كثيرة تلك المشاهد التي أراها
بالعين المرمدة
و العين الذائبة في التقاويم
فقط خلص زواجلك من ارتيابها
أو هدهده .. بتربيتة و قبلة
لم تخضع لأي من انفلاتات الشجر المحاصر بحواسك
و ادعاءات خازنك اللئيم
بإسقاط الرطب عن " شواشيه "
ليغذي امرأة قيظك حتى تضع حملها
في عشب التجني
وتهتك سرها الحجارة التي تخلت عن شغافها للملح
ليستعيدك مالم تطاله إلا بليغا
في مهد أشجانك البريئة !
كن تلقائيا هنا .. قصة / قصيدة / خاطرة
تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
-
المشاركة الأصلية بواسطة حسين يعقوب الحمداني مشاهدة المشاركةشكرا لك ياعاشق أغانين
أيها الغريق
ببحر التاريخ
أيها المسافر طائرا
مع رشقات الامواج تلفظ أنفاس الحب
في صدور الغرقى
كالانفاس تلعقهم الحياه
قبل أن يلقوا مرساة الغرق في الاعماق
الكل يبحث عن عمق ***
عمق في الانفاس **
البحار **
السماء أيهم أحسن الاختيار ؟
نبقى نغوص في حيره حتى تختارنا الاعماق
أعجبتني كثيرا
تقديري أستاذ حسين
اترك تعليق:
-
-
يتخبط و يتلوى.. يهتز مثل نقال مضبوط على الوضع الهزاز، لا يمكث لحظة واحدة فوق الكرسي إلا و يقفز بسرعة خارجه، نحاول جهدنا كي نثبته، يهدأ قليلا ، وما أن نتركه حتى تعاوده عاصفة من الجنون ، و ينط فوق الأرض، و هو يصرخ ، ويبكي . غريب أمر هذا الطفل. عندما يتقدم من المرآة تنتابه نوبة فزع؛ فتذبل عيناه .. و هو يتوسل: أبي لا أريد أن أحلق شعري..
كانت واضحة على وجهه علامات الرعب؛ و هو يرى مجموعة الرؤوس تجز مثل الخرفان، عندما اجتزنا بوابة المحل، كمن دخل مسلخا عموميا للجماجم.. قال: ماذا يفعلون؟
قلت مهدئا: إنهم ينظفون أنفسهم بتصفيف شعرهم..
قال لي: أغدا العيد؟
قلت: لا، بل غدا هو موعد ختانك.
لم يفهم حديثي تماما، فقد كان يهمه الخروج فقط . واصل خوفه : دعنا نخرج...أرجوك .
يتوسل و يترجاني أن نترك المكان.. عندها نطق الحلاق؛ و هو يحمل مقصا يلوح به في الهواء، مثل سيف يوشك أن يقطع به رأس أحد الزبائن: سأحلق شعرك ، وأجعل منك ولدا وسيما تعشقه البنات.
انفجر الطفل بالبكاء، و راح يوزع كمية من الشتائم لا أعلم أين تلقاها.
فأردف الحلاق قائلا: إن لم تسكت ، أتيت إليك ، و قمت بختانك، و أذبح تمرتك الصغيرة.
عندها نظر الطفل نحوي ، و قال: ماذا يقصد؟
قلت: إنه يقصد أنه سيهديك تمرة صغيرة إن صمت .
عندها نطق أحد الحضور و هو يراقب معاكسات بعض الشباب و ملاحقاتهم للفتيات؛من خلال زجاج الواجهة،و بنبرة تنم عن السخرية و بعض السخط منهم: عندما يولد لدى الأوربيين أولاد ذكور، تحملهم أمهاتهم ، و تقبلن رؤوسهم، فيكون أغلبهم علماء و دكاترة و ما شابه ذلك، أما عندنا فتصوروا أي عضو من المولود يقبلن ... فيخرج الطفل عندنا مهووسا بتلبية تلك الرغبة.. أرزاق... واحد رزقه في رأسه، و بعضهم ضاعت أرزاقه في...شهوته..
