مذكرات امرأة.رحاب بريك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحاب فارس بريك
    رد
    ألغريبة

    يستغرب المقربين مني ، بأني أقضي أغلب ليلي بسهر بلا نوم ..
    وأستغرب بدوري ، حين يصرح الأكثرية بأنهم يذهبون لفراشهم
    في نفس الوقت الذي تذهب فيه الدجاجات لأسرتها فوق التراب .!!!
    كلي أيمان بأن الله عز وجل ، لم يمنحنا هذه الساعات عبثا .
    قد ينظر البعض على أنها مجرد ساعات مظلمة ، لا يصح خلالها إلا النوم والراحة .
    ويستغلها البعض للعبث ولتمضية أمورا يستصعب فعلها في النور تحت قرص الشمس .
    وبعضهم يمضيها بروعة العبادة ، وبمتعة التقرب من الله عز وجل .
    وأما الآخرون ، فيستغلون الاختفاء وراء ستار العتمة والظلام ، للاختفاء من عدالة النور والخير ..
    أما أنا ، وأعتقد بأن هنالك أناس كثيرون مثلي .
    فأني أنتظر الليل بعكس الأكثرية بلهفة العاشق للوقت ، وبلهفة من يقيٍم الزمن .
    ففي الليل تهدأ الدنيا ، ويذهب الناس بغفوة تحت عبئ متاعبهم وهمومهم ، ومرضهم .
    وبعضهم الآخر ، يسافر في غفوة رضا ، وقد رسم على وجهه بسمة اكتفاء مما حدث له خلال يومه ، أو ببسمة أمل يرسمه حلم ما ، في أمل ما ..
    في هذا الوقت بالذات ، يصحى فكر الكاتب ، وتستيقظ مشاعره ، فالعالم صامت وهادئ كجزيرة منسية في ركن يحمل ملامح الجمال . عالم ساحر ، يستمد النور من الفكر ومن الأيمان بهذه القوة التي تسير هذا العقل .
    فتصحو الفكرة من خلال ما يؤرق صاحبها ، ففي حين ينام المجتمع بالرغم من كل ما تحتويه من مآسي !!
    تستيقظ مشاعر الكاتب ، وتقلقه هموم مجتمعه ، ويتقلب فوق جمرات الفكرة والقلق على مصير البشرية .
    يداعب الحروف بأصابعه ويحاول فهم وفك طلاسم هذا الكون الغريب .
    يساعده هدوء الليل على التعمق من خلال عقله ومن خلال ما اكتسبه من معرفة على الغوص في روعة الحياة .
    يشعر باليأس والحزن لحظات ، ويحاول أن يبث رسالة أمل في لحظات أخرى .
    ويتوصل بالنهاية لنتيجة واحدة لا غير .
    أن الأمل بغد أفضل ، هو منتهى ما يصبو إليه العقل البشري .
    وبأننا حين نؤمن بالأشياء ، فلا بد أن تكون هنالك طاقات أيجابية ، تنعكس من خلال ما نؤمن به على هذا الكون الغريب .
    وما دمنا نمتلك العقل ليفكر بالخير ويتأمل بوجود العدالة والمحبة والفرج .
    فلا بد أن تصفى سماء هذه البسيطة الغريبة .
    وتسود السعادة عالمنا الجميل ...


    تصبحون على خير ..

    * ألغريبة : اسم أطلقه على كرتنا الأرضية ...

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    لله وحده الكمال

    هذه الدنيا يا أخي
    كل ما فيها زوال
    قد تبغي الخلود يوما
    هذا من ضرب المحال
    كل ما فيك ترابا
    ما في الأمر من جدال
    قد تصبو للعز لكن
    سيتعبنك طول التجوال
    وتعود بعد رحيل
    لا عظمة لا عز
    لا جاه ولا مال
    ستجرجر الروح فيك
    حينها
    سوى كفنك لن تنال
    فيا طامعا في الدنيا وما فيها
    تمعن بهذه الأقوال
    اتقي الله بفعلك
    لا تتراكض
    خلف أسطورة الكمال
    هناك في الآخرة
    ستلقى الرضا والجمال
    هناك حيث ليس للشك مجال



    اترك تعليق:


  • نادية البريني
    رد
    لست إنسانة مزاجية ولكن ....

    أفرح حين يكون هنالك ما يفرحني
    وأحزن حين أجد هنالك ما يحزنني
    وهذا طبيعي جدا كشعور أي إنسان عادي منا ..
    ولكن ... كنت أتمنى لو عرفت سببا لهذا الحزن الذي يحتلني فجأة بدون أي سبب ..
    وكنت أتمنى لو كان هنالك دواء للوجع المسكون في ذاتي هذه اللحظة بالذات ..
    لكنت زحفت على الأشواك والصخور الهمجية وقاسيت الأمرين في سبيل الوصول والحصول على هذا الدواء ..
    ربما كان سبب حزني ، هذه الوحدة التي أشعر بها بين الحين والآخر ..
    فبالرغم من وجود وتواجد الملايين من البشر في هذا العالم الرحب ..
    إلا أن روح رحاب التي تسكن جسدي المتعب .
    تشعر بالوحدة والعدم .
    وتتقاذفها أمواج الملل ، فتجرجر نفسها نحو سريرها ، لتذهب في غفوة يقظة .
    لعلها تنسى إحساسها الذي اعتادته وبالرغم من اعتيادها عليه .
    إلا أنها ما زالت تذرف دموعها من شدة الحزن لسبب في نفسها ..
    مؤكد لا تستطيع البوح به على الملأ..

    رحاب الغالية
    تحيّة ودّ كبيرواحترام لصدق حرفك
    تأكّدي أنّ اللّه الذي يحيط بنا ويسهر علينا ونراه في كلّ شيء في هذا الوجود لا يمنحنا غير سكينة النّفس إذا امتلأ قلبنا وفكرنا به.
    تبدين مفعمة بإحساس مرهف يطبع حياتك وقلمك وهنا سرّ جمال ما تكتبين.
    عندما يمنحنا اللّه محبّة الآخرين فذلك برهان على نقاء سريرتنا.يحيط بك من يحبّك رحاب فلتسعدي أختي الغالية
    تشتاق إليك نفسي
    تذكري نادية وهي من بين محبّيك وتأكّدي أنّ اللّه كريم كريم كريم سبحانه وتعالى
    تصبحين على خير يا ابنة فلسطين

    اترك تعليق:


  • الحسن فهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة رحاب فارس بريك مشاهدة المشاركة
    كل من قرأ مذكراتي ، عرف بأني أتفاءل بالأرقام ..

    فبعد أن كتبت خاطرتي عن الملل والوحدة ، وجدت أن عدد قراء مذكراتي
    بلغ في هذه اللحظة بالضبط ..

    40000 قارئ

    هبت نسمة طيبة من الفكر الوردي فعطرت مشاعري .

    وبدد تواجدكم(وُجودكم أو حضوركم) شيئا من وجعي ..

    محبتي لكم يا أيّها القراءُ الغالون(الغُلاةُ) على نفسي ..

    ولكم من أختكم رحاب .

    40000 ألف باقة ورد


    وكذلك ستون باقة ورد للقراء الذين يقرأون مذكراتي في هذه اللحظة بالذات .


    محبتي للجميع
    بسم الله.
    أرأيْتِ؟!

    (( وقالوا الحمدُ لله الذي أذهبَ عنّا الحَزَن إنّ ربَّنا لَغفورٌ شَكور ))

    (( ذلكَ فضلُ الله يُؤتيهِ مَن يشاءُ، واللهُ واسعٌ عليم ))

    تحيات

    من أخيكم.


    اترك تعليق:


  • الحسن فهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة رحاب فارس بريك مشاهدة المشاركة
    لست إنسانة مزاجية ولكن ....

    أفرح حين يكون هنالك ما يفرحني
    وأحزن حين أجد هنالك ما يحزنني
    وهذا طبيعي جدا كشعور أي إنسان عادي منا ..
    ولكن ... كنت أتمنى لو عرفت سببا لهذا الحزن الذي يحتلني فجأة بدون أي سبب ..
    وكنت أتمنى لو كان هنالك دواء للوجع المسكون في ذاتي هذه اللحظة بالذات ..
    لكنت زحفت على الأشواك والصخور الهمجية وقاسيت الأمرين في سبيل الوصول والحصول على هذا الدواء ..
    ربما كان سبب حزني ، هذه الوحدة التي أشعر بها بين الحين والآخر ..
    فبالرغم من وجود وتواجد الملايين من البشر في هذا العالم الرحب ..
    إلا أن روح رحاب التي تسكن جسدي المتعب .
    تشعر بالوحدة والعدم .
    وتتقاذفها أمواج الملل ، فتجرجر نفسها نحو سريرها ، لتذهب في غفوة يقظة .
    لعلها تنسى إحساسها الذي اعتادته وبالرغم من اعتيادها عليه .
    إلا أنها ما زالت تذرف دموعها من شدة الحزن لسبب في نفسها ..
    مؤكد لا تستطيع البوح به على الملأ..

    بسم الله.
    سلاما،

    (( ولا تهِنُوا ولا تحزنوا وأنتمُ الأعلَوْن ))

    (( إنما أشكو بثّي وحُزني إلى الله ))

    (( إنّ الذين قالوا ربُّنا اللهُ ثمّ استقاموا تتنزّلُ عليهم الملائكةُ
    ألا تخافوا ولا تَحزنوا وأبشِروا بالجنة التي كنتمْ توعَدون
    ))

    (( وقالوا الحمدُ لله الذي أذهبَ عنّا الحَزَن إنّ ربَّنا لَغفورٌ شَكور ))

    (( حَسْبُنا الله ونِعْمَ الوكيل ))

    (( وعلى الله فلْيتوكّل المؤمنون))

    تحيات وردية من أخيكم.

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    صورة من الواقع

    كنت أصادف في سفري أحيانا ، فتى أو امرأة يقفون بجانب الإشارة الضوئية ، ويستجدون المارة ، من خلال مد أيديهم لتلقي بعض النقود .
    لم يحدث أبدا ، أني مررت ورأيت احدهم أو إحداهن ولم يهزني منظر وقوفهم يتوسلون ويتسولون .
    وقد كتبت الكثير من القصص من خلال تأثري بهذا المنظر ، ولم تقف عيني ذات يوم جامدة دون أن تذرف دمعة وجع وقهر ..
    كم كنت اتمنى لو كان بإمكاني ، منح كل منهم بيتا وطعاما وعملا يكفيهم لدرجة تخليهم عن الوقوف لاجل التسول ..
    ولكني قبل أسبوع ، رأيت منظرا ما زلت كلما ذكرته أشعر وكأنه ما زال امام عيني في هذه اللحظة بالذات .
    امراة في الثلاثين من عمرها ، تقف في جزيرة صغيرة من تلك الجزر التي تبنى في متصف شارع رئيسي .
    تحمل على خصرها طفلا يبدو ابن سنة ونصف .
    مجرد لمحة دامت بعض الثواني ، جعلتني أحفظ ملامحه وكأن آلة تصوير ذاتية وجدت في قلبي وعقلي وعيني ، فلاش سريع ، التقط ملامحه التعيسة ..
    وجه أصفر ، شعر قذر ، وعيون تحمل ملامح جرح رجل في في وجه طفل بريء .
    في هذه اللحظة وأنا أكتب هذه الكلمات ، أرى ملامحه واضحة كل الوضوح وكأنها تقفز بين حروفي المتتابعة بعد بعضها البعض .
    لا أذكر ملامح مه أبدا ، فقد رأيت جسدها وخصرها الذي حوطت به ساقي ذلك الطفل المسكين .
    في طريق عودتي من الكلية بعد مضي ست ساعات ، وجدت بانها ما زالت تقف بنفس المكان ، ورأيت نفس الملامح لنفس الطفل ، تقف هناك لا حول لها ولا قوة ..
    لأول مرة في تاريخ حياتي ،

    لم انتهي من القصة لي عودة فكونوا هنا

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    أقدار ووجوه


    للوجوه تأثيرا كبيرا على حياتنا كأفراد وكجماعات .
    كلنا نوافق على أننا نحكم عادة على الناس من خلال نظرتنا الأولى إليهم .
    ففي حين نلتقي بأشخاص جدد ، نشعر منذ أول لحظة بشيء ما اتجاه هذه الملامح .
    نعلم كلنا بأن الوجه مرآة لعمق النفس الإنسانية .
    لأن المشاعر تنعكس كما نور الشمس فوق صفحات المياه الصافية .
    فما أن نرى شخصا ما حتى نفكر : إنه إنسان طيب ، شرير ، مغرور ، متواضع ، عصبي ، غبي ، حكيم ، ذكي ، كريم ، بخيل ، ظالم، عادل ، جدي ، مستهتر، متعب ، مريح ، مزعج، محبب ، لطيف ، غيور، حقود ، مكافح ، خائن ، أمين ، كاذب ، صادق ، مشاكس ، متعجرف ، مدعي ، ممثل ، مجرم ، نصاب ، كسول ، نشيط ، شجاع ، نذل ، لئيم ، خبيث ، حنون والكثير الكثير من الصفات السلبية والإيجابية ..
    بالفعل ، نكتشف أحيانا منذ أول لقاء ملامح الذات المنعكسة على صفحة التصرفات الواضحة ، ويكون الجوهر عادة جزئا لا يتجزء من القشور الظاهرة بجلاء فوق هذه الملامح البشرية فتتطابق الملامح والتصرفات مئة بالمئة مع مكنون الذات الا مرئية .
    ولكن في نفس الوقت ، تخوننا نظرتنا أحيانا ، وتخذلنا فراستنا ، حين تتكسر الأقنعة ذات قدر ، فتظهر لنا تلك الملامح التي فسرناها من خلال نظرتنا السطحية ، فنقف عاجزين عن التصديق ، حين نرى بأم روحنا ، ملامح كانت تختفي تحت نظراتنا الأيجابية .
    فحين ينكسر زجاج الأقنعة الملونة ، تنكسر أرواحنا حزنا على صورة لوجه كان ذات يوم ، يبعث في نفسنا الإحساس بالحب والأمان ...

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    كل من قرأ مذكراتي ، عرف بني أتفائل بالأرقام ..

    فبعد ان كتبت خاطرتي عن الملل والوحدة ، وجدت بأن عدد قراء مذكراتي
    بلغ في هذه اللحظة بالضبط ..

    40000 قارئ

    هبت نسمة طيبة من الفكر الوردي فعطرت مشاعري .

    وبدد تواجدكم شيئا من وجعي ..

    محبتي لكم يا أيها القراء الغاليين على نفسي ..

    ولكم من أختكم رحاب .

    40000 ألف باقة ورد


    وكذلك ستون باقة ورد للقراء الذين يقرأون مذكراتي في هذه اللحظة بالذات .


    محبتي للجميع

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    لست إنسانة مزاجية ولكن ....

    أفرح حين يكون هنالك ما يفرحني
    وأحزن حين أجد هنالك ما يحزنني
    وهذا طبيعي جدا كشعور أي إنسان عادي منا ..
    ولكن ... كنت أتمنى لو عرفت سببا لهذا الحزن الذي يحتلني فجأة بدون أي سبب ..
    وكنت أتمنى لو كان هنالك دواء للوجع المسكون في ذاتي هذه اللحظة بالذات ..
    لكنت زحفت على الأشواك والصخور الهمجية وقاسيت الأمرين في سبيل الوصول والحصول على هذا الدواء ..
    ربما كان سبب حزني ، هذه الوحدة التي أشعر بها بين الحين والآخر ..
    فبالرغم من وجود وتواجد الملايين من البشر في هذا العالم الرحب ..
    إلا أن روح رحاب التي تسكن جسدي المتعب .
    تشعر بالوحدة والعدم .
    وتتقاذفها أمواج الملل ، فتجرجر نفسها نحو سريرها ، لتذهب في غفوة يقظة .
    لعلها تنسى إحساسها الذي اعتادته وبالرغم من اعتيادها عليه .
    إلا أنها ما زالت تذرف دموعها من شدة الحزن لسبب في نفسها ..
    مؤكد لا تستطيع البوح به على الملأ..

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    كانت هنالك ذات يوم ياسمينة بيضاء تبعث عطرا رائع يفوح في كل ركن من أركان بيتها

    امتدت يد قاسية واقتطفتها بعز شبابها ..

    فذبلت وذبل معها الفرح .

    كم أشتاق لعناق روحك يا ياسمينتي الغالية !!!

    وكم تعتريني رغبة بعودتك ولو للحظة واحدة لأعانقك وأبكيك

    واخبرك من بعدها ( كم أشتاقك )

    وأودعك من بعدها ببسمة حزينة .

    ستكون آخر بسمة تلامس عينيك الحنونتين ..

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    عشق الحروف


    منذ كنت طفلة صغيرة ، كنت أشعر باختلافي عن بقية بنات حارتي .
    كانت الأمور تؤرقني ، وكانت القضايا تشغل بالي ..
    عشت الكثير من المتفق عليه المغلوط ووقفت وقفات فكر فوق جبال شيدت في عقولنا منذ الأزل .
    ذبحتني تساؤلات كانت أكبر من أن يحتملها عقلي الصغير ..
    كانت الأشياء تسيرني ولم أنجح يوما بتسييرها .
    أذكر بأني كنت التجئ لشجرة لوز مزروعة في حاكورتنا ، وقد علق عليها والدي أرجوحة من القماش ، لنلعب عليها ، كنت آخذ قلم رصاص ودفتر ، وأخط الكلمات ، مؤكد لو قلت لك بأني أذكر ما كنت أكتبه في حينها ، سأكون غير صريحة ولكني أذكر بأني كتبت نصوص مكسرة ، بعضها حزينا ، بعضها مضحكا ، وبعضها مشوها لا معنى له ..
    دام لجوئي لقلمي وأوراقي وصار عادة وإدمانا طيبا أيجابيا ، يحميني من كل تخبطاتي وتساؤلاتي..
    في الثامنة عشرة تزوجت بأبيك وانتقلت إلى قرية صغيرة نائية لم أعرفها إلا قبل زواجي بسنتين ، وكانت نقلتي من قرية كبيرة معروفة لقرية صغيرة في حينها كانت تضم مجتمعا لا يختلف عن مجتمعي بشيء ويختلف عنه بكل شيء .
    ضاق الحصار فوق أفكاري ، وكبر حجم القيد بوجود بيت عم يقررون لي ماذا سأطبخ اليوم ، ومن هم ضيوفنا غدا ، وأي ساعة علي الإستيقاظ لتحضير الخبز ، وأي ساعة علي أن أجهز إبريق الشاي ، وماذا علي أن أسمي بكري .
    ضاق الخناق فوق خافقي شيئا فشيئا ، فزارني المرض ، ورافقتني الدموع ، وكانت الوحدة رفيق بلا رفقة ، وصديق لا صديق له ..
    في لحظة يأس ، كان لا بد لي من ثورة ما ، فتجلت ثورتي من خلال الحرف .
    تبنيت القلم لي ولدا وهبته كل ما يداعب أفكاري ويشغلها ، واتخذت من العلم والسعي وراء العلم ، طريقا يساعد قلمي على السير في طريقه نحو المكان الذي كنت أصبو للوصول إليه ..
    وقف الكثيرون في طريق ثورتي ، وثاروا من خلال ثورة مكبوتة في نفوسهم ، لم يجدوا لها متنفسا فمنحوني شرف تقبلها ..
    كيف تسمح لنفسها هذه المرأة أن تسبح ضد التيار ؟؟؟
    أنا لم أسبح ضد التيار أبدا ولكني ..
    ما زلت أسبح بنفس طريقة تلك السمكات التي تسبح نحو العلا ..
    وتركت البقية تسبح بسلاسة وراحة مع تيار الماء المنساب السهل الممتنع ..

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    نص مكرر


    -------------------------------------------

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد


    أحلى باقة ورد للستة وخمسون قارئ الذين يقرأون موضوعي الآن

    محبتي للجميع

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    جمرة تحرق كفي


    دخل ابني البكر بالأمس إلى البيت مبتسما ، وكعادتي أخذت أغني له :
    " أهلا بهالطلي أهلا
    أهلا بعالعين الكحلا
    ضحكتلك وردات الدار
    وقالت لك أهلا وسهلا "
    اقترب مني قائلا : قبليني يا أم إبراهيم
    وكأني أنتظر لدعوة منه ، فقد كنت أقبل كل من أبنائي بدون حساب وبدون مناسبة .
    قبلته فقال لي : خذي هذه ..
    ومد يده مبتسما وقد وضع في يدي نقودا وقال لي : هذا معاشي لهذا الشهر..
    فما كان مني إلا وطلبت منه أن يأخذ النقود ..
    فرفض قائلا : منذ ابتدأت بالعمل لم تقبلي مني يوما ولا أي مبلغ ولكن اليوم الأمر مختلف ، خذي معاشي فلا بد أنك تحتاجينه لأجل التحضير لحفل زفاف اختي ..
    ولكني لم أستوعب الأمر ولم أتقبله وصممت على رفض النقود بقولي له : إنه تعبك ولم تحصل على معاشك إلا بعرق جبينك ، فكيف أسمح لنفسي أن أصرف من تعبك ؟؟
    ولكنه أصر بقوله : أنا ابنك يا أمي ولست إنسانا غريبا ، فكيف تفكرين بهذه الطريقة ، كل أمهات أصدقائي يجردن أولادهن من كل نقودهم ويأخذون معاشاتهم ويصرفنها على أشياء ومهمة وأشياء غير مهمة ، فكيف ترفضين وأنت لم تقبلي مني يوما ولو مليما واحدا ، هل تعتبريني غريبا عنك ؟؟؟ إنه واجبي نحوك ونحو اختي ولن أقبل بأن تعيدي لي هذه النقود ..
    أحسست والنقود بيدي بأنها جمرة تحرق ضميري ، وأنا التي لم تمد يدها يوما لأحد ، فمنذ صغري اعتدت على العمل ومساعدة والداي ، كنت أعمل منذ كنت في الثانية عشرة من عمري في دكان كنت حدثتكم عنه سابقا ، ومن بعدها انتقلت للعمل بمصانع الخياطة وأنا في الخامسة عشرة من عمري ، وكنت في كل منتصف الشهر أحضر معاشي لأسلمه لأمي ، وبعد زواجي لم يكن الأمر مختلفا ، كنت أعمل وأصرف على نفسي ، لم أعتد أن أكون عالة على أحد فكنت وما زلت امرأة عصامية ترفض مد يدها وتكتفي بم يبعثه الله من عرق جبينها ، بل لقد اعتدت أن أمد يدي لأجل العطاء لا لأجل الأخذ !!!
    أخذ ابني النقود ووضعها في محفظتي وقال لي : إن حدث ورفضتيها سأحزن جدا ..
    صدقوني حتى الآن لم أمد يدي إلى معاش ابني ، ولم أعد حتى المبلغ الذي وضعه بمحفظتي ، ومنذ تلك اللحظة يحتلني خليطا من المشاعر ، شعرت بالحزن للحظات فقد كانت الجمرة تحرق قلبي وتوجعه ، وفكرت طوال الليلة الماضية واليوم :
    كيف أقبل تعب ابني ، وأنا التي مرت علي ظروف لا يعلم بها إلا رب العباد ولم أمد يدي لأحد ، فكيف أقبلها اليوم وقد صارت لدي مهنة أعتاش منها وأصرف بدون خوف من الغد القادم ؟؟
    وفي نفس الوقت لمحت تصميما من عينيه الجميلة فشعرت بأني أمام رجلا لم تضيع تربيتي به عبثا .
    عدت اليوم لأفاتحه بالموضوع ، فمن مثلي يعرف مدى حاجته لهذه النقود ومعاشه كما أعرف زهيدا لا يكفي ليسد احتياجاته الخاصة .
    أحسست لوهلة بأني مسست بمشاعره حين قال : أمي لو كان بودي لأسكنتك قصرا ...
    عدت بذاكرتي لأيام مضت ، كنا نمر بها بظروف مادية قاسية . كان أخي يحضر لزيارتنا ، وعندما كان يسألني عن وضعي المادي؟ كنت أجيبه بأنه جيد ، فيقول لي : أنا أعرف كل شيء ، وعندما أذهب لتحضير القهوة ، كان يدس لي مبلغا تحت الزهرية أو تحت وسادة الكنبة ، وحين كنت أجد المبلغ الموضوع ، كنت أتصل لأعاتبه فيغضب ولم يكن هنالك مجالا لنقاشه بالموضوع ..
    كان يقول لي : كفى اعتبريني لم أترك شيئا ، ويعود مرة أخرى ليقوم بنفس الشيء .
    أعترف بأنه الإنسان الوحيد الذي قبلت منه المساعدة مرغمة ، فقد كان حنانه وخوفه على أخواتي وخاصة علي ، يجعله مستعدا للموت لأجلنا ..
    وصرت كلما سألني عن حالي : أقول له بأن معاشي كذا وكذا ، فأتظاهر بأني أتقاضى أضغاف ما أتقاضاه كي لا يحمل همي ، وبالفعل ففي الوقت الحالي فالحمد لله لدي عملي ومعاشي ولا أتمنى إلا أن نعيش بكرامة وأن يعيش أولادي بسعادة ..


    أخيرا قررت بيني وبين نفسي : لن أصرف عرق ابني سأحتفظ بهذا المبلغ لأشتري به لاحقا ، قطعة ذهب لعروسه المنتظرة ، فأكون بهذا قد حافظت على عهدي أمام نفسي بأن لا أمد يدي لأحد حتى لو كان أقرب الناس إلي ...
    يا إلهي لا تحرمني من ابني ، احفظه لي وبارك خطواته أينما حل .
    إلهي وفقه واجعله من أولاد الرضا ...


    * كلمات الأغنية ليست من تأليفي

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة سلطان الصبحي مشاهدة المشاركة
    الكاتبه القديره/رحاب فارس بريك

    صباح الورد

    فقط للمتابعه،والسؤال

    نتمنى لك دوام السعاده

    ولحروفك مزيداً من التألق ،والجمال

    إن كانت حروفي تلاشت من ذاكرتك

    فاسمك منقوش في الذاكره

    أديبة بحجم فكرك الراقي ،ولغتك العاطره

    يستوجب علينا أن أسأل عنك،ونشتاق الى جديد حرفك.

    تحياتي

    الأخ الشاعر سلطان الصبحي

    كيف لي أن أنسى جمال نصوصك الرائعة !!

    أعترف بأني مقصرة بحق الكثيرين من اخوتي الكتاب ولكن ..

    تبقى نصوصكم الجميلة دائما في البال ..

    ولا بد أن ياتي اليوم الذي لأقوم بزيارة نصوصكم الجميلة ..

    وبالمنسبة اتابع موضوعك عن الردود وأقرأ كل ما يكتب هناك

    وأنتظر نهاية الموضوع لأعلق على ما ورد من كلمات جميلة تستحقها

    لك مني كل الشكر على التواجد الرائع

    والشكر على كل كلمة جميلة كتبتها بحق نصوصي المتواضعة






    اترك تعليق:

يعمل...
X