وطارت من رأسه كل حروف الكلمات .
وهنا ضاع الصبر .. ونال الخوف من أوصاله
هتف بأعلى الصوت :" أمى .. أبى .. أمى ".
لم تخرج من فمه سوى صرخة وهمهمة لا تعنى شيئا
كأن لسانه خرس تماما
فأعاد الصرخة .. وأتبعها بندائه :" أمى .. أمى .. أبى ".
-
عاد يفكر فى موضوع الدرس ظنا أنه لم يأخذ حقه بعد
فى رأسه كان الموضوع جميلا .. والكلمات عجيبة ومدهشة
لو كتبت أدهشت الدنيا فى مدرسته .. بل كل البلدة
وعاد إلى الأوراق يعيد محاولته ..
أمسك بالقلم ليكتب؛ فأصاب القلم جمود .. لم يتحرك .. لم يكتب شيئااترك تعليق:
-
حتى حروف الكلمات .. هجاء الكلمات تاهت فى ظلمات باردة .. كأنها فرت .. اغتيلت من رأسه !
نالت من محسن دهشته .. وهتف بخوف :" مابال الكلمات تفر .. وكأن الرأس ماعادت تحمل شيئا ..
سوى التفكير .. كأن مؤامرة تغتال الرأس .. ياربى .. ".
ترك الكرسى ، وهب يدور .. فى الحجرة يتحرك .. عله يتذكر شيئا .. عله يجد جوابا
لكنه ماوجد جوابا .اترك تعليق:
-
فكر محسن فى درسه
وتحركت الكلمات الحلوة فى رأسه
فابتسم .. وأطلت من فمه فراشات الفرحة.
فأمسك قلمه ، وأعد الأوراق ليبدأ تعبيره .
لكن ماوجد كلمة .. وماخط القلم سوى بعض خطوط لا تعنى شيئا .
حاول ثانية .. وأعاد التفكير حتى امتلأ الرأس بموضوعه.
وحين ضغط بإصبعه على قلمه ليكتب .. لم يكتب شيئا !!اترك تعليق:
-
وعاد يقول : ألوانى الحلوة .. يامن أعطتنى أحلى الصور و أحلى البسمات وأعلى الدرجات
لن أتخلى عنك .. كيف أتخلى عن نفسى .. أنت خلجات النفس ونور العقل حين يضىء
أكتب موضوعى ثم أعود إليك .. حتى نرسمه أيضا !
محسن كان الأول فى اللغة العربية .. إملاء .. نحوا ..وبلاغة .
كان كثيرا ما يقتحم سؤال رأسه
محض سؤال .. لكنه كان بحجم الكتب الكبرى عن اللغة
ماذا لو لم تكن لهذى اللغة حياة ؟
ماذا لو لم يخلقها الله لتصبح من أغنى لغات العالم ؟
سؤال جد كبير .. أكبر من عمره .. و أكبر من كل دروس الإنشاء .
ولذا كان لا يعطى محسن لتفكيره فرصة كى يستنتج حلا
بل يطرده فورا .. وينكره على نفسه ..اترك تعليق:
-
2
محسن فى حجرته الآن
مشغولا كان بدرسه
مشغولا جدا
فالدرس كان أحب دروسه إلى نفسه
كان عن اللغة العربية
درس فى الإنشاء .
محسن أبصر ألوانه تتحرك فى عينيه
ابتسم وقال : اليوم كتابة .. كتابة لا رسم
وهدأ من قلق الألوان .. لونا لونااترك تعليق:
-
تنحنح حرف الياء من آخر كرسى فى القاعة :" لنجرب .. وما يمنع أن نفعل ؟ ".
برزانة اعتدل القاف ، وتحرك حتى أصبح أعلى القاعة ، وقال :" وماذا لو ضجروا .. بحثوا عن لغة أخرى ؟".
وافقه الكل ، لكن حرف الألف وحيدا لم يتراجع ، وأنهى الأمر بموافقة كاذبة على ما أبداه .
وطبعا أتهم علانية أنه ديكتاتور .. وعليهم بعد التجربة أن يختاروا آخر !!اترك تعليق:
-
طلبت الكاف الكلمة ، وقفت شامخة مبتسمة ، قالت :" ماتراه نراه ، فانه الجلسة بالله عليك و لا تكثر ".
