كن تلقائيا هنا .. قصة / قصيدة / خاطرة
تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
-
علّقت الساعة على جدار غرفتها، وكأنها تعلق جدارا فوق جدار ..!
سوف يأتي ، هي متأكدة .. وعدها أن يعود .. هي لا تصدق خبر رحيله، لا تعي لماذا ارتدت اللون الأسود ،
ولم تفهم ما فعلته يدها حين تناولت المقص مباغتة ضفائر شعرها الطويل ...!
مرّ أسبوع وهي تنتظر، كان أملها بلقائه يكبر يوما بعد يوم، فمواعيد عيد الأم لا تكذب،
وهو اعتاد أن يأتها في كل سنة بباقة زهور من "‘عطر الليل" الذي تحب، وهدية من صنع يديه وأنفاسه ..!
تكاد تسمع خطى أحضانه قادمة .. تكاد تتمايل على الأغنية التي يرددها لها من بعيد ..!
انتظار .. والساعة امرأة عاقر حاقدة على الأمومة .. تطلق خيول عقاربها تارة، وتأسرها تارة، أو تعيدها فجأة لنقطة الانطلاق ..!
هو سباق مع نبضات القلب، مع يد تمتد لتلتقط تلك اليد التائهة، وذلك الوجه الذي تأخر عن موعده ..!
محمد راح الميدان من أسبوع ..ولم يرجع .. ! ماذا يفعل كل هذا الوقت، أيجلب لي الزهور من هناك؟ أم أن شيئا آخر شغله عني؟
لا.. مستحيل محمد ولدي الحنون ، لن ينساني، ولن يأخذه زحام الطريق ..! سيأتي ..
ما بال النساء ينظرن إلي وكأنني مجنونة؟ محمد ليس مثل أولادكن، محمد رقيق يكتب لي القصائد دائما، يحملني في صدره عطرا، وفي عينيه لؤلؤة، هكذا كان يقول لي دائما ...
وبينما هي ناظرة نحو الباب، تنتظر قدوم طفلها قبل أن تغيب شمس العيد.. يأتيها صوت من بعيد : "محمد لم ينس، هو يقدس عيد الأم، لكن الهدية لم تكن لك في هذا العام، بل كانت لمصر ....."
-
-
سافري أيتها الوردة إليها،عتّقي صوتي شذى في ثناياك
وإذا ما اقتربت منك اهمسي في أذنها الرقيقة:أحبك يا أمي ..
غدا تتبادل الخدود القُبل أغان تطرب الروح، وتشرق من الأحضان شموسا تدفئ الكون ، وأنا جالسة وحدي أصنع من الثلوج المكومة في أنحاء وجهي وجسدي رجل ثلج، أحضنه ثم أذيبه بدموعي ..
أمي ............
سنين مرت وأنت بعيدة ..
أسافر إليك على جناح الشوق في كل برهة ......
أدرك الآن أنه ضاع مني الكثير، وأن عمري ما كان سوى لحظات قضيتها معك، والباقي خيال ...!
فمن يحييني الآن، من يأخذني إليك؟ من يرسل إليك باقات ورودي، وضفائر شعري، من يحمل إليك وجنتيّ وذراعيّ ..؟! قُبل الغربة باردة، ومظلات الشتاء بعدك محض كذبة، غدا يوم عاصف يا أمي، الأعاصير من حولي تدور، وأنا بينها أقف غير مبالية إلا بوردتي،وردتك، ترى هل ستمرين لتأخذيها قبل أن تذبل؟؟!"
وضعت القلم برفق إلى جانب الورقة، تعيد قراءتها للمرة الأخيرة قبل أن تخفيها كغيرها من الرسائل، لو أنها تعرف ذلك العنوان، لو أن أحد يدلّها ، لما كان مصيرها النفي..!
وحتى لو عرفت العنوان، ترى هل ستلقى ردّا ؟ أم أن كلامهم صحيح، هي رحلت ونسيت..! خوفها من النتيجة منعها من المحاولة أرادت ألا تقتل ذلك الوجه كي لا يتسرب خارج ذاكرتها .. ! حملت قلم رصاص وبدأت ترسم، قادها الشوق إلى تلك الملامح الناعمة، عينيها السوداوتين كمجرة تضم آلاف النجوم .. الشعر الطويل الذي يهيّج شوق الأنامل .. وأدق التفاصيل ... لم تكن تجيد الرسم قبلا بهذه المهارة ولكن يدها كانت تتحرك من تلقاء نفسها، تجوب الورقة برفق، تنسج معالم ذلك الوجه الجميل ..... وإذا بوجه آخر يهجم بظلاله على تلك اللوحة .. إنها هي النوع الآخر من الأمهات، النوع الآخر من النساء .. أمسكت الأوراق بغضب، تتطاير شرارة من عينيها، أمسكت الرسالة وقرأتها ساخرة، تلوح بيديها وتصطنع التعاطف ثم تضحك، تجهز في العينين دمعة وتناديه: وعند وصوله تنهمر الأمطار الزائفة: "تعال وانظر ..! لم ننته من الأمر، كل ما قدمته راح سدى، لا أحد يحترم وجودي، لا أحد يقدر ما صنعت ..!
يقترب الرجل ببطئ، يأخذ بين يديه الرسالة يقرأها على عجل، يرمق ابنته بنظرة غاضبة، ثم يمزق تلك الورقة الصغيرة وكأنها وثيقة صهيونية ما، وينصرف صامتا، يحيك في رأسه أفكارا يعالج فيها الموقف، ويعيد لزوجته اعتبارها..!
لم تحرك الشابة ساكنا أخذت تراقب ما يجري دون حراك، وكأن ما في داخلها مات، ما الخطأ الذي ارتكبته؟ ولماذا يحتفل التلاميذ في المدرسة بعيد الأم دون أن يحاسبهم أحد؟ لماذا يكتب الشعراء القصائد إحتفالا بالمناسبة ولا أحد يمزق قصائدهم ..!
قطعت شرودها استغاثة أطلقتها اللوحة، تقاوم ممحاة راحت تلتهمها ببطء ماكر، ممحاة جائعا تطمح لأكثر من رصاص على ورقة ، حلمها لو تنتهش ملامحا في الذاكرة ..!التعديل الأخير تم بواسطة بسمة الصيادي; الساعة 20-03-2011, 09:02.
اترك تعليق:
-
-
يقول الشيخ : ثم من بعد الثورة يضع الرئيس الاثنين على حجره ؛ يقصد الثورى و النورى !
ويهتف أحد أساتذة العلوم السياسية : هو اختلاف فى وجهات النظر .. لا أكثر .
بسخرية كان أحد اللاعبين يلوح : قل لهم .. و إلا فإن دعاوى الحرية باطلة !!
صرخ : لا .. لا ليس اختلافا فى وجهات نظر ، بل اختلاف فى كل شىء ، هذه قضايا خلافية واضحة .. أنتم تزيفون الحقائق .. تغتالون الرؤوس !
ظل يردد هذه كمجنون ، حتى كان فى ميدان الشهداء ، فتربع على الأرض صامتا ، وشريط طويل من الأحداث يتصارع برأسه ، نوافير الدم ، الوجوه المشرقة .. الضاحكة و الباكية ، العرس ، خالد يوسف ، أحمد فؤاد نجم ، وائل غنيم .. المتحف ، تفقد المشير لرجال الحرس ، بيان التنحي ، ورقصات النجوم .
اهتز راقصا ، اعتدل ، واصل رقصته ، ترنح و عيناه تنزف دمعا غزيرا ، أنهك تماما ، حط أرضا ، وعصفور داخله يلاطم رئتيه . خط بدمه النازف : إنهم يسممون الهواء ، يغتالون النجوم فى الأعالي .
أدركته ساعة حظر التجوال ؛ و ما كان ليهتم . تكالب عليه رجال الشرطة العسكرية ، فما استطاعوا زحزحته ، و اثناءه عن موقفه .
و قبل أن تهوى الهراوة ممزقة جسده ، أوقفها أحدهم :" انتظر .. أظنه ميتا .. استدعى سيارة الإسعاف حالا !!
النورى : فى عرف العامة اللص و المحتال و المزيف و .... و تطلق على أبناء الغجر !!
اترك تعليق:
-
-
يركعون دون خوف ..يكملون الصلاة و في قلبهم حب الإله .. تتعالى الأصوات ليس "بنعم "و ليس "بلا" ، لكن تردد "ما فحوى هذه المناجاة .."
أم هبة
اترك تعليق:
-
-
حلقت الغربان فوق أسطح المنازل
و منها التفت حول المآذن
و بأجنحتها فتحت مشربيات المساجد
كانت تتحلق جموع المصلين
و قبل ان تنقر رؤوسهم كانوا فى ذعر
يرددون : نعم .. لا صوت يعلو على نعم
بينما وجوه كريهة أسقطتها يناير
تقهقه و تخرج ألسنتها فى شماتة
و المصلون يركعون : سمع الله لمن حمده !!
اترك تعليق:
-
-
لا أدرى كم من الوقت مضي وأنا معلق به
قبل أن أعطيه ظهري و أبكي
ثم أسرع بالانفلات من ريحه
فى نهاية الأمر عدت أقول لنفسي :
لن تكون الأخيرة فلتهدأ
ربما بقي بعض وقت
لكني شممت نفس الرائحة تنبعث بقوة
فعدت للبكاء
اترك تعليق:
-
-
هناك دائما من يتربص بك
عند آخر كل عطفة
آخر كل زنقة
عند أول فرصة للفرح
ليلقنك درسا يردده كببغاء
تأكد أنك قادر على ابتلاع حجارته
وبعض كتل ظلامه القادم
حتى لا تستشعر غياب رأسك حين يتصدر قائمة الفرسان !!
اترك تعليق:
-
-
طال النزاع ، و لم يستقروا على رأي .
ناموا و قاموا و هم على نفس الجدل .
فجأة اختفت ، كأن الأرض انشقت و ابتلعتها .
أو تطايرت فى الفضاء الوسيع ، أو هى تبخرت كقطرة ندى !!
تجهمت الوجوه ، و علت الصيحات و التوبيخات ،
و ركضت الأرجل هنا و هناك بحثا عن أثر ، عن سبيل
يبل ريقهم ، و يخمد نيران الفزع التى نالت من الوجوه تماما .
أصبحوا الآن مستهدفين ، هم و أبناءهم ، وزوجاتهم ، و مواشيهم ، و أعمالهم ،
و أرزاقهم .. بل حياتهم كلها .. فهى لن تنس الرأس المقطوع ، بل لن تنسى الوجوه ،
و لا حتى الأنفاس التى نادت بإبادتها ، و أن غضبها سوف يكون رهيبا ، غير مأمون العاقبة .
لكن أين هى .. لو أنهم يعرفون أين ذهبت لاستراحوا قليلا مما هم فيه ، و لكن ..... !
ما كان عليهم سوى انتظار ظهورها ، فمهما طال اختفاؤها لا بد آتية .. هكذا قرروا حين
أعيتهم الحيل .ليتفقوا آخر الأمر على ضرورة تطهير كل الأماكن التى
ظهرت بها ، أو زارتها ، و تنفست فيها .. و بناء ما هدمت ، على أن يكمن لها بعضهم ، بكامل عدتهم و عتادهم ، حتى لا يكون ظهورها مأسويا ، و تكون فى متناولهم ، بلا أى انتكاسات قد تأتي على الأخضر و اليابس !!
اترك تعليق:
-
-
لم يتأكدوا من أن الوقت ليس فى صالحهم ، إلا عندما كانت أنفاس الحية
تطلق بعض المباني القريبة للريح ، كطائر يحلق متناسيا أنه بلا أجنحة
و أن رصاصة الصياد حولته إلى قطع متهالكة .
فزع الرجال و بنفس الحبال التى شدوها حولها ، كانوا يدقونها بالأرض
و يفصلون الرأس النابت
و قبل أن يحطوا من التعب أرضا ، كان صوت يلاحقهم : " لا تتوقفوا ..
لتقطعوها ، و لو لقطع كبيرة لا يهم ، حتى تنزف كل طرق العودة إلى سيرتها الأولى ".
هاجمه أو بدا لهم أنه يهاجمه :" أنت واهم ، إنها عتيقة ، تنسون أنها كانت هنا لآلاف السنين
تربت فى حضن الغريب ، كان يجب أن تنتهى معه ، لكن للاسف أحتضنها بعض أهل البلاد .. أقصد
أنهم دائما ما اعتمدوا عليها فى توطيد سلطانهم و قوة بأسهم ".
أوقفه شاب فارع :" معنى ما تفضلت به ، أن نظل فى حالة استفزاز ، لا ترى عيوننا النوم أو الراحة
و كلما نبت لها رأس قطعناه ... أنت تهول الأمر .. أنا مع مسألة تجزئتها ، و أؤمن بأنها الطريقة الأكثر
حسما فى مسألتنا ".
اترك تعليق:
-
-
لم يمكنوا اليأس منهم ،
و لا أفسحوا له مكانا بينهم ؛
رغم حدة الحديث ، و النقاش الدائر حول المسألة المعضلة
ظلت الحلول عصية ، إلا حل الإبادة الذى لازم معظم المتحدثين
و الذى رفض عن قناعه ، و رغما .. !
التقطوا أنفاسهم ، و أزالوا ما حملت وجوههم من عرق و غبار
كأنهم كانوا تحت تأثير ريح جهنمية ، عبر كثبان هشة من رمال متحركة .
تنفس صبح ، و أعقبه آخر ، و هم على حيرتهم ،
يطاردون النوم ، كما يحاصرون الحية التى كانت تنتفض ، و تسترد عافيتها ،
بشكل غير طبيعي ، كأنها مصنوعة من خامات عصية على التلف أو الموت !
اترك تعليق:
-
-
المشكلة التى أقضت مضاجع الناس
هذه الرؤوس التى تنبت لتلك الحية
فقد تصوروا أنه بمجرد قطع الرأس الكبير
سوف ينتهى الأمر ، ويخمد الجسد الضخم
الذى يمتد فى رقعة عظيمة الاتساع
و تكاد تغطي مدينتنا كلها !!
حين كانت تسترد أنفاسها لمرة أخري
بين ذهول الخلق و تكذيب ما يتم و عدم تصديقه
اقترح أحد الأهالي بسرعة إغراقها بالبنزين
والنار كفيلة بتخليصهم منها .
صرخ فى وجهه آخر :" و بيوتنا و أولادنا ، أنسيت أنها تكاد تغطي المدينة بكاملها ؟!".
بخيبة أمل قال ثالث :" و ما العمل إذن ..............؟!
اترك تعليق:
-
-
فرحة تمتزج بدموع غزيرة
و عدم قدرة على التركيز
ربما فى تلك الحالة أجد لوني الضائع
أرى لونها فى ملامحي !!
اترك تعليق:
-
-
غادر نبت القهر جحوره حين تأكد له خلو المدينة من السماء
بث سمومه فى كل الرقعة
برشق السكين
زخات البندقية
فبات الخلق على دوى قهقهاته الثملة
وصوت الراحل الكريه يزكي وقته الآمن
يرن فى بطونهم
تيه عريض اغتال فرحتهم حد البكاء
اترك تعليق:
-
-
أذاب قرصا من الجنون فى فمه .... واستلذ بطعمه الحلو.... قبل أن تلفظه غرفته الصغيرة للهاوية ... إنها نهاية كل جنون ... و وقفة عداد أيام الحياة
اترك تعليق:
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 286513. الأعضاء 3 والزوار 286510.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 489,513, 25-04-2025 الساعة 07:10.
اترك تعليق: