ورأيت الفرحة ترسم ملامحها فوق وجوه أهل بيتي ..
كان البيت مزهوا بالضيوف ومزهوا بوجود أهلي جيراني أصدقائي والأهم من الجميع
أولادي فكما يعلم الجميع حين يكبر الاولاد يصبح من الصعب تجمعهم معا ومن النادر تواجدهم
على نفس الطاولة في نفس الميعاد ، فمنهم من يذهب للعمل ومنهم من تأخذه ساعات الدراسة ..
ذات يوم كان قدوم العيد يبعث في نفسي الضيق ، فأشعر بأنه ثقيلا من حيث القيام بالواجبات.
باللامس سمعت جملة من أحد اقاربي جعلتني اختصر كل ما وددت كتابته عن التعب الذي اعتراني بأيام العيد
فحين سألناه كيف كان عيدك قال: " اسمه عيد الأضحى ، لقد كان هنالك عيد وكنت أنا القربان

فبعد العيد أجد بأننا نحتاج لفرصة للراحة ولوقت نستعيد خلاله أنفاسنا ونرتب أوراقنا المتبعثرة هنا وهناك ..
وبالرغم من كل شيء فقد كان عيدي بالرغم من الضغوطات والواجبات الثقيلة جميلا بشكل مغاير .
بت أؤمن بأننا حين نفكر بطريقة ايجابية فإن الامور تحدث بشكل أيجابي .
هل تذكرون حين حدثتكم عن السنوات التي لم تدخل فرحة العيد فيها إلي بيت عائلتي بسبب وفاة شبابها وصباياها المكتكرر كل سنة .
وهل تذكرون بأني وقفت هذه المرة أستبق العيد بأيام لأشتري أدوات جديدة ورود وزينة ، وقمت بتحضير الكعك لاستبق الحزن بالفرح !!
يبدو بأن القدر أشفق علي هذه المرة ولم يشأ أن يسلب الطفلة التي تشتاق للعيد ، تلك الفرحة التي تحلم بان تمضيها هذه السنة بالذات مع أولادها
هذه السنة التي لن تتكرر على هذا النحو خلال كل السنوات القادمة ..
في الشهر الخامس من السنة القادمة ، زفاف ابنتي الغالية على قلبي ، ستنتقل لبيت زوجها مستقبلا في قرية أخرى .. مؤكد ستاتي لمعايدتنا وستمضي أوقات طويلة عندنا ولكن ، سأفتقد في السنة القادمة لأول مرة قبلتها الصباحية . وسأشتاق لعناقها الدافئ الذي منحتني إياه طوال واحد وعشرون سنة على التوالي ، وسأشتاق لحركتها المتواصلة وهي تقف جانبي تساعدني ، وتعاندني أحيانا في أصغر الأمور وتبعث روح مرحة على جو البيت بشقاوتها وظرفها ودلالها ...
سأشتاق لهذه السنة مؤكد وسأتذكرها دوما واقول ( سقا الله أيام زمان )
اترك تعليق: