    _ هذا أفضل من أن أعيش رغبة فيه، وأنا على يقين بأنه ليس من حقي ..

    _ إذن فقد حكمت عليه بالموت ...

    _ بل حكمت على نفسي المثقلة بالوجع بموتها المعنوي ، ووهبته حياة بعد موت طويل ..

    _ كيف ذلك وأنت راحلة عنه فقد اعتادك واعتاد الحياة بك ..

    _ لذلك سأضحي بم تبقى لدي من أمل ، وكلي ثقة بأنه سيعيش بموت وجودي ..

    _ أنت ظالمة ...

    _ بل قولي بأني عادلة لأني سأقتل نفسي بقراري وسأهب لقلبه الحياة مع الأمل بحب يستند على المنطق ..

    _ ما من منطق في الحب يا صديقتي ..

    _ لذلك سأنطلق لأن حبنا طاهر أسطوري لا يستند على المنطق ..
    فاخبريه بأني تركت روحي هنا بين يديه، ورسمت ملامح أنوثتي في ذكرى عينيه،
    ورزمت كل أحلامي المتارجحة في ليل ضبابي، ودفنتها في عمق قلبه الذي لم يخفق إلا بحبي .
    واخبريه بأن هذه المرأة لم يتبقى منها سوى طيف ، يرفرف حول قدميه، ليحمي خطواته من السقوط.
    ويجوب في ظلمة ليله ليحميه من الحزن، أخبريه عن وجع القرار ولكن.. لا تخبريه بأني بكيت
    واحترقت ذاتي المخلصة دائما وأبدا ، في ظل ذكرى عينيه ..............

    ____________________________________

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    صمت وجماد

    قالت له : يقتلني هذا الصمت الذي ، يجتاحك منذ الأزل ..

    قال لها : ما الذي يزعجك بصمتي ؟؟!!

    _ حتى النباتات تبعث أصواتها ، لتبدد سكون الغابات .
    والأسماك في البحار ، تتلوى بين المياه، لتثير الأمواج
    كي تحاكي بمدها وجزرها ، الرياح الساكنة، لتثير في الرياح غريزة
    الثورة ، فتحرك ثورتها، لتتمرد الرياح على وجه البسيطة، باعثة
    أصوات طقطقة الشبابك والشجر، لتثير الغيوم من بعدها مستفزة صوت الرعد،
    محفزة قطراتها المختزنة منذ وجدت دورة الطبيعة، لتحفزها على السقوط،
    فوق أرضنا الطيبة، باعثة بصوت يداعب أوتار مسامعنا، تغازل مزاريب سطوحنا..
    حتى الجماد يتكلم " وجملود الصخر حين يحطه السيل من عل "
    يتحرك جماده مصطحبا كل ما يمر به من جماد باعثا فيه الصوت والحياة.
    وأنت ما زلت صامتا !!!!

    _ إن الصمت عبادة، بصمتي أكون قد كسبت لي مكانا بالجنة ، فلا ينم عن لساني حديث
    أندم عليه، ولا أؤذي أي كان بلساني ، فأكون بهذا قد تنزهت عن الخطأ والخطيئة ..

    _ ليس صمتك وحده الذي يقتلني ، إنما هذا الجمود، وهذه الامبالاة ..
    نورني إن كنت ضريرة البصيرة ، أين الخير بهذا الجمود، وأين الخير الذي تحدثني عنه،
    بصمتك والعالم يضج بألف صوت وصوت ؟؟

    _ ما دمت أعيش لأجل نفسي، لا أؤذي أحد ولا أقترب من أحد ، أكون قد نلت ثواب ..

    _ لماذا لم تعش إذن في مغارة بأقصى جبال الكرة الأرضية ، بعيدا عن البشر؟؟

    _ كنت أتمنى ذلك ،ولكني ملتزم ببعض الأمور هنا، فلن يضرني القيام بها ،
    ومتابعة صمتي وجمودي ..

    _ إذا فأنت تعتقد بأنك لو عشت وحيدا في الجبال، لكنت طاهرا من كل ما يشوب الحياة ..

    _ نعم فهناك ما من مجال للخطأ والخطيئة ..

    _ وماذا عن الإمتحان ؟؟؟؟

    _ سأتفوق بصمتي ..

    _ على ماذا ستتفوق على وحدتك هناك؟! ما جمودك إلا جبنا وما صمتك إلا نوعا من الهروب..

    _ لن تفهميني أبدا؟؟!!

    _ على العكس فليس هنالك إنسان يفهمك مثلي ..

    _ إذن فأنت معي بأني ببعدي عن البشر أكون كالقديس ؟؟

    _ لا فرق عندي بين ذاك الذي يدوس على هموم الآخرين ،
    ويغمض عينيه ويغلق أذنيه كي لا يسمع صوت استنجادهم به ..
    فيتجاوز مآسي وأحزان غيره غير آبها بهم لا يمد يد العون .ويفتقد النخوة ،
    وبين ذلك الهارب الذي ترك العالم ، كي لا يضعف ويقع بالخطأ ..
    هل تؤمن بأن كل إنسان جاء على هذه البسيطة ، حاملا رسالة أيما رسالة؟؟

    _ لا أؤمن بذلك فبعض الناس رحلوا كما جائوا لا رسالة ولا يحزنون ..

    _ صدقني حتى لو كان لهم دورا سلبيا في هذا العالم ، فقد كان لهذا الدور السلبي تأثيرا
    بشكل أو بآخر على عالمنا هذا ..

    _ أنا إنسان فاضل لا يحق لأحد أن ينتقدني ..

    _ كيف تعرف بأنك إنسان فاضل ؟؟

    _ لأني لم أؤذي أحد في حياتي .

    _ وهل قمت يوما بعمل خير؟؟

    _ ماذا تقصدين بعمل الخير ؟؟ أكيد فأنا لم أعتدي على أحد ،
    لم اتفوه يوما بكلام بذيئ ، وفي حياتي لم أنتقد أحد .. هذا الخير بحد ذاته !!

    _ وهل قمت بعمل خيري ؟ هل مسدت يوما على شعر طفل يتيم ؟
    هل مددت يدك بالعطاء لأقرب الناس إليك ؟ هل وقفت في وجه الظلم يوما؟؟
    وهل ذرفت عيناك دموع الحزن على مآسي غيرك ؟؟

    _ وكأنك تتهميني بسبب مآسي العالم، ما لي وللناس ، كفاني أني كافيهم خيري وشري ..

    _ "من لا خير فيه للناس ، لا خير فيه "

    _ بل إن الخير يكمن في الحياة بعيدا عن البشر ..

    ليتك بقيت صامتا ......

    * جملة أستعملها كثيرا مقتبسة من قصيدة " كجملود صخر حطه السيل من عل "
    * أعتقد بأنها مقولة دارجة "من لا خير فيه للناس ، لا خير فيه "

    *ما أضعه بين " ؟ " يكون مقولة معروفة . أو مقتبسة .
    وفي بعض الأحيان تبقى في الذاكرة جملا لست واثقة إن كنت سمعتها .
    أو أنها من أفكاري ، ولكن بمجرد شكي بانها قيلت يوما ، أضعها بين رمزين
    لأجل ذمة الحرف ..............

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    ما عاد بالعمر بقية

    ما زلتم مغروسين هناك، حيث تجمدتم في زمن مضى
    لا تودون التقدم خطوة للأمام، رغبة في الإنتقام ممن أساء إليكم ..
    سيروا وتقدموا، سامحوا وتناسوا ذلك الجرح ، وقابلوا الجرح ببسمة ،
    عندها ستغلبونهم بهذه الإبتسامة التي ستؤرق نومهم ..
    فهم يحبون ضعفنا ، ويكرهون قوتنا، فلا تعطوهم فرحة الإنتصار
    بالإستمتاع بقراءة أوجاعكم، ومكوثكم في ماضي الجرح الذي تسببوه لكم؟؟
    سامحوا وتابعوا مسيرتكم، فلم يعد في العمر بقية .........

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    _ هل تحسنت الآن ؟؟

    _ بعد أن سمعت صوتك بت بأفضل حال ..

    _ ماذا أستطيع ان أفعل لك وهذا البعد يقتلني ؟؟

    _ أتعلم بأن صوتك دائي ودوائي ؟؟

    _ أعلم أيتها الغالية .

    _ إذا فاعلم بأن الجرح قد التأم ..

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    هي : ألن تيأس أبدا من هذا الأمل الذي ما زال يسكن قلبك المثقل بذكرى الزمن الماضي.
    هو: هو حلم أكثر منه أمل ، فأغلب أحلامنا على الأرجح لا تتحقق !!
    هي : ما زلت على يقين بأن الأحلام عادة لا تتحقق، فما بالك كأهل الكهف، ما زلت غائبا في حلم لا ينتهي إلى أي مكان ؟؟
    هو: أعلم بأنه ليس من حقي أن أحلم ..
    هي : بل قل أنه من أقل حقوقنا على هذه البسيطة، أن نحظى ببعضا من حلم .
    هو: إذن حسب ما تقوليه، لا بد أن تتحقق الأحلام، ما دامت أحلامنا من حقنا ؟
    هي: لن تفهمني أبدا، كوني أعرف ما هو حلمك، لذلك أخبرك بأنه من سابع المستحيلات أن تحظى بتحقيقه ؟؟
    هو: إذن كيف تناقضين نفسك، فتقولين من جهة بأن الحلم حق من حقوقنا، فتبعثين في نفسي الشقية بعضا من الأمل، فيغيب للحظات صمت الألم..
    بينما ، من جهة أخرى، تصدمين أحلامي وأمنياتي بجدار قسوة قرارك بأن حلمي مستحيل ..
    هي : هو الفرق بين المنطق والخيال، والفرق بين الواقع والأسطورة يا صديقي..
    هو: إذن فأنت تعتبرين بأن حلمي ضربا من محال!!؟؟
    هي : نعم حين نتخذ من الأحلام وسيلة للوصول لأهدافنا، فنفصل الفكر والمنطق عن واقعنا ليصور لنا ما تصبو إليه ذواتنا، وفي نفس الوقت نعرف حق المعرفة بأن أحلامنا هي محال يمتطي غيمة من خيال..
    علينا أن نعرف بأننا لم نحلم به إلا لأننا واثقين بأننا لن نحظى به إلا من خلال تصويره في شكل حلم، ليستوطن غفوتنا، ويحتل سباتنا، ونحن صاحين..
    هو : إذن فهل تتركيني أحلم بمستحيلاتي بالرغم من استحالتها،لأعيشها في غفوتي، وأواكبها بصحوتي ..
    هي : بالتأكيد سأدعك تحلم، فالحلم هو من أقل حقوقنا التي تجعلنا، متعلقين بالحياة .. فاحلم وتابع صراع بقائك بهذا الحلم الذي، تملك نفسك فملكك..
    هو: تصبحين على خير أيتها الأسطورة ..
    انتظر ليسمع جوابها ( وأنت من أهل الخير)
    انتظر وانتظر؛ ولكنه لم يسمع إلا صدى كلماته، تجيبها حيطان غرفته..
    أغمض عينيه وراح في سبات عميق، ابتسم من خلال غفوته، فقد تجاوز من خلال حلمه، جدران أسطورته ....

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    استمرارية

    رأيته بالرغم من انحناء ظهره،

    يزرع شجيرات الزيتون ..

    فتيقنت حينها، بأنه لن يموت أبدا ...

    ______________________________

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    ألتكبر والكبرياء
    ألفرق بين مصطلح تكبر وكبرياء فرقا شاسعا جدا ..
    الكبرياء :صفة من الصفات المحبذة لدى الإنسان .
    إن الشخص الذي يحترم نفسه، يحافظ على كبرياءه، لا يقلل من احترامه لنفسه ولا ينحني
    ولا يركع تكون لديه عزة نفس ويحترم الآخرين ليفرض احترامهم له .

    ألتكبر : هو الغرور، حب الذات والتعالي .
    يتصف المتكبر بالأنانية . فأناه أكبر من أن يحتملها الآخرين .
    ويتميز بعشقه لذاته فيتصف بصفات النرجسي الذي ، يتفرج على صورته فيعشقها لدرجة أنه لا يصدق بأنه يحمل كل هذا الكم الهائل من الجمال والكمال .وكلنا نعرف بأن لا كمال إلا لله عز وجل .
    إن العلم يا أخوتي وخاصة لغتنا العربية، هي بحر كبير، واسع، عميق، مهما بلغنا اخوتي الأدباء من علمنا ومعرفتنا. لن نعرف قدر قطرة من هذا البحر . لدي مقولة أرددها بشكل دائم وهي :
    (كلما تعلمت شيئا جديدا، عرفت كم أنا جاهلة ولا أعرف مقدار ذرة من بحر )
    فالتواضع من أجمل الصفات التي يتحلى بها الإنسان وخاصة الإنسان الأديب..

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    ما بين اللحظة والأخرى ..

    ينزف الحاضر على مذبح الذكرى ..


    رحاب فارس بريك

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    منذ اللحظة الأولى التي لمحتها بها ، أحسست بحزن كبير يرسم ملالمح عينيها ..
    امرأة متدينة في جيلي لا تكشف إلا عن عينيها ، قضينا معا أجمل الاوقات قبل عدة سنوات ،
    بعد أن عادت للبلدة وتصالحت مع الجميع ..صدف أننا كنا نتعلم قيادة السيارة عند نفس المعلم .
    كان علينا مسير ما يقارب النصف ساعة حتى نصل لأقرب محطة باص، لأن قريتنا صغيرة لا يعرف
    ولا تدخلها الباصات ( الذباب الأزرق طريقا لها )..
    من بعدها، كان الباص يقلنا لمدينة ، وهناك نصعد باص آخر للوصول للمدينة التي
    كنا نتلقى فيها دروس القيادة ..وهذه المسيرة ذهابا وإياب ، كانت تأخذ نصف نهارنا.
    من هنا ابتدأت علاقتي بها.فكنا نمضي أوقات جميلة نضحك ونتحدث عن الكثير من الأمور ..
    وأعترف بانه بالرغم ما حدث لها فقد كانت امرأة مؤدبة ، نادرة الأدب، لسان عفيف ، وقلب شريف.
    نقية طاهرة ولكن للأسف مجتمعنا لا يرحم، وقد اخطأت منذ كانت طفلة، خطأ أعتقد بأنها لم تكن مسؤولة عنه ،
    فعانت من هذا الخطأ حتى اليوم، وبالرغم من نهجها السليم وشهادة الجميع لها بأنها منذ عادت للقرية لم تقم باي تصرف يشينها ، إلا أن السيوف كانت مشهورة في وجهها أينما ذهبت، وألسنة النساء كانت ماضية تنتظر منها أي تصرف لتنهال عليها برصاصات الكلام التي اعتبرها أشد قسوة من رصاصات الأسلحة..
    منذ كانت في سن الرابعة عشر أحبها جار أهلها وهي بجيل ابنته البكر ،قرر أن يختطفها ويهرب ليتزوج منها .أي وقد كان يكبرها تقريبا بأربعون عاما ، قاست حياة صعبة وتقلبت على ألف جمرة خلال ترحالها معه من مدينة لقرية لقرية لمدينة، فسكنت في غرف مستأجرة، وفي بيوت تكاد لا تصلح كمقبرة للأموات ، تعذبت سنوات وسنوات ، حتى وافق أخيرا أهلها أن تعود لتسكن بلدتنا،
    وهذه العودة لم تكن أرحم من البقاء بعيدا عن القرية، فقد كانت تسمع الكثير من الكلام الجارح وتصمت .
    عدا عن معاناتها حين كبرت وأصبحت تميز بأن ما حدث لها ، ينافي عاداتنا وتقاليدنا ، خاصة بأن زوجها كان متزوجا قبلها ، وقد أغراها وأقنعها بالهرب معه وهي ما زلت طفلة، وما زلن بنات جيلها يلعبن على الأراجيح ، ويذهبن إلى مدارسهن ..
    عندما صارت تميزبين الخطأ والصواب، عاشت فترة طويلة بعيدة عن كل الناس، وحيدة لا تفتح باب بيتها المسكون بالقهر والوجع ، إلا إذا اقتضت الحاجة الملحة لذلك ، رزقت بخمس أولاد ، كبروا وكبرت همومهم ، ولم أكف يوما عن زيارتها ، حتى لو مضت سنة كنت أتذكرها وأذكر دموعها كلما تذكرت ما حدث معها فأشعر بواجب زيارتها لأني كنت أعرف بأن زيارتي لها تريحها وتجعلها تفرغ كل الوجع الكامن داخل روحها التي لم تحاول يوما أن تشارك أي كان بهذه الهموم .
    فعندما كنت اقترح عليها بأن تشارك أمها وأخواتها بهمومها ، كانت تنظر إلي بنفس النظرة الكسيرة المنكسرة والدمع يغطيها قائلة : من سيحس بي يا رحاب ، حتى أهلي لن يفهموني ،وأول ما سيقولونه لي : تستحقين ذلك فأنت اخترت هذا الطريق ..
    صحيح بأن أهلها صالحوها ولكن الجرح كان أعمق من أن يشفى، سواء كان من جهتها أو من جهة أهلها ..
    زوجها بنى لها بيتا في منطقة كل سكانها شباب وشابات ، كانت تجلس في شرفة بيتها تراهم يتضاحكون يسافرن ، يتمشون أمام عينيها، فتشعر بوخزة في قلبها، هي الطفلة التي عاشت عمرها مع كهل بجيل والدها ، فالغصة أكبر من أن تحتمل، والقدر غلب الحلم فعاشت واقعها المر الذي ما زال يفرش نتائج ما حدث لها حتى على أبنائها.. لم أزرها منذ ما يقارب سنتين ، رأيتها اليوم على شرفة بيتها ، وكانت شاردة النظرات، لوحت لها بيدي من بعيد فتنبهت لي وأشرت بيدها بأن أذهب إليها، المسافة الفاصلة بين بيتي وبيتها بعيدة بعض الشيء لذلك نقوم بالتأشير لبعضنا كالخرسان وبالرغم من هذا نفهم بعضنا البعض.
    وبالرغم من بعد المسافة احسست من خلال شرودها ، وحركة يدها بانها تود بقوة ان أذهب إليها .
    اليوم كانت ملامحها مختلفة، فنذ اللحظة الأولى التي رأيتها بها سألتها : ما بك ما هذا الهزال الذي اعترى جسدك .كانت تبدو كشبح دس نفسه داخل قطعة قماش سوداء، ونقاب أبيض لف وجهها الشاحب الضعيف، حتى خيل إلي بأنها امرأة قامت للتو من بين الأموات ، بدت كعجوز تجاوزت الستين من عمرها ، وما أن سألتها عن سبب
    حزنها الذي أراه جليا في عينيها ، بدأت الحديث ، صمت وصمت أنصت وأنصت، دموعها لم تتوقف لحظة، وقلبي لم يتوقف عن البكاء للحظة .
    حدثتني بأشياء كثيرة ما كنت لأحتملها وبالرغم من كل هذا، فقد كنت أصبرها بقولي، اهتدي بالله وانظري إلى اولادك ، فلتكن حياتك عبارة عن امتداد لحياة أبنائك، ولا تحزني فهنالك أمورا تحدث لنا ، مهما حزنا، سيتحكم القدر بمشاعرنا ، وأنت إنسانة متدينة عليك أن تؤمني بأن هذا هو قدرك، وتحاولي بكل ما أوتيت من قوة أن تبقي قوية لأجل نفسك ولأجل أولادك ، ولا تيأسي فما زالت الحياة أمامك..
    دخل زوجها إلى غرفة الصالون سلم علي ، وأخبرها بأنه خارج لزيارة الجيران وخرج من البيت سعيدا .
    نظرت لعينيها وهي ترافقه نحو الباب أرادت قول شيء ولكنها صمتت ركزت نظراتها بالأرض وأجهشت بالبكاء ............
    ربت على ظهرها وقلت لها: لقد أحسست بوجعك أختاه، لقد فهمتك الآن فابكي لترتاحي، واسكبي كل حزنك الآن أمامي، ولن أتركك إلا وابتسامة رضا ترسم شفتيك ....
    عدت لبيتي منذ ساعات، وما زالت صورة عينيها التي لم يظهر أمامي غيرها ، تظهر وكأنها ما زالت تذرف دموع الوجع والقهر ، أحاول نسيان حزنها فأتذكر ذلك العجوز الذي مر من أمامنا ، وحين أتذكر بأنه زوجها ، أشعر بدوري بالقهر وأكاد أختنق واأا التي لم ألمحه إلا لحظات ، فكيف استطاعت طفلة صغيرة بعمر الورد أن تمضي عمر ودهر ، وهي تراه يوميا، رجلا يشبه جد جدها ؟؟!! ...............

    .........................................

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    أخي طائر الفرات

    مجرد تواجدك هنا يسعدني بشكل خاص
    ومجرد مرورك ، يضيف لمذكراتي الكثير .
    عودتك مرحب بها متى شئت .
    المهم أن تكون بخير أخي طارق.
    وفقك الله أينما كنت

    اترك تعليق:


  • طارق الايهمي
    رد
    سيدتي العزيزة والأديبة الراقية رحاب بريك
    عذرا على خروجي دون مجارات آخر حرف لك، وذلك لضيق الوقت لدي.
    وسأعود لاحقا إن شاء الله تبارك وتعالى لمجاراته، حيث لامس شغاف القلب
    لك مني أخيتي العزيزة ألف تحية وفائق التقدير

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    غريب هذا الإحتمال الذي يعترينا
    كلما وصلنا نحو القمة، فتعثرنا وتدحرجنا
    بسقوط دون إنذار نحو خط البداية ..
    وغريب هذا التناقض بقوة التحمل من شخص لآخر ..
    فحين نجد البعض، ثابتا دائما وأبدا في نفس المكان لا يبرحه
    نغيب سنوات وسنوات، لنعود حيث تركناهم، نجدهم هناك.
    في نفس النقطة وكأنهم أعمدة صبت من اسمنت لا تزحزحها الأيام.
    تتلاشى أيامهم امام اعينهم وهم ثابتون لا يتقدمون ، حتى يخال لي بأنهم
    راحوا في سبات، لا رغبة عندهم للحلم وما من رغبة لديهم لبناء أي هدف
    او الوصول لأي هدف، هم هناك، ولدوا هناك وسيموتوا هناك..
    والبعض الآخر تصيبه رغبة بالوصول للقمة بسرعة الضوء، فيتخطوا
    كل المسافة بطرق ملتوية، يصلول بالعادة وصولهم سريع هو كذلك أسرع من الضوء.
    ولكن لو حدث يوما وسقطوا، ستكون العودة إلى هناك حيث تخطوا الطرق الملتوية مستحيلة .
    إستحالة، تحول اليل لنهار والنهار لليل .
    والبعض المحب إلى قلبي أراه يشبه أيماني بالأشياء، هدفه على الأغلب ليس سهلا إنما
    هو نادر صعب المنال ، كل خطوة من خطواته، عبارة عن مسيرة مثقلة بالإحباطات ومحملة
    بكل المشاق التي ولدت على وجه الأرض، لذلك عندما تشتد الرغبة في ذاته، وتقوى إرادته
    ويتابع بنفس الوقت بالرغم من كل الصعوبات، لأنه وضع نصب حلمه ، ذلك الهدف، سياتبع لا مباليا وعادة يصل، ولكن فرحته تكون بالعادة أعظم من كل فرحة، لأن طريق الوصول رسمت بنزيق قلبه، وتبللت بعرق روحه، قد يسقط أحيانا ،وعادة يكون الآخرين هم السبب بسقوطه، للأنهم يستكثرون عليه الوصول لهذه القمة التي رسمها " كقمة " ولكن الفرق بين سقوط الطرق الملتوية والطرق الشاقة .
    بأن الأول يستسلم من اول سقوط ، لانه لم يعش كل مراحل ذلك الصعود ..
    أما الىخر، فبمجرد سقوطه، يقف على قدميه، يلملم أشلائه، يبعثر التراب الذي كساه، يجفف نزيف جروحه، ينظر إلى حيث كان قبل لحظات، ينظر للسماء، يعانق نور الحق، يرسم لنفسه حلما ورديا ، ويتابع الصعود مرة
    أخرى مستمدا قوته من خلال أيمانه بقدراته، ومن خلال أيمانه بانه يستحق الوصول ، ويستمد القوة من النور الذي ينبثق من عيون محببة إلى قلبه ، ومع كل خطوة يجف النزيف، ويشفى الجرح..
    فعندما تكون أهدافنا قذرة ، لن نهتم لوسقطنا من حيث غطتنا قذارتها .
    وعندما تكون أحلامنا سامية نظيفة ، نحن للعودة لنظافتها ..
    فانظف أحلامنا تلك الأحلام المنسوجة بروح يسكنها أيمان............
    كل حلم وأنتم بالقمة ..........

    اترك تعليق:

يعمل...
X