شد الألف من عوده ، وتمطى ، وانحصرت همزته حتى كادت تسقط من فوقه ، ردد بثبات :" لن نعمل بعد الليلة ".
هتف حضور الجلسة :" ماذا ؟ ".
عاد الألف يردد :" لنجرب معهم هذا الفعل .. ونشهد ".
هلل حرف الهاء :" لن نجنى شيئا ذا قيمة ".
وعلق حرف التاء :" لن نجنى سوى الخيبة و الخذلان ".اترك تعليق:
-
عاد الألف لغيظه ، وصرخ :" كيف تكون محبة .. الحب أن تكرم محبوبك .. تبجله .. تحفظه .. وتنقيه .. ترعاه .. وتنميه .. حتى يعطيك الأجمل .. حتى ...............".
تخلى الراء عن مقعده ، وتبسم ثغره ، وهو يقول :" أنا لا أرى لك فيما تحدثت قضية .. دعهم بالله عليك يفعلون مايرونه حسنا ".
أسكته الألف قائلا:" ماعدت ذكيا ياراء بما يكفى ".اترك تعليق:
-
عاد بصوت مفعم بالحزن يقول :" ماعادو ا يهتمون .. بل زادت سخريتهم منا .. زادت فى الأقوال .. وبين العامة .. فى النادى .. و السوق .. و فى الحارات ".
همهم الجميع معترضين :" كيف .. وضح قولك .. أم أنك تتوهم وحدك ماليس له وجود ؟".
تحرك الألف .. راح يدور بين مقاعد صحبته .. ويشكو من أذواق الناس .. ورداءة تعبيرات العامة .. والخاصة .. فى مقالاتهم .. أغانيهم .. كتاباتهم .. تعاملاتهم .
هتفت كل القاعة :" هذى محبة .. محبة ".اترك تعليق:
-
قال ودون بدايات و تحيات : أظنكم يا أخوتى تتساءلون عن سبب الدعوة ؟".
ردد حرف ضاحك :" نعم .. ماسببه .. هل مات أحد .. أم شنت علينا حرب من قبل لغات أخرى ؟".
وهمهم آخر بدلال ، ونظنه حرف الهاء :" ولم العجلة .. وإثارة أعصاب الأخوة و الأخوات ؟".
صرخ الألف بغيظ :" الناس .. البنى آدميين .. من أعطيناهم لغة ولسانا أغناهم وطبعا ميزهم ".
هتف كل حضور الجلسة :" أكمل .. مالهم .. لا تسكت ".اترك تعليق:
-
وعلى وجهه تبدو أمارات الغضب
و الضجر يتملك نفسه
حضر ت كل حروف العربية
كل راح يتيه بنفسه .. وبفعله .. وتعبراته .. حتى شكله ورسمه
ومابين ضحك وغناء
ومودة
قضت الحروف وقتا ؛ حتى عبر القاعة حرف الألف
فى لحظة ساد القاعة صمت تام
لم يقطعه سوى صوت رنان
لرئيس الجلسةاترك تعليق:
-
فى بيت تتزين جدارنه بزخارف عربية
حروف اللغة اجتمعت
وبشكل عاجل .. ربما كان غريبا
أصيبت بعض حروف بالدهشة
والبعض أحس ببهجة
و البعض الآخر ظل بحكمة .. يزن الأمر ..
ويفكر فى أسباب العجلة .
حتى هل الحرف ألف ورأس الجلسةاترك تعليق:
-
ما طلة الفجر سوى بسمة تفتق بها ثغر السحابالمشاركة الأصلية بواسطة مخلوفي ابوبكر مشاهدة المشاركة
ألا تر كم يصهل بالضحك الآن
و كم عليه أن يرشو الغيوم
كي لا تعبر على بسمته !!
شكرا لك صديقي
فليكن الحب شعارا للحياة حتى نقهر الموت فينا !!اترك تعليق:
-
وقفت طويلا تنتظره, لم يحضر, نادته .
لم يسمع, عادت , أرسلت روحها.
هامت حواليه , وفاضت بنسيم الشوق عليه,
لم يزهر فيه سوى العناد.اترك تعليق:
اترك تعليق: