كن تلقائيا هنا .. قصة / قصيدة / خاطرة

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بسمة الصيادي
    رد
    كانت دائما تخفي خلف ابتسامتها الصفراء جملة .."كم أكره حدسي!"

    اترك تعليق:


  • بسمة الصيادي
    رد
    قال فلنلتق بعيدا عن العيون ..وعن حسد النجوم ..
    فلنحفر حفرة تحوينا نحن فقط ..وحبنا ..!
    سبقته.. حفرت بلهفة ..وهناك في تلك الزاوية المظلمة نادته "تعال حبيبي ..هيا .."
    لم يوافها سوى ردم ..... وغصن آس ..!
    التعديل الأخير تم بواسطة بسمة الصيادي; الساعة 27-11-2010, 20:56.

    اترك تعليق:


  • بسمة الصيادي
    رد
    كانا هنا إذا ..
    ومحت هذه الأيام ..ما كتبته تلك .. !
    صفير .. وجوع ما أشبعته أنفاسي ..ولا دموعه!

    اترك تعليق:


  • بسمة الصيادي
    رد
    فتحت السجون أبوابها أخيرا، فهي لا تستقبل موتى على أية حال، وضعوا في نعشي تصريح العودة، لكن الحدود لم تكترث به، ولم تكترث بي، دعتني أعبر بلامبالاة، بل كانت تشرب نخب انتصارها سرا، وتقارنني بتلك التي خطفتها منذ شهور وكانت تشبهني! تأكدت أنها أخذت كل شيء.. دمرت كل شيء، لتردني إلى وطني مجرد جسد مشوه، يحمل في روحه الكثير من الأوبئة المعدية القاتلة ..!
    كانت حجارة الأرض تغرز كالإبر في قدمي الحافيتين، ربما أرادت فقط أن تذكرني أنني نسيت حذائي هناك ..كما أرادت بعض قطرات الدماء العالقة على جدران فخذيّ أن تذكرني أنني تركت الشيء الأهم هناك ..!
    هل رأوا فيّ ملامح تلك الأرض التي اشتهوا سمرتها عبر السنين!
    أم أنهم أرادوا ألا يتركوا حبة رمل واحدة دون أن تطأها شهواتهم الشيطانية ..!
    في تلك اللحظات التي كانوا يسلخون فيها بعضي عن بعضي، كنت أشعر أنني أتشارك مع وطني آلام الإغتصاب، وأن العار ركبنا وسيعلّق صورنا على صفحات التاريخ..!
    لكن عندما عدت، وسمعت أصواتا تغني، تدندن فرحا بالاستقلال، ولما رأيت الناس يرقصون في الساحات يهنؤونك يا وطني لخروجك سالما من سجون الجحيم تلك... عرفت أن الأرض تجدد طهارتها، وتغسل عنها العار ببحارها وينابيعها .. ووحدي أنا من سأبقى مرمية كرصاصة فارغة، على سريري أطارد صورا، وأحاول مسح ،عن جسدي، تلك الدماء ..!

    اترك تعليق:


  • إيمان الدرع
    رد
    مع نزار قبّاني ...قبيل رحيله




    هذه القصيدة كتبها نزار قبل وفاته.. وأوصى أن لا تنشر إلا بعد وفاته..


    على أن تؤرخ بالعام الذي توفي فيه (30/4/1998)


    بعيد حدوث الوفاة بفترةوجيزة...... ظهرت القصيدة


    رسالة من تحت التراب من هــاهــنا..



    من عالمي الجميل.،



    أريد أن أقول للعرب..



    الموت خلف بابكم ..



    الموت في أحضانكم..



    الموت يوغل في دمائكم..



    وأنتم تتفرجون ..



    وترقصون ..



    وتلعبون ..



    وتعبدون أبا لهب !!!



    والقدس يحرقها الغزاة ..



    وأنتم تتفرجون ..



    وفي أحسن الأحوال..



    تلقون الخطب !!!



    لا تُقلقوا موتي ..



    بآلاف الخطب !!!



    أمضيت عمري أستثير سيوفكم ..



    واخـــجــلـتاه



    سيوفكم صارت من خشب !!!



    من ها هنا ..



    أريد أن أقول للعرب ..



    يا إخوتي..



    لا



    لم تكونوا إخوة !!



    فأنا ما زلت في البئر العميقة .،



    أشتكي من غدركم ..



    وأبي ينام على الأسى ..



    وأنتم تتآمرون ..



    وعلى قميصي جئتم بدم كذب !!!!!



    واخــــجـلـتاه



    من ها هنا أريد أن أقول للعرب ..



    ما زلت أسمع آخر الأنباء ..



    ما زلت أسمع أمريكا تنام ..



    طوبى لكم.. طوبى لكم ..



    يا أيها العرب الكرام !!!



    كم قلت ما صدقتم قولي ..



    ما عاد فيكم نخوة ..



    غير الكلام !!!



    لا تُقلقوا موتي ..



    فلقد تعبت ..



    حتى أتعبت التعب ..



    من ها هنا ..



    أريد أن أقول للعرب ..



    ما زلت أسمع أن مونيكا تدافع عن فضائحها ..



    وتغسل عارها بدمائكم ..



    ودماء أطفال العراق ..



    وأنتم تتراقصون ..



    فوق خازوق السلام !!!



    يا ليتـكم كـنـتم كمونيكا ..



    فالعار يغسلكم ..



    من رأسكم حتى الحذاء !!!



    كل ما قمتم به هو أنكم ..



    أشهرتم إعلامكم ..



    ضد الهجوم .،



    وجلستم في شرفة القصرتناجون..



    النجوم !!!!!



    واخـــجــلـتاه



    ماذا أقول إذا سئلت هناك ..



    عن نسبي ؟؟!



    ماذا أقول ؟؟؟



    سأقول للتاريخ ..



    أمي لم تكن من نسلكم



    وأنا ..



    ما عدت أفتخر بالنسبِ !!!!!



    لا ليس لي من إخوةٍ ..



    فأنا برئ ..



    فأنا برئ منكم ..



    وأنا الذي أعلنت ..



    من قلب الدماء ..



    ولسوف أعلن مرة أخرى هنا ..



    موت العربِ !!!!!



    نزار قباني



    من العالم الآخر



    17/12/1998 الساعة الثانية فجراً

    اترك تعليق:


  • بسمة الصيادي
    رد
    -ذوبتك كقطعة سكر في فنجانها .. ترى هل شربتك فعلا كما تشرّبتها؟ أم أنّها ..!
    -اصمتي .. اصمتي
    -تتقلب في سرير ذكراها، ووسادة الأرق تلفظ أمامك كل صورها المخبأة..؟ هل تتذكرك هي أيضا ..
    -قلت اصمتي ..وإلا قتلتك ..
    - أم ربما تضعك دمية للذكرى قرب سريرها ..!
    لم يقو على الاحتمال أكثر .. أمسك السكين بعنف ..وقطّعها .. فسكَنْ ..!

    اترك تعليق:


  • بسمة الصيادي
    رد
    كلنا نحتاج شجاعة القرار
    لكن الأماني وحدها من تجيد الفرار ..
    وكيف نواجه الموت بإصرار؟
    نرمي ببساطة ذاكرتنا في الجرار
    فيعتق الألم ويعود إلينا أضعاف أضعاف!؟ ..
    .
    .
    وتبقى هناك همسة نودعها في أذن صفحة لا تحفظ الأسرار ..
    ليتنا نستطيع الفرار!؟

    اترك تعليق:


  • بسمة الصيادي
    رد
    لم لا يصلح الكون أن يكون قصيدة؟
    ألسنا أوتاره ..والليل أول العازفين؟
    ألا تتهادى الأيام فيه على وقع مطر..ونسيم!
    بيت كونيّ يتألف من شطرين ... جسد وروح!
    وشمس تدرك أن الرتابة ليست شعرا ..فتتنقل بين إشراق ومغيب!
    سلم موسيقي تتقيد به الأنفاس والسنين ..
    تشهق أيام وتزفر أخرى..لا تخرق القوانين ..
    وغمائم تسافر من فصل موت إلى فصل حنين!
    فبالله عليك قل لي أليس القلب نوتة والروح نغمة والجسد جوقة موسيقية .. والكون والزمن قصائد شعرية!
    ..............

    اترك تعليق:


  • محمد مثقال الخضور
    رد
    ظل يسير مع الشمس
    فلم ير الغروب قط

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
    صباح الخير أستاذ ربيع ..
    ما أردته كتابته هنا هو نفس القصة التي تحصل .. أردت رسم معاناة البحث عن الوطن ..
    هنا الرجل كان يعاني من أزمة انتماء أراد أن يثق بأحد ما ويشعر معه بالأمان ..
    فأعطى ثقته لتلك الفتاة وأملاكه لأنه رأها رمز للعروبة ..ولكنها غدرت به .. وأخذت كل شيء ورحلت ..
    لم أقصد بها مجرد فتاة .. بل كل الذين يحملون الشعارات الكاذبة .. يكسبون الثقة لينقضوا بالأخير ..
    كم من دولة استعانت بأخرى لحل أزمتها ..فكانت مطمعا لها ...وتستولي عليها ..!
    السؤال هنا بمن نثق ؟ لمن نحمّل القضية ؟ وعلى أي أساس؟
    الفتاة هي أولائك الذين يعمدون ما يسمى (غسيل دماغ ..أو غسيل قلوب) فيقدم لهم من يصدقهم كل شيء ..
    حتى روحه لأنه وجد فيهم الحل لأزماته ..فيفاجأ بأنهم ليسوا أصحاب قضية، إنما طامعين ..
    وأملاك الرجل هناك التي ضاعت = أملاك الأرض التي تضيع .. فما يحدث أننا نتنقل من تهجير إلى تهجير ..؟
    وعلى من اللوم هنا يا ترى ؟
    قصدت الإطالة بوصوف مشاعر الغربة ثم الفرحة بالعثور على الحل ..لتكون الصدمة التي أردتها في السطور الأخيرة قوية ..!
    وكما بدأت بطلنا حياته مشردا في الشتاء يطرق الأبواب ... عاد ليحاصره الشتاء عند الأبواب الموصدة !
    ربما أكون قد أخطأت في إيصال ما أردت .. أو أنه أسلوب غير قصصي ..لا أعرف من أين أبدأ بالتغيير بالظبط..؟!
    سعيدة لأننا نتناقش هنا .. وسعيدة أكثر لأن هذه القصة فتحت لي بابا للمعرفة ولأتعلم منك أكثر ..
    تحياتي
    أولا ما قرؤته هنا جميلا للغاية
    و مادة قصصية من الدرجة الأولى
    و لكن !!
    فى القصة وجدت أو لمست قصا جميلا
    و لكنه طال و تشعب ، و قدم ما يشبه الحدوتة
    و كان يجب أن نضع أيدينا على اللقطة الأخيرة ، و تفجير ما سبق من خلال الفلاش باك
    أو الاحساس بأن كل شىء فى محله أخيرا ، و ما ظل يعاني منه انتهي و إلى الأبد
    ثم نفاجأ بالتصرف الدونى لتلك التى على ما يبدو أنها خرجت من المفرمة الصهيونية !!
    هكذا الأمر بسمة الغالية
    ربما أخذت منك مساحة أكبر و أطول
    و ربما أقل من الحالية بكثير
    و لكن أصبحت حين ذاك قصة قوية بدهشتها

    بسمة قصي
    أنت تدركين ما أعني .. أليس كذلك ؟!
    العمل السابق بل و كل الأعمال حتى مشروع الرواية كان قصا ، و ليست أعمالا حكائية
    بل مشدودوة باحتراف و دربة !!

    أنتظرها بلا شك

    هييييه .. الآن تبدئين ؟!

    محبتي و تقديري

    اترك تعليق:


  • عكاشة ابو حفصة
    رد
    مر مسرعا...لم يلتفت... لم ينتبه للاشارة ...غادر على امل الرجوع باقصى سرعة...لكن دون حوادث.
    التعديل الأخير تم بواسطة عكاشة ابو حفصة; الساعة 20-11-2010, 06:54.

    اترك تعليق:


  • بسمة الصيادي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
    جميل أستاذة أن يتحرك القلم ، أن يقول باستمرار ، و يعبر عما يخالط المخيلة و الروح ،
    و لكن حين نكتب ، أولا علينا أن نحدد زاوية النظر ، من أى ثقب مظلم سوف أدخل لأنير ؟
    و ما المستهدف .. نحن حين نقص لا نحكي حواديت ، و إلا ما المانع .. لتكن حدوتة ( حكاية ) و نكتب عليها .. و لكن القص حالة تختلف ، حالة تشبه اللعب على المجاز ، و اللعب مع كلمات عالية الوقع
    جديرة بالاحترام ، و أيضا بأن تبني ذائقة !!

    سوق أتركك بعض الوقت معها ، فإما حدوتة ، و إما قص يحتاج لإعادة النظر !!

    تقديري و محبتي
    صباح الخير أستاذ ربيع ..
    ما أردته كتابته هنا هو نفس القصة التي تحصل .. أردت رسم معاناة البحث عن الوطن ..
    هنا الرجل كان يعاني من أزمة انتماء أراد أن يثق بأحد ما ويشعر معه بالأمان ..
    فأعطى ثقته لتلك الفتاة وأملاكه لأنه رأها رمز للعروبة ..ولكنها غدرت به .. وأخذت كل شيء ورحلت ..
    لم أقصد بها مجرد فتاة .. بل كل الذين يحملون الشعارات الكاذبة .. يكسبون الثقة لينقضوا بالأخير ..
    كم من دولة استعانت بأخرى لحل أزمتها ..فكانت مطمعا لها ...وتستولي عليها ..!
    السؤال هنا بمن نثق ؟ لمن نحمّل القضية ؟ وعلى أي أساس؟
    الفتاة هي أولائك الذين يعمدون ما يسمى (غسيل دماغ ..أو غسيل قلوب) فيقدم لهم من يصدقهم كل شيء ..
    حتى روحه لأنه وجد فيهم الحل لأزماته ..فيفاجأ بأنهم ليسوا أصحاب قضية، إنما طامعين ..
    وأملاك الرجل هناك التي ضاعت = أملاك الأرض التي تضيع .. فما يحدث أننا نتنقل من تهجير إلى تهجير ..؟
    وعلى من اللوم هنا يا ترى ؟
    قصدت الإطالة بوصوف مشاعر الغربة ثم الفرحة بالعثور على الحل ..لتكون الصدمة التي أردتها في السطور الأخيرة قوية ..!
    وكما بدأت بطلنا حياته مشردا في الشتاء يطرق الأبواب ... عاد ليحاصره الشتاء عند الأبواب الموصدة !
    ربما أكون قد أخطأت في إيصال ما أردت .. أو أنه أسلوب غير قصصي ..لا أعرف من أين أبدأ بالتغيير بالظبط..؟!
    سعيدة لأننا نتناقش هنا .. وسعيدة أكثر لأن هذه القصة فتحت لي بابا للمعرفة ولأتعلم منك أكثر ..
    تحياتي

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
    من تهجير ..إلى آخر ..




    كان يخرج من أحضان المخيم كل صباح، يرتدي معطف الحنين ويمشي في نفس الدروب التي يقصدها ليلا ونهارا .. يبحث عن وطنه في كل العيون، يحاول التقاط كلمة حق تثلج صدره، ولكن الفراشات دائما ما تهرب تاركة الرحيق لزهوره، ليذبل معها ..!



    عند الأرصفة كان الذباب يطارده، يبخ في أذنه شعارات كاذبة، والكثير من أوبئة الأرواح .. حاول الإبتعاد عنهم، كي لا تنتقل إليه عدوى وباء الحجر!



    مضت سنين وهو ينقب عن انتماء لا يحمل ملامح التهجير وعن لقمة العيش .. الحظ ساعده في تلك الأخيرة، ولكن الفقر ليس ذلك الذي يتوغل في بيوت الجيوب ..إنما في القلوب ..!



    المخيم بالنسبة إليه كان جرعة مؤقتة، بل مخدرة، يتنشق من خلاله عبير بلده المحاصر، يسقط الأسياج في سكرة، يقتل جيشا من الجنود في حلم ، يركض في ديار الأجداد في لحظات جنون.. تلك اللوحات الجميلة ساعده في رسمها على جدران المخيلة باقي المواطنين الفلسطينين الذين سعوا دائما لنقش ملامح بلدهم في كل مكان، ليحتموا من الشعور بالإغتراب الذي ينهال عليهم يوميا بالقنابل والرصاص .. كان لابد من تجسيد الوطن في كل بيت و على كل وجه...كان لابد من تخزين الكثير من حطب الإنتماء لبرد الشتاء!


    وهكذا كانت تمر فصول من المطر قرب المواقد المشتعلة، التي كم اتخذت من أرواحهم وقودا لها .. !



    قام بشواء حبات الكستناء ذات مساء، يتلقمها مع بعض الذكريات، فتعبر جسده كأنها جمرات ملتهبة، تزيد من احتراقه أكثر، ولكنها بالنسبة إليه جرعة تخدير أخرى!



    جذبته في الآونة الأخيرة مجلة تنشر مقالات عن العروبة لصحفية شابة، كانت تحرك في داخله الكثير، تجعله يثور.. ينتفض.. يمسك الحجارة في وجه كوابيسه.. ويبكي مثل الطفل الصغير ..!



    حروفها أومأت إليه بأن يتعرف عليها، وأعطته عنوان المجلة، توقه للبكاء في حضنها كما في حضن كلماتها، جعله يراقبها أيام وأيام .. إنها الوطن بعينه، تحمل جماله، عيناها من ثمار أشجار اللوز التي كانت تكحّل عيونه، شعرها قطعة من ليله الدافئ .. نظراتها انتفاضة ... وعنقها طوق ياسمين وهبته لها أعناق فلسطين..!


    كان لابد من التقرّب منها بشتى الوسائل، حمل في إحدى الأيام صراخ شعبه ومعاناة جيرانه وتوجه إليها، استقبلته بشعاراتها الإنسانية، وأحاديثها النبيلة، عاهدته أن تكتب الظلم على صفحات عادلة، فكان يوفد إليها المعلومات، وكانت تكتب .....



    تفرّغ لها .. وتفرّغت باهتمام له، بل أن علاقتهما تجاوزت حدود العمل لتتطور إلى صداقة ..وربما إلى حب ..!


    تبادلا أسرارهما، طموحاتهما، فأخبرها عن أحلامه المقيدة، وأمانيه الواقعة في الأسر، كانت أبرز مشاكله كأي فلسطيني عدم إمكانية تملك أي عقار في الأراضي اللبنانية، أي أن فتح عمل خاص له واقتناء منزل جميل أمر يبدد السعادة بالمال ويولد شعورا بالفقر المدقع... ولم يكن هناك داع بأن يخبرها عن أزمة الإنتماء لأنها ملكت الحلّ!


    عشرات من فناجين القهوة أسلمت روحها بين أيديهما، وذابت في جلساتهما الكثير من قطع السكر، إلى أن تعلم قلباهما معادلة الذوبان .. وولد على تلك الطاولة الحب..ليتوجه الزواج بعد ذلك .. نام أخيرا في فيئ ظلالها، اختال على جسور الفجر، تراقص مع ضياء الأمل المشعّ من ابتسامتها .. وتناول ثمراها التي قطفتها القدس بأناملها ...!



    بقي فقط تحقيق حلمه بإقامة مشروع خاص به يهدف من خلاله لجمع المزيد من المال، وبالتالي المساهمة في بناء المخيم أكثر، وتطويره .. وكما نَهبُ الثقة التامة لأوطاننا وهبها الثقة، وقد تبرعت له بتحمّل عبء الإجراءات الروتينية، وقبلت أن تسجل الأملاك باسمها .. كم شكرها ..! كم قبّل يديها .. ! بالمقابل اشترى لها منزلا أنيقا، ونصبها ملكة على حياته في مملكة تشبه الوطن، وتتفجر فيها ينابيع العشق والدفء ..!



    ولكن غمائم أخرى تفجرّت في تلك الليلة ...!رجع في من عمله يحمل باقة ورد، طرق الباب ..لم يجب أحد، حتى المفاتيح لم تستجب لطلبه ...لم يفهم..! ظلّ مذهولا في مكانه ...! وعاد الشتاء ليهطل عند الأبواب الموصدة..!
    جميل أستاذة أن يتحرك القلم ، أن يقول باستمرار ، و يعبر عما يخالط المخيلة و الروح ،
    و لكن حين نكتب ، أولا علينا أن نحدد زاوية النظر ، من أى ثقب مظلم سوف أدخل لأنير ؟
    و ما المستهدف .. نحن حين نقص لا نحكي حواديت ، و إلا ما المانع .. لتكن حدوتة ( حكاية ) و نكتب عليها .. و لكن القص حالة تختلف ، حالة تشبه اللعب على المجاز ، و اللعب مع كلمات عالية الوقع
    جديرة بالاحترام ، و أيضا بأن تبني ذائقة !!

    سوق أتركك بعض الوقت معها ، فإما حدوتة ، و إما قص يحتاج لإعادة النظر !!

    تقديري و محبتي

    اترك تعليق:


  • بسمة الصيادي
    رد
    من تهجير ..إلى آخر ..



    كان يخرج من أحضان المخيم كل صباح، يرتدي معطف الحنين ويمشي في نفس الدروب التي يقصدها ليلا ونهارا .. يبحث عن وطنه في كل العيون، يحاول التقاط كلمة حق تثلج صدره، ولكن الفراشات دائما ما تهرب تاركة الرحيق لزهوره، ليذبل معها ..!



    عند الأرصفة كان الذباب يطارده، يبخ في أذنه شعارات كاذبة، والكثير من أوبئة الأرواح .. حاول الإبتعاد عنهم، كي لا تنتقل إليه عدوى وباء الحجر!



    مضت سنين وهو ينقب عن انتماء لا يحمل ملامح التهجير وعن لقمة العيش .. الحظ ساعده في تلك الأخيرة، ولكن الفقر ليس ذلك الذي يتوغل في بيوت الجيوب ..إنما في القلوب ..!



    المخيم بالنسبة إليه كان جرعة مؤقتة، بل مخدرة، يتنشق من خلاله عبير بلده المحاصر، يسقط الأسياج في سكرة، يقتل جيشا من الجنود في حلم ، يركض في ديار الأجداد في لحظات جنون.. تلك اللوحات الجميلة ساعده في رسمها على جدران المخيلة باقي المواطنين الفلسطينين الذين سعوا دائما لنقش ملامح بلدهم في كل مكان، ليحتموا من الشعور بالإغتراب الذي ينهال عليهم يوميا بالقنابل والرصاص .. كان لابد من تجسيد الوطن في كل بيت و على كل وجه...كان لابد من تخزين الكثير من حطب الإنتماء لبرد الشتاء!


    وهكذا كانت تمر فصول من المطر قرب المواقد المشتعلة، التي كم اتخذت من أرواحهم وقودا لها .. !



    قام بشواء حبات الكستناء ذات مساء، يتلقمها مع بعض الذكريات، فتعبر جسده كأنها جمرات ملتهبة، تزيد من احتراقه أكثر، ولكنها بالنسبة إليه جرعة تخدير أخرى!



    جذبته في الآونة الأخيرة مجلة تنشر مقالات عن العروبة لصحفية شابة، كانت تحرك في داخله الكثير، تجعله يثور.. ينتفض.. يمسك الحجارة في وجه كوابيسه.. ويبكي مثل الطفل الصغير ..!



    حروفها أومأت إليه بأن يتعرف عليها، وأعطته عنوان المجلة، توقه للبكاء في حضنها كما في حضن كلماتها، جعله يراقبها أيام وأيام .. إنها الوطن بعينه، تحمل جماله، عيناها من ثمار أشجار اللوز التي كانت تكحّل عيونه، شعرها قطعة من ليله الدافئ .. نظراتها انتفاضة ... وعنقها طوق ياسمين وهبته لها أعناق فلسطين..!


    كان لابد من التقرّب منها بشتى الوسائل، حمل في إحدى الأيام صراخ شعبه ومعاناة جيرانه وتوجه إليها، استقبلته بشعاراتها الإنسانية، وأحاديثها النبيلة، عاهدته أن تكتب الظلم على صفحات عادلة، فكان يوفد إليها المعلومات، وكانت تكتب .....



    تفرّغ لها .. وتفرّغت باهتمام له، بل أن علاقتهما تجاوزت حدود العمل لتتطور إلى صداقة ..وربما إلى حب ..!


    تبادلا أسرارهما، طموحاتهما، فأخبرها عن أحلامه المقيدة، وأمانيه الواقعة في الأسر، كانت أبرز مشاكله كأي فلسطيني عدم إمكانية تملك أي عقار في الأراضي اللبنانية، أي أن فتح عمل خاص له واقتناء منزل جميل أمر يبدد السعادة بالمال ويولد شعورا بالفقر المدقع... ولم يكن هناك داع بأن يخبرها عن أزمة الإنتماء لأنها ملكت الحلّ!


    عشرات من فناجين القهوة أسلمت روحها بين أيديهما، وذابت في جلساتهما الكثير من قطع السكر، إلى أن تعلم قلباهما معادلة الذوبان .. وولد على تلك الطاولة الحب..ليتوجه الزواج بعد ذلك .. نام أخيرا في فيئ ظلالها، اختال على جسور الفجر، تراقص مع ضياء الأمل المشعّ من ابتسامتها .. وتناول ثمراها التي قطفتها القدس بأناملها ...!



    بقي فقط تحقيق حلمه بإقامة مشروع خاص به يهدف من خلاله لجمع المزيد من المال، وبالتالي المساهمة في بناء المخيم أكثر، وتطويره .. وكما نَهبُ الثقة التامة لأوطاننا وهبها الثقة، وقد تبرعت له بتحمّل عبء الإجراءات الروتينية، وقبلت أن تسجل الأملاك باسمها .. كم شكرها ..! كم قبّل يديها .. ! بالمقابل اشترى لها منزلا أنيقا، ونصبها ملكة على حياته في مملكة تشبه الوطن، وتتفجر فيها ينابيع العشق والدفء ..!


    ولكن غمائم أخرى تفجرّت في تلك الليلة ...!رجع في من عمله يحمل باقة ورد، طرق الباب ..لم يجب أحد، حتى المفاتيح لم تستجب لطلبه ...لم يفهم..! ظلّ مذهولا في مكانه ...! وعاد الشتاء ليهطل عند الأبواب الموصدة..!
    التعديل الأخير تم بواسطة بسمة الصيادي; الساعة 19-11-2010, 21:18.

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
    حفظت عدد تلك الدوامات المربعة القابعة على الأرض .. الجدران قرأت كل تفاصيلها وثقوبها المستترة خلف القناع الأبيض .. كما عرفت عقدها النفسية ... !



    تحاصرني وحدتي من كل جانب، وتزحف تفاصيل قاتلة نحوي، كأسراب جراد تنهش أغصاني .. لتسقط روحي ثمرة لا حيلة لها سوى أن تهيم وسط الرمال باحثة عن فصل جديد يعيدها إلى موطنها ..!


    وتفتح المرايا قضبانها لتعبرها أسراب العصافير،التي احتوتها حدائق كفيّ طويلا ..وأطعمتها من أجزائي، مهاجرة نحو جنوب اللاعودة ..! وكلما هرعت للرحيل معهم ..أوصدت المرايا أبوابها ..!


    مزقت صوري .. نفتني من عالم الأشكال .. حتى نسيت ملامحي وما عدت أذكر شيئا من تلك اللوحة التي حملت يوما ما اسمي ..! حاولت رسمها من جديد لكن ..! هل كان وجهي مستديرا أم كان مليئا بالزوايا كغرفتي التي فضلت إحتواء خيوط العناكب في زواياها على احتوائي..؟ أيتسع وجهي لأركن فيه مظلتي المشردة ..والمطر ..! ماذا عن عيناي ؟ ما لونهما .. أخضر كلون ربيع لم يعد يزورني؟ أم أسود كظلام الليل الذي يستوطنني ...؟!


    وتسقط ريشتي عاجزة أمام تلك الاستفهامات .. وتنقض موجة شحوب على ألواني ..!


    .


    .


    انتفض الورق احتجاجا على كل هذا التعذيب .. وتمايل قلمها مترنحا بعد أن ثمل من الألم!


    تراجعت خطوة إلى الخلف .. هبّ نسيم الأنين، وإذا بخصل شعرها تتطاير ملافحة خدّها ..


    -نعم شعري ..شعري الطويل ..تذكرت ..! قالت بلهفة.. .. ثم حضنته ..شعرت أنها وجدت شيئا من نفسها ..اشتد الظلام .. فتقدم نحوها مقصّ حاد الأنياب وفي لحظة باردة ،غدرها وخطف ضفائرها الطويلة ... هوت أرضا مع تلك الشظايا .. حاولت أن تلملمها،فكانت تتبعثر أكثر .. بكت ، أرادت أن ترثيها، فما وجدت في جعبتها أية لغة شعرية، فالدمع سقط في المحبرة ولوثها ..!


    الجدران كانت تزداد لؤما يوما بعد يوم .. والستار يزعم أنه جدار خامس .. لم يعد الأمر يطاق ..وقفت متجمدة النظرات .. صرخت بأعلا صوتها : أينعت أيتها الجدران .. وقد حان موسم القطاف !


    ومن الضفة التي تفصل الشهقة عن الشهقة ..تناولت فأسا .. أمسكته بكل قوتها .. وقبل أن تخرج الحمم التي تأججت في داخلها .. سمعت صوتا يتودد إليها ..


    -لقد جمعتنا سنين ..حضنتك فيها ..ألا تذكرين ؟؟


    حميتك من الشتاء .. من العالم المخيف... حتى نفسك حميتك منها ... !


    التفتت باحثة عن مصدر الصوت ..دارت في المكان .. صرخت ..


    -بل أنت أسرتني .. وأحجبت عني كل الفصول لتخلق لي فصلا خاصا بي .. تمطر سحبه الوحدة والظلام ..


    لم أعد أريد هذا الأمان المزعوم ..حررني ..!


    السرير بدأ يتمتم .: اعتدت على أنفاسك فلا تحرميني منها .. أنا ماضيك ..فكيف تتخلين عني .. أنا مأوى راحتك ...أنا ..!


    قاطعته : ما أنت إلا قبر دفنني طويلا ... سأنبعث من جديد وأتخلص من نعشك .. !


    عطّلت حاسة سمعها، حتى لا تسمعهم ، تناولت الفأس مجددا .. راحت تضرب وتضرب .. لا تدري من أين أتتها تلك القوة .. كانت حالة من الجنون .. من الهيستيريا .. ثم بدأت براكين النزف تتفجر من كل ركن .. المرايا هلعت ، أعادت ارتداء ثوبها الأصليّ .. فعادت إليها الصور التي استوقفت تلك الثائرة، رأت نفسها أخيرا .. استعادت ذاكرة الملامح وشيئا من أنفاسها..تأملت ذلك الوجه .. حاولت أن تصافحه بابتسامة، ولكن الرماد الهارب من حرائق عينيها غطّى ثغرها ...ثم تشقق جسدها النحيل مع تشقق المرايا .. تدفق سائلا من شرايينها .. ليس دما بل ذلك الذي ينذر بقدوم المخاض .. عادت للفأس .. تضرب هنا وتضرب هناك ..!


    ووسط الركام .. كانت أشعة من النور تحط ترحالها .. تتهادى مع ألحان ذلك الناي ..!


    .



    .

    بسمة الجميلة
    هذه قصة تحمل الكثير من الثورة و التحدي
    إلى جانب حالة نفسية رهيفة و قريبة
    رأيت فيها الكثير
    و أصررت على الكتابة هنا لأقول لك اطرحيها كقصة
    مع طبعا اختيار اسم مناسب لها

    شكرا على هذا الابداع

    اترك تعليق:

يعمل...
X