كن تلقائيا هنا .. قصة / قصيدة / خاطرة

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مهدية التونسية
    رد
    قاتلة.. مجرمة
    هذا آخر مابقي عالقا في ذاكرتي
    وأنا أساق إلى مخفر الشرطة
    لاأعرف بأي ذنب أنا هنا؟؟
    كنت أنظر في الوجوه بغرابة .... تعابيري غابت عني
    أسمع صوتا كأنه آت من بعيد ، رغم يقيني بأني وسط حشد من الناس
    أتساءل بيني وبيني :
    أي ذنب ٱقترفت ؟؟؟لماذا يصرخون بصمت
    أرى أفواههم تنفتح دون صوت
    في لحظة ٱسترجعتني من صمتهم الناطق
    أغمضت عيني
    وبهدوء تكلمت :
    رجاء خبروني لماذا أنا هنا
    حلمقت في وجوههم تفاجأت بأن أفواههم انطبقت ينظرون لي بفضول وكأنهم ٱنتبهوا لي اللحظة !
    خرج من بين الوجوه رجل بزي عسكري قد يكون ظابط ماأدراني
    نظر إلي وقال :
    هل تعرفين السيد كامل ؟؟
    هؤلاء يقولون أنهم رأوك في مكان الجريمة وحملوك إلى هنا ؟؟؟
    فتحت فمي بدهشة أردت أن أتكلم غاب عني النطق من جديد
    تلعثم الكلام فخرج صوتا لايشبه صوتي
    نعم أعرف السيد كامل وكنت عنده الظهر
    إذن أنت تؤكدين تواجدك في مكان الجريمة
    سيدي مهلا لاأعرف عن أي جريمة تتكلم ؟؟؟

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    ماذا .. لو فجأة أمسك بك محتال ، وهو يردد :" قاتل .. مجرم .. قتلها .. قتلها المجرم ".
    و أصبحت في لحظة دون أن تدري قاتلا ، يلتف حولك الناس ، و يسوقونك إلي المخفر ؟؟؟؟
    هيا بنا نكتب و نرى
    كيف تكون الحكاية

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    لص مع سبق الإصرار !

    :" عندي امتحان ، و ليس من وقت أمامي ؛ لأستقل أخرى .. ممكن أقعد جانبك ؟".
    ما تصورت حين غادرت الميكروباص ؛ رحمة بهذا الشاب
    الذي توجه إليّ راجيا ،
    أن تقبض علىّ يد قوية ، و هي تصرخ :" حرامي .. أليس حراما عليك ؟ هات ما سرقت ".
    كانت المرة الأولى في عمري ، التي استخدمت فيها نفوذي و معارفي ، في إنهاء مهمة ما ؛ فحين اختنقت من الزحام ، و أنا أطالع الرقم الذي أعطيت ، محددا كم من وقت علىّ أن أنتظر دوري .. هنا أسرعت بالمغادرة ، قاصدا قصر الثقافة المواجه للبنك تماما .
    كان لا بد من إيداع المبلغ ، حتى يتمكن ابني الصغير ، من دفع إيجار شقته الشهري بالقاهرة ، و بالتالي لا تكون عودته متعسرة ، في أي وقت شاء .
    اقتحمت قصر الثقافة ، و أنا لا أعول على شيء ؛ فكثيرا ما يكون صديقي مدير القصر خارج المبني ، إما في خط سير رسمي ، أو في منزله لم يزل ، و خاصة و نحن مازلنا في ساعات النهار الأولى .
    كانت مفاجأة كبيرة أن وجدته في مكتبه ، و بشرى طيبة في كل الأحوال ، حتى و إن أحجمت عن مكاشفته بالسبب الحقيقي الذي أتي بي .

    لم يستهلك الأمر أكثر من ربع الساعة ، غادرت بعدها منتفشا ، ممتلئ الثقة ، في نفسي و أصدقائي و الوطن ، الذي أعشق بمناسبة أو بدونها ، و على أن أطير امتناني لتلك السيدة التي رافقتني إلي البنك ، و المدير الصديق ، ثم أتوجه عائدا إلي منزلي .
    كانت الميكروباص في حالة امتلاء ، فجلست على المقعد الخلفي للسائق ، ملاصقا للباب ، في انتظار راكبين لا أكثر .
    صعد جلباب وهو يطير حنقه و زهقه على الركاب ، و يسوط الجالسين أمامه بكلمات شديدة القسوة ، و بلا مناسبة ، سوى أنهما يضعان على فخذيهما مفروشات ، طغت على حقه قليلا في أن يكون براحته ، يتنفس ملء رئتيه و وركيه ، ثم عبرت سيدة بصعوبة ، و تحت نيران لسانه ، أوقعت النافذة الزجاجية ، و دار لغط و بعض وجع ، حتى أعاد السائق النافذة إلي موضعها .. في تلك اللحظة صعد الشاب مديد القامة ، بوجه مخطوف ، و طالبني بسعة ما ، حتى يتمكن من إدراك امتحانه ، فما كان مني ، و زهقا من تلك الحال ، أن غادرت السيارة ، دون تفكير في ظنون الناس ، و نظراتهم الداعرة !

    لا أخفي سرا ، أني فكرت بتسديد لكمات لوجهه الشره ، لكن نظرة واحدة إلي رواد مقهى المحطة ، كانت كفيلة بلجمي تماما ، إلي حد الاختناق ، و ربما كان خوف من أن ألصق بنفسي تهمة أدري أني بريء منها ؛ حتى و إن عثروا على الضائع في جيوبي .
    هطل العرق غزيرا ، تاهت أنفاسي ، و أنا أتخلص من الجاكت ، ناثرا كل ما معي من مال و أوراق أمام اللمة .. كل هذا يتم ، و بلا أي أثر على وجوه المتحلقين ، كأنني أتعرض لكمين من نوع غامض ، حتى أبصرت وجها مألوفا بين جموعهم ، يزيحهم بعيدا ، و يقف بين ما بقى مني و بين الرجل : أنت عارف .. أنت واقف قدام من يارجل ؟ ".
    عادت أنفاسي للانتظام ، والوجوه إلي الألفة ، و الاعتذار عن كل ما فعلت في هياجي ، أقعدوني على كرسي ، و أتوا بكوبي ماء و شاي ، بينما الرجل ما يزال على يقينه الغريب و العجيب ، يتزحزح إلي الخلف خوفا من التفافهم حولي .

    سوف يظن الطيب ، أنهم رفاق طريق .. هكذا فكرت ، فطاردته قائلا : ليس أنا يا طيب ، ابحث عن مالك إن كان فعلا مسروقا " .
    لكنه على ما أعتقد ، و ما رأيت غير مقتنع ، و يبدو أنه سرق في مكان آخر ، و أني كنت فريسة لفريسة .
    ساعدني الجميع في ركوب سيارة أخرى ، بل و طاردني أحدهم بكوب الشاي الذي خلفته .
    تحركت السيارة ، ودمي هناك في المكان ، يبكي المشهد الغريب ، و هو يسائل مارة غير مرئيين : إلي هذا الحد تبدو على وجهي أمارات اللصوصية ؟" .
    حين ترجلت في محطتي ، كان مجرد إحساس أنه يتبعني لم يزل ، و بنظرة غصبت عليها عيني ، كان بالفعل خلفي .
    توقفت لأنهي الأمر ، و ليس بداخلي ذرة شر ، أو نزوع إلي تجديد ما سبق ، فعرفت أنه محض محتال ، يبحث عن ضحية ، حين أخبرني أنه يسكن في الطرف الجنوبي للبلدة ، و الطريق الذي ركبها لم تكن لتصل به هناك .
    مع ذلك لم يتراجع ، بل أنه بكى في مسكنة و ذلة ، مما حيرني أكثر ، و الطريق قصيرة ، و مجرد مكالمة بسيطة قد يكون فيها أحد الأولاد ضحية هذا المعتوه الطيب .
    لم أجد بدا من إنهاء الأمر ؛ فإصراره على مرافقتي إلي بيتي ، لن يمر بسلام ، لا عليه و لا على من سيتعرض له ، من الجيران أو الأولاد .. و عليه توقفت أمام حانوت جزار ، و كأنني أستنجد بمن فيه : " أتعرفونني ؟ ".
    : " نعم أستاذ .. عزَّ المعرفة ".
    : " هذا المعتوه الطيب يتهمني بسرقته ... ما رأيكم ؟ ".
    و لم أتوقف .
    عند منعطف الطريق حانت مني التفاتة ، أو أرغمت نفسي عليها ؛ فلم أره ، و لا رأيت نفسي إلا كائنا غريبا عني تماما ، يعارك حصى الطريق ، وعلى استعداد لالتهام أول كائن يقف أمام وجهه ، ثم فجأة أسقط في نوبة من ضحك هستيري ، عدت بها حيث تركته هناك على عتبة القصاب .
    أخافني أني لم أجده ، فبادرت صاحب الحانوت :" أين الرجل الذي تركته هنا ؟ ".
    بعدم اكتراث وهو يكسر بساطوره عظاما :" أي رجل يا أستاذ ؟ ".
    : " الرجل الطيب الذي كان معي حين مررت بك ؟ ".
    : " أنا لم أرك اليوم إلا الآن .. تعال أستاذ ربما هناك خطأ ".
    : " يا معلم .. تركت هنا رجلا ، و قلت لك اتهمني بسرقة ، وتركته لكم ".
    : " ربما لم تتركه هنا .. تذكر جيدا ؛ فالبلد تزدحم بالجزارين ، اهدأ و تذكر ".
    غامت الرؤية في عيني . فشلت في مزيد من الثبات ، تراجعت خطوات ، و أنا تائه تماما : أي عبث فعلت بنفسي .
    و أغلقت فمي ، أغلقت حتى ذاكرتي ، خوفا من ضياع هيبتي : أنا آسف .. ربما أنت صادق ".
    لكنني حين كنت أنقل وجهتي للعودة ، لمحت شبحا هناك في البعيد ، يكمن كقط بري ، و يحاصرني بنظرات مكر ثاقبة ، فالتويت ناكرا ما رأيت ، و لا أدري كيف حملتني قدماي إلي مسكني !

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة سامية محمد الطيب مشاهدة المشاركة
    دمعه..
    *****
    حين يخون الأهل والصحب، و تـنْأى دروب الأوفياء..يرجع القلب إليّ.. يتخلّص من دمائه الموجوعة، يُسوّي هندامه يُطرِق وهو يدعوني هامسا :
    - "لا تهتمّي..! صدّقيني دائما واتبعيني...مزّقي شرنقـةَ السواد واقتربي أعلّـمْـكِ طقـوس النور ونـرصف سويةً شوارع الأحلام ..
    وفي كل مرة، كنت أصدّق هذا القلب المكابر المجنون..فالأمـر معه ساحـر وجميل.. قريبٌ ، مثل ابتسامة وجهك في دمي..بعيدٌ كأحلام سجين مُقيم..
    صلَـتي اليوم بهذا القلب ، تواطؤ لذيذ.. إحساسٌ دافئ ، مثل أحلام الطفولة..حارقٌ كالظنون العنيدة.. جليّ كوجه الإله خلف الأفق الممتد،
    ضاحكٌ باكٍ..مثل واقعنا الموبوء..حلو مثل كذبةٍ طازجة.. مرّ مرارة الرحيل بلا وداع...
    إحساس غامضٌ.. كيف أعيشه مرتيْن..؟ غامضٌ ..وبسيط سهلٌ في ذات الآن..سهل جدا ، حدّ التحلّل في دمعه!.
    حد التوهّج من دمعه..
    حد التوحّد في دمعه..
    وكان لا بد من مشروع بكاء..كي أنزل طوابق الصمت والحذر.. و أعبر في لحظة كل الجسور إلى روحك الطيبة..
    دمعةٌ.. ضوّأتْ خلف زجاج عينيك.. برَقتْ مثل نجم خجول..حائر متردد بين الضياء والعدول..
    دمعةٌ..كسرتْ بيننا حواجز العدم..ذوّبتْ حروف المسافةِ وامتصتْ الغياب..
    دمعة جريئة غافلتْك..غافلتني.. أسقطت ما تسامقَ بيننا من شجر الوقتٍ و الاحتمالات ..سحبتْ حجاب وقارك الرائع ! اخترقتْ غفوتي..فتلقفَها قلبي الذي كان منشغلا بوحدتي..فأصبح منشغلا بدمعه !
    وددت لحظتها..لو أرسلت وجهي، يدنو منك ويحضن تلك الدمعة الغالية..
    لكن، من يدري..؟ لعلها لمعتْ بخيالي فقط ، لعلّي اخترعتُها ..من فرط ما اختنق العمر بدمعه..
    لا..بل رأيتُها..كانت حقيقة..أحسستها..لم أكن واهمة أبدا..فقد استوقفتني فجأة..أربَكتْ الوقت ودوّختِ الثواني من حولي..حتى ذهلتُ عما كان بعدها من كلام..
    تلك الدمعة..أحدثتْ بأعماقي موجاتٍ من التردد و الدهشة فبدأتُ بحرق تلك التعليمات البائدة.. رميتُ واحدا من " أقراص الزئبق" التي أثقلت أعمارنا..
    علّمونا حين كنا صغاراً..
    " الرجال لا يبكون"...؟
    ...........................

    جميل و مدهش ما كتبت أستاذة سامية
    و ذات مذاق خاص
    لذلك كانت دموع الرجال عزيزة و قاهرة
    لم يكن من اليسير أن تحمل امرأة شعلة النار و تهرب بها من الاولمب
    لم يكن سيزيف امرأة ، و الصخرة أثقل من ضلوعها الرهيفة الطرية
    لم يكن .....................
    كثيرة هي المواقف التي تجعل من دموع الرجل قيامة عاجلة !

    اترك تعليق:


  • سامية محمد الطيب
    رد
    دمعه..
    *****
    حين يخون الأهل والصحب، و تـنْأى دروب الأوفياء..يرجع القلب إليّ.. يتخلّص من دمائه الموجوعة، يُسوّي هندامه يُطرِق وهو يدعوني هامسا :
    - "لا تهتمّي..! صدّقيني دائما واتبعيني...مزّقي شرنقـةَ السواد واقتربي أعلّـمْـكِ طقـوس النور ونـرصف سويةً شوارع الأحلام ..
    وفي كل مرة، كنت أصدّق هذا القلب المكابر المجنون..فالأمـر معه ساحـر وجميل.. قريبٌ ، مثل ابتسامة وجهك في دمي..بعيدٌ كأحلام سجين مُقيم..
    صلَـتي اليوم بهذا القلب ، تواطؤ لذيذ.. إحساسٌ دافئ ، مثل أحلام الطفولة..حارقٌ كالظنون العنيدة.. جليّ كوجه الإله خلف الأفق الممتد،
    ضاحكٌ باكٍ..مثل واقعنا الموبوء..حلو مثل كذبةٍ طازجة.. مرّ مرارة الرحيل بلا وداع...
    إحساس غامضٌ.. كيف أعيشه مرتيْن..؟ غامضٌ ..وبسيط سهلٌ في ذات الآن..سهل جدا ، حدّ التحلّل في دمعه!.
    حد التوهّج من دمعه..
    حد التوحّد في دمعه..
    وكان لا بد من مشروع بكاء..كي أنزل طوابق الصمت والحذر.. و أعبر في لحظة كل الجسور إلى روحك الطيبة..
    دمعةٌ.. ضوّأتْ خلف زجاج عينيك.. برَقتْ مثل نجم خجول..حائر متردد بين الضياء والعدول..
    دمعةٌ..كسرتْ بيننا حواجز العدم..ذوّبتْ حروف المسافةِ وامتصتْ الغياب..
    دمعة جريئة غافلتْك..غافلتني.. أسقطت ما تسامقَ بيننا من شجر الوقتٍ و الاحتمالات ..سحبتْ حجاب وقارك الرائع ! اخترقتْ غفوتي..فتلقفَها قلبي الذي كان منشغلا بوحدتي..فأصبح منشغلا بدمعه !
    وددت لحظتها..لو أرسلت وجهي، يدنو منك ويحضن تلك الدمعة الغالية..
    لكن، من يدري..؟ لعلها لمعتْ بخيالي فقط ، لعلّي اخترعتُها ..من فرط ما اختنق العمر بدمعه..
    لا..بل رأيتُها..كانت حقيقة..أحسستها..لم أكن واهمة أبدا..فقد استوقفتني فجأة..أربَكتْ الوقت ودوّختِ الثواني من حولي..حتى ذهلتُ عما كان بعدها من كلام..
    تلك الدمعة..أحدثتْ بأعماقي موجاتٍ من الحيرةِ و الدهشة..أيقظتني.. فبدأتُ بحرق تلك التعليمات البائدة.. رميتُ واحدا من " أقراص الزئبق" التي أثقلت أعمارنا..
    علّمونا حين كنا صغاراً..
    " الرجال لا يبكون"...؟
    ...........................
    التعديل الأخير تم بواسطة سامية محمد الطيب; الساعة 07-01-2014, 19:41.

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    لم أجد بدا عن إنهاء الأمر ؛ فإصراره على مرافقتي إلي بيتي ، لن يمر بسلام ، لا عليه و لا على من سيتعرض له ، من الجيران أو الأولاد .. و عليه توقفت أمام حانوت جزار ، و كأنني أستنجد بمن فيه : " أتعرفونني ؟ ".
    : " نعم أستاذ نعرفك ".
    : " هذا المعتوه الطيب يتهمني بسرقته ... ما رأيكم ؟ ".
    و لم أتوقف .
    عند منعطف الطريق حانت مني التفاتة ، أو أرغمت نفسي عليها ، فلم أره ،
    و لا رأيت نفسي إلا كائنا غريبا عني تماما !

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    سوف يظن الطيب ، أنهم رفاق طريق .. هكذا فكرت ، فطاردته قائلا : ليس أنا ياطيب ، ابحث عن مالك إن كان فعلا مسروقا " .
    لكنه على ما أعتقد ، و ما رأيت غير مقتنع ، و يبدو أنه سرق في مكان آخر ، و أني كنت فريسة لفريسة .
    ساعدني الجميع في ركوب سيارة أخرى ، بل و طاردني أحدهم بكوب الشاي الذي خلفته .
    تحركت السيارة ، ودمي هناك في المكان ، يبكي المشهد الغريب ، و هو يسائل مارة غير مرئيين : إلي هذا الحد تبدو على وجهي أمارات اللصوصية ؟" .
    حين ترجلت في محطتي ، كان مجرد إحساس أنه يتبعني لم يزل ، و بنظرة غصبت عليها عيني ، كان بالفعل خلفي .
    توقفت لأنهي الأمر ، و ليس بداخلي ذرة شر ، أو نزوع إلي تجديد ما سبق ، فعرفت أنه محض محتال ، يبحث عن ضحية ، حين أخبرني أنه يسكن في الطرف الجنوبي للبلدة ، و الطريق الذي ركبها لم تكن لتصل به هناك .
    مع ذلك لم يتراجع ، بل أنه بكى في مسكنة و ذلة ، مما حيرني أكثر ، و الطريق قصيرة ، و مجرد مكالمة بسيطة قد يكون فيها أحد الأولاد ضحية هذا المعتوه الطيب .


    يتبع

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    لا أخفي سرا ، أني فكرت بتسديد لكمات لوجهه الشره ، لكن نظرة واحدة إلي رواد مقهى المحطة ، كانت كفيلة بلجمي تماما ، إلي حد الاختناق ، و ربما كان خوف من أن ألصق بنفسي تهمة أدري أني بريء منها ؛ حتى و إن عثروا على الضائع في جيوبي .
    هطل العرق غزيرا ، تاهت أنفاسي ، و أنا أتخلص من الجاكت ، ناثرا كل ما معي من مال و أوراق أمام اللمة .. كل هذا يتم ، و بلا أي أثر على وجوه المتحلقين ، كأنني أتعرض لكمين من نوع غامض ، حتى أبصرت وجها مألوفا بين جموعهم ، يزيحهم بعيدا ، و يقف بين ما بقى مني و بين الرجل : أنت عارف .. أنت واقف قدام من يارجل ؟ ".
    عادت أنفاسي للانتظام ، والوجوه إلي الألفة ، و الاعتذار عن كل ما فعلت في هياجي ، و أقعدوني على كرسي ، و أتوا بماء و شاي ، بينما الرجل ما يزال على يقينه الغريب و العجيب ، يتزحزح إلي الخلف خوفا من التفافهم حولي .


    يتبع

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    لم يستهلك الأمر أكثر من ربع الساعة ، غادرت بعدها منتفشا ، ممتلئ الثقة ، في نفسي و أصدقائي و الوطن ، الذي أعشق بمناسبة أو بدونها ، و على أن أطير امتناني لتلك السيدة التي رافقتني إلي البنك ، و المدير الصديق ، ثم أتوجه عائدا إلي منزلي .
    كانت الميكروباص في حالة امتلاء ، فجلست على المقعد الخلفي للسائق ، ملاصقا للباب ، في انتظار راكبين لا أكثر .
    صعد جلباب وهو يطير حنقه و زهقه على الركاب ، و يسوط الجالسين أمامه بكلمات شديدة القسوة ، و بلا مناسبة ، سوى أنهما يضعان على فخذيهما مفروشات ، طغت على حقه قليلا في أن يكون براحته ، يتنفس ملء رئتيه و أوراكه ، ثم عبرت سيدة بصعوبة ، و تحت نيران لسانه ، أوقعت النافذة الزجاجية ، و دار لغط و بعض وجع ، حتى أعاد السائق النافذة إلي موضعها .. في تلك اللحظة صعد شاب مديد القامة ، بوجه مخطوف ، و طالبني بسعة ما ، حتى يتمكن من إدراك امتحانه ، فما كان مني ، و زهقا من تلك الحال ، أن غادرت السيارة ، دون تفكير في ظنون الناس ، و نظراتهم الداعرة !


    يتبع

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    ما تصورت حين غادرت السيارة رحمة بهذا الشاب
    الذي توجه إلي راجيا :" عندي امتحان و ليس من وقت ، ممكن أقعد جانبك ؟".
    أن تقبض علىّ يد قوية ، و هي تصرخ :" حرامي .. أليس حراما عليك ؟ هات ما سرقت ".
    كانت المرة الأولى في عمري ، التي استخدمت فيها نفوذي و معارفي ، في إنهاء مهمة ما ؛ فحين اختنقت من الزحام ، و أنا أطالع الرقم الذي أعطيت ، محددا كم من وقت علىّ أن أنتظر دوري .. هنا أسرعت بالمغادرة ، قاصدا قصر الثقافة المواجه للبنك تماما .
    كان لا بد من إيداع المبلغ ، حتى يتمكن ابني الصغير ، من دفع إيجار شقته الشهري بالقاهرة ، و بالتالي لا تكون عودته متعسرة ، في أي وقت شاء .
    اقتحمت قصر الثقافة ، و أنا لا أعول على شيء ، فكثيرا ما يكون صديقي مدير القصر خارج المبني ، إما في خط سير رسمي ، أو في منزله لم يزل ، و خاصة و نحن مازلنا في ساعات النهار الأولى .
    كانت مفاجأة كبيرة أن وجدته في مكتبه ، و بشرى طيبة في كل الأحوال ، حتى و إن أحجمت عن مكاشفته بالسبب الحقيقي الذي أتي بي .



    يتبع

    اترك تعليق:


  • عائده محمد نادر
    رد
    ستدعاء



    استدعاء

    استدعته على عجل
    اجتماع سري، وطائرة خاصة تقله لمقابلتها
    وقف أمامها شاحب الوجه،مرتبكا
    تمتم يترجى أن تبقي على ماتبقى من هيبة
    ردته، وزمجرة ترن برأسه
    -
    وهل بقي منكم سوى علم هناك، لاوجود له هنا .

    اترك تعليق:


  • عائده محمد نادر
    رد
    هذيان
    ما بين الفراتين أحببت أن أسكب، أدمعي
    لعلني أرتوي من لظى النيران، بأضلعي
    رششت الماء براحتي على صدغي
    ووجهي ما فتأ يكوي، ويكتوي
    فيانار شبي واحرقي كل أوردتي
    فهذي دموع الوجد أهرقها على أرضي

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    أيها النيل
    لا تتخل عن قبرات
    تسكن رموش عيونها
    عن شجيرات أطلقت ضفائرها
    تداعب جبين الصفاء في تماوج راحتيك
    عن نسائم باتت على كحل مرآك
    تمني خاصرة ريحها الغافية
    على أحلامها .. بجلوة تليق !

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    أيها الصوت النبيل
    كنت نيلا..
    روى جفاف أوراقي
    روع خيول الكمنجات
    فتسامق لحن الصهيل
    على ضفاف الأقمار
    ولعا .. يرتجي فضاء
    بلا نهايات
    و نجوما تجيد سكب الحسن
    على مفاتن الزهرة
    تسوق ذؤبان الموت
    للاندحار ..
    ليبزغ من ثغر الشرود
    فجر بلون قرى تسكن الروح
    لا تعرف الأفول
    و لا الغياب !

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    نعم .. بسمتي
    الاقتراب من الشجرة
    طريق منحدرة
    على بابها = حرس شداد
    وحروف زواجر =
    سهامها قيظ
    رعودها سيل من حمأ مسنون
    قلوبها شناقة
    أفلا ترين ..
    كم تود لو أنك
    ببعض مخاتلة
    دنوت
    لعلك تأتين منها بقبس
    أو في ريحها أسلت قطر شجونها
    فانتثرت
    صخور الفقد بين يديك ؟

    اترك تعليق:

يعمل...
X