يهدأ ابني قليلا، يتابع باهتمام بالغ مختلط بالقلق و الحيرة وجوهالزبائن، و هم يتداولون على الكرسي، أحيانا يشاركنا الحديث باهتمام بالغ ،يهز رأسه موافقا ، و أحيانا يضحك مثلنا؛ و كأنه يحضر نفسه لتلقي دروسه الأولى عن الحياة، يستغرب مثلنا ، و يقلد حركاتنا .. أحيانا يشد ثيابي ليسأل عن معنى حديث الحاضرين.
عندما حان دوره ، حاولت تقديمه نحو الكرسي...لن تصدقوا ما قام به، توجه للحلاق بحركة رياضية غير أخلاقية، و هو يوجه له جملة خطيرة: ها هو..
يركض في أرجاء المحل مثل أرنب.. صرخت به : عيب
عندها نطق أحد الحضور : صدقت يا أخي أرزاق..
لم يكن مهتما لحديثنا، و لا حتى لتهديداتي.. بل كان ينسف المكان بقنابل ضحك مسيلة للدموع..
فامتلأ المكان بالضحك الهستيري، مما أضاف جرعة من الإرباك على حالته ...
بصعوبة بالغة أنهى الحلاق مهمته التي بدت و كأنه ينتف زغب ذبابة، أحيانا يهز برأسه كبندول يرفض التوقف، مما يعقد عمله، أما حين يسمع آله الحلاقة بصوتها الذي يبدو مثل ثعبان يقترب منه، عندها يبدأ بالرقص الهستيري و هويتلاعب بالحلاق...
عند خروجنا من المحل صادفنا طفلا صغيرا يقارب سنه، و بدا واضحا أنهما صديقان، و كان ذلك الطفل صعلوكا بأتم معنى الكلمة، ثم بحركة غريبة يرفع رداء ه عن موضع ختانه ، و هو يقول لابني: أنظر جيدا، هذا مصير من يذهب للحلاق.
أعجبني كثيرا هذا اللعب الجميل
بقليل من الرعاية و المحافظة على روح الطفل
من خلال حواره هو ؛ سوف تكون رائعة جدا
اقرأ نصك بسباس الذي كان بيدي
محبتي
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركةشق صدرك بالمدى المصلوب في جباههم
أقم ما يغور في جذوع النخل
و خائن الرمل
لتستوي ألبابهم في حدائق كفيك
خيالات
ومحض سبايا كاسيات عاريات
حمالات حطب ..
وخزف .. يرتب لّلّيل موائده الشجية
و للنهار أدلاء ربوعه الفساح
فوضى من حنان ..
من خداع المرايا ..
لا تفرق أو تفرق ..
بين اللمس و طعنة النصل ؟!
مدينة من خيزران
حفلة نساء و موقد شعر لا ينطفيء
يعيش بداخلي طفل
يرفض النمو
يبحث عن فتاة تقاسمه الهدايا
القمر يحسبه دفا تعزف عليه للنساء
و الشمس يريدها مصباحا مثبتا في سقف بيتهم
اترك تعليق:
-
-
الأستاذة آسيا رحاحلية
سعيد برايك كثيرا و قرائتك و اهتمامك
و هو شرف كبير ان تعبري عن مدى إعجابك ببعض نصوصي
تقديري و احتراماتي
*****************
الأستاذ و القريب لقلبي ربيع الحب و الأدب
هي محاولة لإذابة بعض الجليد و قتل هذا المستبد الكاسح...الرتابة و الإيقاع البارد
كانت تجربة نحو الخروج من وهم الواقع نحو حياة أجمل
و ربما تذكرة أننا تنطرنا لأقرب لأنفسنا و لأقرب الناس إلينا
و كما قلت أستاذي إنه واقع مؤلم أن نبحث عن الحب خارجنا و هو داخلنا و ملك إرادتنا
محبتي استاذي
اترك تعليق:
-
-
يتخبط و يتلوى.. يهتز مثل نقال مضبوط على الوضع الهزاز، لا يمكث و لا لحظة واحدة فوق الكرسي إلا و يقفز بسرعة خارجه، نحاول جهدنا كي نثبته، يهدأ قليلا و ما أن نتركه حتى تعاوده عاصفة من الجنون و ينط فوق الأرض، و هو يصرخ و يبكي، غريب أمر هذا الطفل، عندما يتقدم من المرآة تنتابه نوبة فزع؛ فتذبل عينيه و هو يتوسل: أبي لا أريد أن أحلق شعري..
كان واضحا على وجهه علامات الرعب؛ و هو يرى مجموعة الرؤوس تجز مثل الخرفان، عندما اجتزنا بوابة المحل، بالنسبة إليه كان كمن دخل مسلخا عموميا للجماجم.. قال: ماذا يفعلون؟
قلت مهدئا: إنهم ينظفون أنفسهم بتصفيف شعرهم..
قال لي: غدا العيد؟
قلت: لا، بل غدا هو موعد ختانك.
لم يفهم حديثي تماما، فقد كان يهمه الخروج فقط، واصل خوفه: دعنا نخرج...أرجوك .
يتوسل و يترجاني أن نترك المكان.. عندها نطق الحلاق؛ و هو يحمل مقصا يلوح به في الهواء، مثل سيف يوشك أن يقطع به رأس أحد الزبائن: سأحلق شعرك و أجعل منك ولدا وسيما تعشقه البنات..
فانفجر الطفل بالبكاء، و راح يوزع كمية من الشتائم لا أعلم أين تلقاها.
فأردف الحلاق قائلا: إن لم تسكت أتيت إليك و قمت بختانك، و أذبح تمرتك الصغيرة..
عندها نظر الطفل نحوي و قال: ماذا يقصد؟
قلت: إنه يقصد أنه سيهديك تمرة صغيرة إن صمت..
عندها نطق أحد الحضور و هو يراقب معاكسات بعض الشباب و ملاحقاتهم للفتيات؛ من خلال زجاج الواجهة، و بنبرة تنم عن السخرية و بعض السخط منهم: عندما يولد لدى الأوربيين أولاد ذكور، تحملهم أمهاتهم و تقبل رؤوسهم، فيكون أغلبهم علماء و دكاترة و ما شابه ذلك، أما عندنا فتصوروا أي عضو من المولود يقبلن ... فيخرج الطفل عندنا مهووسا بتلبية تلك الرغبة.. أرزاق... واحد رزقه في رأسه، و بعضهم ضاعت أرزاقه في...شهوته..
هدأ ابني قليلا، يتابع باهتمام بالغ مختلط بالقلق و الحيرة وجوه الزبائن، و هم يتداولون على الكرسي، أحيانا يشاركنا الحديث باهتمام بالغ ، يهز راسه موافقا و أحيانا يضحك مثلنا؛ و كأنه يحضر نفسه لتلقي دروسه الأولى عن الحياة، يستغرب مثلنا و يقلد حركاتنا .. أحيانا يشد ثيابي ليسأل عن معنى حديث الحاضرين.
عندما حان دوره ، حاولت تقديمه نحو الكرسي...لن تصدقوا ما قام به، توجه للحلاق بحركة رياضية غير أخلاقية، و هو يوجه له جملة خطيرة: ها هو..
يركض في أرجاء المحل مثل أرنب.. صرخت عليه: عيب
عندها نطق أحد الحضور صدقت يا أخي أرزاق..
لم يكن مهتما لحديثنا، و لا حتى لتهديداتي.. بل كان ينسف المكان بقنابل ضحك مسيلة للدموع..
فامتلأ المكان بالضحك الهستيري، مما أضاف جرعة من الإرباك على حالته ...
بصعوبة بالغة أنهى الحلاق مهمته التي بدت و كأنه ينتف زغب ذبابة، أحيانا يهز برأسه كبندول يرفض التوقف، مما يعقد عمله، أما إن سمع آله الحلاقة بصوتها الذي يبدو مثل ثعبان يقترب منه، عندها يبدأ بالرقص الهستيري و هو يتلاعب بالحلاق...
عند خروجنا من المحل صادفنا طفل صغير يقارب سنه، و بدا واضحا أنهما صديقين، و كان ذلك الطفل صعلوكا بأتم معنى الكلمة، ثم بحركة غريبة يرفع ردائه عن موضع ختانه و هو يقول لابني: أنظر جيدا، هذا مصير من يذهب للحلاق.
اترك تعليق:
-
-
أريدأن أحبها مرة ثانية، أن أصاب بالارتباك عند رؤيتها، أن أتسلق الجدارلرؤيتها و هي تعلق ملابس نومها، أو عندما كنت أنام وسط الحديث و هي تنادينيمن خلف الهاتف: ياسين استيقظ.. فأستيقظ على صوتها و أنا أردد ليلى نموتعليك و نشتيك*.. كذلك أشتاق نفسي، لأهذي بها و كأنني أول مرة أحدثها، هيأيضا تريدني مهووسا بها.
أذكر مرة أنني نمت أثناء حديثنا على النقال، و كانت في الأحلامتبدو ذاهبة نحو المحل، فصرخت: عودي للبيت و كأن الذكورة تضخمت بداخلي،فكانت تجيب بصوت متردد يرتدي أنوثتها: أنا آتية عندك بعد أيام.
أريد أن أنتظر الليل بقنينة بنزين؛ لأشعل الفراش، ما زلت أفتش عنعبق معانقات العينين، عندما تصطدم بي و هي تقول صامتة: أي نار تحملبداخلك، فأجيب بهدوء أيضا: ليتك تكررين التعثر بخطواتي المتلهفة لك، ونفترق و نحن نتلفت بعينين ترفض الافتراق، و روحينا لم تغادرا المكان.
لا أريد للزمن أن يبرمجنا، فنغدو مثل آلات تقوم بوظيفة مصممة مسبقا،أريد للنوم أن يكون مثل الشهادة، أن يكون تحليقا لا مجرد تخبط أجساد منهكة. أذكرعندما كانت والدتي تقول لي" كفاك طيشا و عبثا"، و هي تمرر ابتسامة توقظبداخلي نشوة الملاحقة؛ فأضيف لتلك المشاكسات بعض الحركات؛ فألكز زوجتيعندما تدير أمي ظهرها ناحية المطبخ، فتهتز و هي تهمس: أتريد أن تفضحني أمامأمك.. توقف رجاء، تقولها و هي تستفزني لأعيدها، تتمايل مثل أيل يغريالذئاب..فأجيب: سأفترسك.. سألتهمك..
أريد أن أنام معها و كأنها آخر لحظة، و كأنني ذاهب للصلاة، أريد أنأغدو وقودها في الأحلام.. فتسرد قصتها معي أثناء العشاء و نحن نتقاسم كأسالمشروبات الغازية..
الحب ليس شعرا يتدارسه الشعراء في ندواتهم الفاترة.. بل جذوة نور يشعلقلبك بالطيش، فتصبح مثل راقصي الشوارع، تتحدى المطر و العواصف أيكم مجنونأكثر..
اليوم أصبحت ملاحقاتي لها تشبه مراقبات مثل وظيفة استخباراتي، و النومبجانبها هو وظيفة إلزامية لا غير، أحيانا أفجر كلمات ضبابية، فتغلف روحينابالتيه أكثر.
تاهت عنا أرواحنا فأصبحنا مثل زملاء عمل نتبادل التحية الصباحية، و غدتمثل موظفة عندي تحضر لي الطعام، مثل آلة غسيل تنظف ملابسي، ما تزال لذةالقهوة الأولى عالقة بلساني، تماما مثل حديثها الأول.
عدت للبيت محملا بالتعب و بعض الخيبات التي اعتدتها، هاجمتنيبقائمة من الأسئلة معدة مسبقا، أخرجت إجاباتي التي أخزنها لمثل تلكالمواقف، جميعها تبدو جافة و قاحلة، خالية تماما من الاشتياق.
داهمتني ذلك المساء حمى ألزمتني الفراش، و لم تتركني إلا و أنا أهذيليلتها، يبدو الحلم مثل نفق ممتلئ بالأفاعي و بعض الكلاب المتشردة تطاردني،أركض نحو كوخ بعيد، تتابعني الكلاب التي تبدو مسعورة، تتعثر خطواتي وتتلعثم أرجلي مثل طفل يتعلم حروف الهجاء، أزحف و أحيانا أتدحرج لأصل للكوخ،بصعوبة بالغة أصل نحوه، أدخله لأجده حفرة عميقة، تنبح الكلاب عند الباببقوة فتخيفني، أسقط بسرعة كبيرة لأقع بين يدي امرأة، كأنها انتشلتني مندوامة و من أنياب وحش مفترس، و أصاب بالدوخة؛ لأستيقظ بين يديها و هيتحتضنني.
-باسم الله عليك حبيبي
عندها فقط أحسست بهزات خفيفة بداخلي، إنه ينبض الآن، يزيد من دقاته،عشرة..عشرون...ستون، إنه ينتظم ثم هو يتحول لهفة، لأول مرة منذ مدة أحس أنبجانبي امرأة، نعم إنها أنثى، رائحة ملابسها تتسلل نحو رأسي، ينفجر صدريبالدماء و ها هو الهواء يدغدغ حنجرتي، و بعض دفء يتسرب من كفها، يعيدنيطفلا يطالب بحصته من الحليب، يعبث بثياب أمه، و يشد شعرها بلطف مبالغ فيه،إنني طفل يبحث عن اسم يحمله، قلت و كأنني أستعيد ذاكرتي: من أنا؟،
قالت: حبيبي و عمري.
قلت: أين كنت؟ منذ مدة و أنا أبحث عنك؟.
قالت: كنت بداخلك.
أصبت مرة ثانية بالهلوسة: أنت.. أنا؟
تنهدت و هي تهمس في أذني و كأنها تخبرني سرا خطيرا: ألم يأن لك أن تقع بالحب من جديد؟.
ابتسمت لها: أنا سعيد أنني حلقت أخيرا.
أمسكت يدي و رحنا نعيد المغامرة، هذه المرة سنخاطر أكثر من المرة السابقة.
*نشتيك: و هي معناه أحبك و أحسب أصلها كلمة أشتهيك و ربما تطورت مع الوقت و لتوائم اللهجة أصبحت نَشْتِيكْ
كنت شاهدا هنا على محيا الأزواج
كاشفا ستائر الاعتياد المقيت
طاعنا الغياب الذي يكمن في حضورنا ظلالا بلا حياة
تشتاق ما بيدها كأن بينها و بينه سنوات ضوئية
وهو رهن الارادة و المعنى المجسد ..
يالقسوة الحياة و بلاغة الصمت المكره !
جميل رحيلك أخي الجميل
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركةأريد أن أحبها مرة ثانية، أن أصاب بالارتباك عند رؤيتها، أن أتسلق الجدار لرؤيتها و هي تعلق ملابس نومها، أو عندما كنت أنام وسط الحديث و هي تناديني من خلف الهاتف: ياسين استيقظ.. فأستيقظ على صوتها و أنا أردد ليلى نموت عليك و نشتيك*.. كذلك أشتاق نفسي، لأهذي بها و كأنني أول مرة أحدثها، هي أيضا تريدني مهووسا بها.
أذكر مرة أنني نمت أثناء حديثنا على النقال، و كانت في الأحلام تبدو ذاهبة نحو المحل، فصرخت: عودي للبيت و كأن الذكورة تضخمت بداخلي، فكانت تجيب بصوت متردد يرتدي أنوثتها: أنا آتية عندك بعد أيام.
أريد أن أنتظر الليل بقنينة بنزين؛ لأشعل الفراش، ما زلت أفتش عن عبق معانقات العينين، عندما تصطدم بي و هي تقول صامتة: أي نار تحمل بداخلك، فأجيب بهدوء أيضا: ليتك تكررين التعثر بخطواتي المتلهفة لك، و نفترق و نحن نتلفت بعينين ترفض الافتراق، و روحينا لم تغادرا المكان.
لا أريد للزمن أن يبرمجنا، فنغدو مثل آلات تقوم بوظيفة مصممة مسبقا، أريد للنوم أن يكون مثل الشهادة، أن يكون تحليقا لا مجرد تخبط أجساد منهكة. أذكر عندما كانت والدتي تقول لي" كفاك طيشا و عبثا"، و هي تمرر ابتسامة توقظ بداخلي نشوة الملاحقة؛ فأضيف لتلك المشاكسات بعض الحركات؛ فألكز زوجتي عندما تدير أمي ظهرها ناحية المطبخ، فتهتز و هي تهمس: أتريد أن تفضحني أمام أمك.. توقف رجاء، تقولها و هي تستفزني لأعيدها، تتمايل مثل أيل يغري الذئاب..فأجيب: سأفترسك.. سألتهمك..
أريد أن أنام معها و كأنها آخر لحظة، و كأنني ذاهب للصلاة، أريد أن أغدو وقودها في الأحلام.. فتسرد قصتها معي أثناء العشاء و نحن نتقاسم كأس المشروبات الغازية..
الحب ليس شعرا يتدارسه الشعراء في ندواتهم الفاترة.. بل جذوة نور يشعل قلبك بالطيش، فتصبح مثل راقصي الشوارع، تتحدى المطر و العواصف أيكم مجنون أكثر..
اليوم أصبحت ملاحقاتي لها تشبه مراقبات مثل وظيفة استخباراتي، و النوم بجانبها هو وظيفة إلزامية لا غير، أحيانا أفجر كلمات ضبابية، فتغلف روحينا بالتيه أكثر.
تاهت عنا أرواحنا فأصبحنا مثل زملاء عمل نتبادل التحية الصباحية، و غدت مثل موظفة عندي تحضر لي الطعام، مثل آلة غسيل تنظف ملابسي، ما تزال لذة القهوة الأولى عالقة بلساني، تماما مثل حديثها الأول.
عدت للبيت محملا بالتعب و بعض الخيبات التي اعتدتها، هاجمتني بقائمة من الأسئلة معدة مسبقا، أخرجت إجاباتي التي أخزنها لمثل تلك المواقف، جميعها تبدو جافة و قاحلة، خالية تماما من الإشتياق.
داهمتني ذلك المساء حمى ألزمتني الفراش، و لم تتركني إلا و أنا أهذي ليلتها، يبدو الحلم مثل نفق ممتلئ بالأفاعي و بعض الكلاب المتشردة تطاردني، أركض نحو كوخ بعيد، تتابعني الكلاب التي تبدو مسعورة، تتعثر خطواتي و تتلعثم أرجلي مثل طفل يتعلم حروف الهجاء، أزحف و أحيانا أتدحرج لأصل للكوخ، بصعوبة بالغة أصل نحوه، أدخله لأجده حفرة عميقة، تنبح الكلاب عند الباب بقوة فتخيفني، أسقط بسرعة كبيرة لأقع بين يدي امرأة، كأنها انتشلتني من دوامة و من أنياب وحش مفترس، و أصاب بالدوخة؛ لأستيقظ بين يديها و هي تحتضنني.
-باسم الله عليك حبيبي
عندها فقط أحسست بهزات خفيفة بداخلي، إنه ينبض الآن، يزيد من دقاته، عشرة..عشرون...ستون، إنه ينتظم ثم هو يتحول لهفة، لأول مرة منذ مدة أحس أن بجانبي امرأة، نعم إنها أنثى، رائحة ملابسها تتسلل نحو رأسي، ينفجر صدري بالدماء و ها هو الهواء يدغدغ حنجرتي، و بعض دفء يتسرب من كفها، يعيدني طفلا يطالب بحصته من الحليب، يعبث بثياب أمه، و يشد شعرها بلطف مبالغ فيه، إنني طفل يبحث عن إسم يحمله، قلت و كأنني أستعيد ذاكرتي: من أنا؟،
قالت: حبيبي و عمري.
قلت: أين كنت؟ منذ مدة و أنا أبحث عنك؟.
قالت: كنت بداخلك.
أصبت مرة ثانية بالهلوسة: أنت.. أنا؟
تنهدت و هي تهمس في أذني و كأنها تخبرني سرا خطيرا: ألم يأن لك أن تقع بالحب من جديد؟.
ابتسمت لها: أنا سعيد أنني حلقت أخيرا.
أمسكت يدي و رحنا نعيد المغامرة، هذه المرة سنخاطر أكثر من المرة السابقة.
*نشتيك: و هي معناه أحبك و أحسب أصلها كلمة أشتهيك و ربما تطورت مع الوقت و لتوائم اللهجة أصبحت نَشْتِيكْ
أحببتُ القصة .
تحياتي .
اترك تعليق:
-
-
شكرا لك ياعاشق أغانين
أيها الغريق
ببحر التاريخ
أيها المسافر طائرا
مع رشقات الامواج تلفظ أنفاس الحب
في صدور الغرقى
كالانفاس تلعقهم الحياه
قبل أن يلقوا مرساة الغرق في الاعماق
الكل يبحث عن عمق ***
عمق في الانفاس **
البحار **
السماء أيهم أحسن الاختيار ؟
نبقى نغوص في حيره حتى تختارنا الاعماقالتعديل الأخير تم بواسطة حسين يعقوب الحمداني; الساعة 20-09-2014, 09:31.
اترك تعليق:
-
-
شق صدرك بالمدى المصلوب في جباههم
أقم ما يغور في جذوع النخل
و خائن الرمل
لتستوي ألبابهم في حدائق كفيك
خيالات
ومحض سبايا كاسيات عاريات
حمالات حطب ..
وخزف .. يرتب لّلّيل موائده الشجية
و للنهار أدلاء ربوعه الفساح
فوضى من حنان ..
من خداع المرايا ..
لا تفرق أو تفرق ..
بين اللمس و طعنة النصل ؟!
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة سامية محمد الطيب مشاهدة المشاركة
أعِدني إليّ...
أعدني إلينـــا
لما كان بيني وبينكَ، من وردٍ وفُلْ !
أعدنا كأننا مَ انتهينا ، بزاويةٍ مطفأة
نُعاقـر كأس الثواني،بغيرِاشتهاء
على ضفّتيْ كوكبٍ يشتعِلْ...******
أعِدْني إليّ..لذاك المكان الذي كان منّاأليس غـريبا ألاّ يُبالي؟
لماذا اختفيْنا..ترى أين كنّا؟
*****وقد كان يحتالُ علينا لنبقى
يُعطّلُ ساعاتِنا خلسةً..
ويحجُبُنا عن قطارِ الأجلْ؟
التلقائي في حالة فرح إذ نال منك و أتى بك بكل هذا الجمال !
تقديري و كل الاحترام
اترك تعليق:
-
-
بسباس الجميل
سوف أقرأ فقد تفاجأت بما هنا من جديدك
و سوف أكتب لك صديقي
أهلا أستاذة رشا .. يشرف بك المكان و صاحبه و رفقاؤه
مرحبا سيدتي بكل ما تجودين به !
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركةانتبه لظلك لتراك
لظل السيد المترجل عن بهائه لبهائه
بين أرقام و أوتاد
في جيوبها أرصفة أخرى للشوارع
ومدن أخرى ..
لا يعبرها الغبار إلا أماني
و لا تنام إلا في كتب الحكمة و التخثر
وفي وجع الضلال ..
في ليل البلاد التي تحتضن ..
ما تبقى من خطى القابضين على الطحين !
فيه حكمة ما و روح شاعر بهي يترجل بالبهاء
ليضيف إلينا بعض روحه
سأبقى عاكفا على الجمال عندك
فبعض الشعر حكمة و هنا وجدت حكمة بليغة
زيادة على جمال اشتهيته كثيرا
تقديري استاذي و محبتي
اترك تعليق:
-
-
السلام عليكم هو دخولي الاول واود ان اكتب بما اراه مباشراً
كان يقتفي اثرها كظلاً مبهم .... هاهيّ تتراقص على انغام سمفونيةٌ هادئه ،، تَمُـــد يد الحقيقه الى اصبع الوهم ليراقص احلامها ،، تَرتدي فستانٌ من طيفَ رؤيا....
بقلم
رشا الشمري
تحيةٌ لصاحب الموضوع
التعديل الأخير تم بواسطة رشا الشمري; الساعة 19-09-2014, 19:03.
اترك تعليق:
-
-
يقول الظل :
كانت البئر في قبضتي
بعض أسفار طويتها في خواصرها السبع
وسبع يانعات أقمن المدائن
و التلال المتاخمة
هذي صحاف البراح
و المدى بين أصابعي
غزّاله أنا
نقّاضه على موج خفيق ..
سحابات ماطرات بشجر ملون الأجنة
فكنت في قبضتها
حين تجهمت الشمس أشجانها
واغتالت بيادقها لشمس تأتي
من بحور مدلاة بغواية الخرافة وسجع الأجنحة !
اترك تعليق:
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 229083. الأعضاء 8 والزوار 229075.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 489,513, 25-04-2025 الساعة 07:10.
اترك تعليق: