ربما الأمر يحتاج في البداية إلي كثير من دموع
و كثير من اغلاق على روع لميس في مواجهة العي الذي نال من ذاكرة الأشياء
لدى والدها
هذا لكي تشكل عقدة .. لكي تكون دافعا للاقناع
و أيضا عدم طلب الاستزادة حين تقفين عند آخر لفظ في القصة
لا أتصور أن هناك بقية تأتي
لأن الشاغل هنا كانت حال الأب التي حلقت في رحاب الشحوب
و اضمحلال الأشياء و مسمياتها !
حديث الأب كان يحمل ثمة تزيدا ما .. و ربما لا يحمل إلا المطلوب لتحقق المعنى
لكنني استشعرت هذا في كم التشبيهات التي سيطرت على القلم لحظة توحده !
أحببت هذا الرجل المبتلى كثيرا .. أحببته لأنه لم ينس دوره و معناه كأب
لكنني في حاجة لمحبة أخرى للميس كي أتوحد معها !
خالص التقدير و الاحترام أستاذة آسيا
كن تلقائيا هنا .. قصة / قصيدة / خاطرة
تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
-
تمسك لميس الدفتر من والدتها بيسراها بينما يمناها تحتضن يد والدها الباردة . تنظر إليه بحنان .
لا يزال يحدّق فيها و قد قطّب جبينا حرثته التجاعيد و زمّ شفتين رقيقتين مزرقّتين .لا يحيد بنظرته عن وجهها حتى بدا لها أنّ أجفانه لا ترفّ . نظرته فارغة تماما ، خالية من كلّ بريق ، من أيّ معنى .
التاريخ المدوّن على الصفحة الأولى من الدفتر يعود إلى سنوات ..و الخط خط والدها ..مائل قليلا و السين ، كما عادته في كتابتها ، بلا أسنان .
تحسّ لميس بأنّ قلبها يذوب بين ضلوعها .
" زوجتي العزيزة سعاد ..
احتفظي جيّدا بهذا الدفتر . حذاري أن تضيّعيه .ستحتاجينه في الوقت المناسب .سأدوّن فيه الآن بعض الأمور الهامة المتعلّقة بي و بكم و بحياتكم بعد رحيلي . إن لم أفعل الآن لن يكون بمقدوري في يوم آخر. ستكون بطارية دماغي قد فرغت تماما .. و ذاكرتي قد يبست و اصفرّت كشجيرة في الصحراء .
أنا أعرف مصيري .قرأت عن هذا المرض . إنني آيل للخراب و للموت .أتآكل تدريجيا كورقة في فم دودة نهمة .. رغم ذلك إنّه مرض رحيم ، ألا تعتقدين ؟ واضح و صريح .. رسم منذ البداية خريطة الطريق .. أمسك بتلابيب دماغي و ها هو يمضي بي نحو مصير معلوم ، و أنا أطيعه في كل شيء ، أتبعه مثل كلب وفيّ ، و أعلم بأنّي في نهاية المطاف سوف لن أعلم من بعد علمي شيئا .. هذا المرض سوف يعرّيني مني تدريجيا . سأفقدُني و أفقدكم جميعا .أنسلخ منّي كما ينسلخ من جلده الثعبان . سوف تقطر ذاكرتي صورةً صورة و اسما اسما ، ببطء في بادئ الأمر ثم بسرعة ..و لن يبق منّي في الأخير سوى ظلّي سابحا في ضباب كثيف . يومها لن أكون أنا و بالطبع لن أستطيع أن أقول لكم ما يمكن أن أقوله الآن .
لن أستطيع أن أقول لكم شكرا ..أنت و لميس و لؤي و حسن و كل العائلة و الأصحاب ، و لن أقدر أن أقول لكم بأّنّي أحبكم ، لأنّكم ستكونون غرباء عني .
لا أحد يقول أحبك لشخص غريب أليس كذلك ؟
اسمعيني .. يمكنكم أن تضعوني بدارِ للمسنّين إذا شقّ عليكم الاهتمام بي . لا يهمّني . بكل الأحوال لن أتذكّر من كنت ولا كيف كنت لكي أشعر بالحزن لما سيكون ..لعل هنا النعمة الوحيدة لهذا المرض .
أمر آخر .. يمكنكم التبرّع بأعضائي ، إذا كانت جيّدة طبعا .قلبي أو كليتي أو كبدي . جوف الأرض ليس بحاجة لمزيد من الأعضاء.. ما الأفضل في رأيك ؟ أن ينبض قلبك في صدر شخص آخر أو أن يكون وجبة دسمة لمعشر الديدان ؟.. ذاكرتي فقط لا أنصحك بالتبرع بها لأحد.. من الذي سيحتاج إلى ذاكرة معاقة ؟ انتظري .. لعل هناك من سيحتاجها كذاكرة إضافية أو بديلة ، للاستفادة منها في حالة الطوارئ .. مثلا حين تنشب حرب بين الذكريات فيضطر المرء لأن يهرّب أقربها إليه و أجملها إلى سماء ذاكرة أخرى ..نعم ، فكرة رائعة ..أترين ؟ إنّني الآن بخير و ما زلت أملك أفكارا عظيمة .. هذا المرض نفسه ، كما تعلمين ، لا يصيب سوى العظماء من أمثالي .. لا تضحكي و اسمعيني جيدا ..ستجدين مع هذا الدفتر وصيّتي ..و كل ما يتعلّق بأمورنا المالية .. المدّخرات ، وثيقة المحل ، و البيت ، قطعة الأرض التي في الضاحية الشرقية للمدينة ..
اطلعي الأولاد على هذا الدفتر في الوقت المناسب .. تفهمين ما أعني بالوقت المناسب ..خاصة لميس .. في اليوم نفسه الذي لن أعرفها فيه ، في اللحظة عينها ، سلّميها هذا الدفتر و أخبريها بأني أحبها كثيرا ..كثيرا " .
التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 24-11-2014, 06:49.
اترك تعليق:
-
-
على شبابيكك المفتوحه
نديت ياما
وشاغبت طيورهايمه
مفضوحه
بتعافر
تلقط حبك المبدور
على كفوفي
ومن خوفي
من جو الهدير يطلع
غضب عاشق
يبعتر كل ألاعيبهم
و لاعبهم
على حد مالك
و ماليه
مابين الحب
و الغيرة
باشوفك .. بسمتي الحية
و أميرة
على عرش كان دايما
على خط الفضا حاير
حاضن اسم كان مرسوم
في كراسته
وحتى لما فات وقته
فضل برضو ..
على باب الغياب
مستني
و عمر الشك ما هزّه
بإنك .. للربيع
روح ..
ريحان من الجنه
حقيقة ..
لدنيته المطوية ..
كام طيه في عمره
و آن الوقت تفرد ضهرها للشمس
وتغني !
اترك تعليق:
-
-
وآه من عينك الحلوة لما بتشوفنا ..
بتعرفنا
كأنا ما شوفنا قبل الطله ..
ناس على ضي إحساسنا ..
بتقرانا
و بتعشنا
كما لو كنا ما عشنا ..
و لا قولنا حديت ينفع ..
يعشش في القلوب ..
دمعه و كام بسمه !
اترك تعليق:
-
-
و كنت باشوفك الـ بكرا ..
اللي طالل من شقوق بيتنا ..
شايل صبح على كتفه ..
وطرح الصبر في بدايته ..
ساعات يخيل ..
ساعات في الضلمه يتشعبط في أحلامنا ..
و يخدل ..
ووقت ما كنت بتعدي ..
و نعدي ..
لقيت كفك المفرودة بالحنطة
بتدفّي .. و تكفّي
اترك تعليق:
-
-
- هذه الممرّضة لطيفة جدا . ما اسمها ؟
- ليست الممرّضة . هذه ابنتنا لميس .
في تلك الصبيحة ، كرّر السؤال مرات عديدة ، و هي في كل مرّة تكرّر نفس الاجابة .
ساهما ، محدّقا في الفراغ يلوذ بالصمت من جديد .لا يبدو أنّه فهم حقا ماذا تقصد بقولها ابنتنا ..
لميس ..؟ لميس ..لـميس .. تحاول الحروف الأربع الولوج إلى عالمه المقفر ، تطوف كفراشات تائهة حول ذاكرته المهشّمة ، ثم تعود القهقرى لتصطدم بالفراغ . لا شيء .لا شيء أبدا .فقط ، لوهلة قصيرة الأمد كومضة برق ، يتهيأ له أنّه يرى فتاة صغيرة بعمر العاشرة ، عيناها خضراوان و بشرتها شديدة البياض ، تبتسم له برقّة ، و لكن سرعان ما تنقشع الصورة كأنّها لم تكن ..يستدير بوجهه ، نحو الحائط المقابل لسريره ..تقع نظرته على لوحة ..مزهرية جميلة بها أزهار ملوّنة.. لكنه في الحقيقة لا يرى أكثر من خربشة مبهمة و ألوان متداخلة ، و لا يدري إذا كان في اللوحة أزهار أم أحجار أم شيء آخر لا يدري كنهه .
تُبادل لميس والدتها نظرةً حزينة . عيناها الخضراوان مغرورقتان بالأسى . توقّع الجميع ذلك.. أنّ يصل المرض إلى ذروته .. أن تكتمل دائرة النسيان التي تشكّلت أولى حلقاتها منذ عشر سنوات خلت . لكن ألاّ يتعرّف عليها هي بالذات .. حبيبة قلب أبيها و آخر العنقود و أميرته المدلّلة ..أن تُمحى من ذاكرته كل سنواتهما معا ، بهجة ولادتها بعد أربعة ذكور .." أنت هدية الله من السماء .. أنت بأخوتك الأربعة . " كان يقول لها دائما .
تهزّ صدر لميس رغبة قويّة في البكاء لكنّها تتماسك .
- ماما .. يمكنك أن ترتاحي .. سأبقى معه إلى المساء .
تقوم أم لميس من مكانها المعتاد .تتّجه نحو الدولاب . يبدو كأنّها تذكّرت أمرا ..
- نعم . سأذهب .. لكن عليك أن تقرأي هذا .
يتبع .التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 23-11-2014, 06:54.
اترك تعليق:
-
-
مدى أنت
شساعة كونية
من أول الشمس حتى آخر الأقمار
ما بينهما ظلال و غبار
ظلال من حكايا
وغبار من أزمنة الخيول و تباريح التراب
مدى أنت
و أنا نقطة حائمة ..
أشقاها الطريق
عرت شوقها أنياب الرياح
ومدارج السراب في يباب القصائد
و البيوت غلقت أبوابها - دوني - خوف النهايات
مدى أنت
وعابرا كنت في جاذبية العدم !
اترك تعليق:
-
-
كان ارتباك يتغلغل و يتناثر في جسدها ، كما تتناثر حبات الترتر والورد في ثوبها ، و لا يتوقف عن هديره ، حتى تستشعر دخانا يصاعد من حولها كحيات ، تصدر فحيحا لاهبا ، وتلقي ضبابا يلفها ، فلا تكاد ترى أصابعها ، و في أي موضع تكون ، فتلتقط المغزل الذي لا يغادرها ، و بصمت عودت نفسها على مذاقه ، تروح تغزل صبرها و احتمالها ، بينما الأصوات تتعالى ، للحد الذي تفشل فيه عن تعيين مصدرها ، وتحديد اتجاه ريحها ، و عقلها واقع في مبارزة من نوع عنيف ، بين الوقت و الاحتمال ، هذا الاحتراق و الجثث التي تتخاطف روحها ، كلما حاولت سبر هذه السجف الظلامية ، و الإحساس بيقين الرؤية أو المخادعة !
الذاكرة لم تعد ما كانت ، أصبحت كبيضة فاسدة ، أو ذاكرة وعل رضيع ، يتخبط في أعشاب ظلمته ، باحثا عن مجهول لا يعي ما هو ، و من أي طريق يسلك ، ثم يرتمي حين تشل الحيرة إرادته .. حتى يرى بصيصا أو يسمع رقرقة ، فيهم على قوائم شوقه ، عله أراد الماء أو أراد القوت ، عله ما ود سوى أن يكر و يفر ، كما شهد تلك التي ترضعه ، و تملأ بطنه .. و لا يدري بأي الأسماء يدعوها !
سطور أخرى من أسطورة الغياب
اترك تعليق:
-
-
حين رأت الجارية " أرق " معلقة بأنشوطة في الردهة ، لم تصدق عينيها ؛ رغم أنها لم تكن المرة الأولى ، التي تفاجأ بجثة جارية لها تتدلى هكذا ، و بكل هذه الوحشية .. دنت قليلا ، و هي تسلط ضوء المصباح على ملامحها . هالها حجم التشوهات ؛ وكأنها كانت تحت سيطرة نمر أو قط بري . الدماء تتقافز من عينين جاحظتين ، مبحرة ترسم على ملاط الردهة خارطة لطوطم يحمل ملامحها .
نادت " فرط الرمان " في جزع على "بدر التمام " ابنتها ، لتنهي معها هذا التحليق ، قبل أن تتمكن منها المغدورة ، و تنهار تماما .
حين كانت برفقتها "بدر التمام" ، تدنو من الجثة المدلاة ، لم تجد شيئا .. بل لم تجد أثرا لشيء غير عادي ، حتى آثار الدماء ، وما شغلته على الملاط . ساخت روحها ، و سقطت على الأرض فاقدة الوعي !
كانت الجارية الثانية عشر التي لاقت حتفها ، و بنفس المكان و الأسلوب ، و ذات التشوهات . و في كل مرة كانت الجثة تختفي ، و تتحول الجريمة إلي محض كابوس ، ورؤى منامية لا أكثر ، و بمجرد أن تخرج من سكرتها ، و تستدعي إحداهن، يتأكد لها أنها لم تكن كذلك ، و أن هناك سرا خطيرا ، و لا بد من إماطة اللثام عنه ، كي لا تكون منهبة لهذا الموت المتناسل .. ما الذي يجري هنا ؟ و لم كانت أرق هذه المرة ؟ الماضية كانت "أحلام" التي كبرت في كنفها ، و السابقة لها كانت "هواجس" .
و على كعوب حزنها استدعت جواريها ، وقد تحولت لكائن مذعور ، يكاد يختفي كظل متهالك ، تخلت عنه الشمس ، بينما كانت " بدر التمام " تحتضن طوطم الغائب ، و دموعها ملح يكوي قلبها ، فينشق عن شهقات ، سرعان ما ألقت بها جانبا ، و شفتاها تلثمان رأس الطوطم ، ببسمة حائرة ، تتمتم : " أحسك قريبا أبي ، و كلما هلكت جارية ، كلما اقتربت أكثر .. لا تطل حبال اشتياقي فتكون مشنقتي ".
سطور من أسطورة الغياب
اترك تعليق:
-
-
لا أحبذ الغضب
كي لا أغضب من كل الأمور
بما في ذلك منك ومني
ولا أحبذ البكاء
لن يموت الوطن
اترك تعليق:
-
-
أحتاج للسكون
هربًا من الضجيج
الموجود في رأسي
أما ضرب المدفع
صار أمر اعتيادي في معترك الحياة
اترك تعليق:
-
-
لا شيء يستحق دمعة
إلا انكسار قلب
أو رحيل
لا شيء يستحق الندم
إلا هدر روح
فلا تباع الأرواح في حي المدينة
ولا تعود الكهولة للطفولة إلا ذات حلم.
اترك تعليق:
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 265686. الأعضاء 4 والزوار 265682.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 489,513, 25-04-2025 الساعة 07:10.
اترك تعليق: