كن تلقائيا هنا .. قصة / قصيدة / خاطرة

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ربيع عقب الباب
    رد
    لاأدرى ..
    لم تملؤ نى يقينا
    كحقيقة كونية
    أن يظل وجهك آخر بقعة ضوء كحلت عيني
    و يدك آخر ما عانقت يدي
    فما تذوقتْ يدا سواك
    وأنفاسك آخر..عبق ضمخ روحى
    فما تهللتُ انتشاء لمسكٍ و ريحانٍ ..
    لجنةٍ لم تكن أنتِ !!
    ودمعتك حبة ندى ..
    وقطرة جمر ..
    أنا هد بها ملك الموت ،
    أتوسله !!

    كل الوجوه كانت مسوخا ..
    ما خالطت هدبى ..
    نقشت هنا حلما ..
    وليَّل سهدا وافتتانا لها ليلى ؛
    فأطلق سرب مواويل ..
    عانقت هذى القرى ؛
    فأطربت السواقى ..
    وبللتها ؟!!
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 21-04-2011, 11:58.

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    دوائر من حلى نبضات حبيبي
    أنشودة خمر أسقطها المطر
    عاج يتدرج على نزل النهد
    يطبع قبلاته
    ينثني بين الهنا و الهناك
    وذى عيناها فى اتساع حنيني
    رقعة فى السراب و التذاذ الألم
    رحيق مذاب بحدائق أسطورة اسم حبيبى
    تتعشقه الجنادب و الصبيان و آلهة الإغريق
    لحفيف ثوبها صوت قيثار غامض في عشب سليمانى
    سيرها على لجة كرقصة الهواء بخد الزجاج
    كشهقة عابد يستقبل أمطار النور !

    أعرفتم الآن حبيبتي
    وقفتم على منابع السر فى خلودها
    لم لا أعيش إلا بها ؟
    فلتسامحوا بعض ما كان منى !!

    اترك تعليق:


  • مالكة حبرشيد
    رد
    انتذبت مكانا قصيا...قصيا...
    حيث الرماد أخي
    والنديم الغبار
    تفاجئني دائما عطاياك
    شمس مبجلة...وضياء
    وندى من يديك يبلل روحي
    يشدني من جليد الاصقاع....
    يمد يدا بين غيبوبتي ....
    وغيابي....
    يهزني حيث كنت..
    تنفتح غابات في غباري
    أحاول فك مغاليق اسطورتي
    بلحظات شاحبة انتشي
    أخرج الورد من لهيب الزمان
    أقف بين روحي ...وروحي....
    أرسم وجها....أمحوه...
    ثم أعود لأرسمه
    أبقى محدقة في بياض أحزاني
    تأخذني موجة ضياء
    أرى كوكبا في ثيابي
    نجما بين أهذابي
    اخلع نعلي .....اتبعه...
    ********************
    أفتح بابي...
    لأكتشف اني الهث خلف سراب
    أقتفي اثره في العيون
    خلف الضباب...
    أقف فوق ركام تعبي
    اردد انشودة الغياب
    أركع ملء كبريائي
    أسأل اله العشق والجمال والنار
    أما آن الأوان ....
    لينتهي هذا الانصهار...؟
    فقد تقمصت الصمت
    حتى نسيت لغة الكلام
    وابتلعت الدموع
    حتى تقرحت دواخلي
    من فرط الملوحة
    وجبت أرجاء المحال
    الايكفي كل هذا قربان؟
    لتطلق سراح ابتسامتي
    وتفك اسر لغتي
    لتخفف وطأة الكتمان..؟
    فقد انهك ثقل المسافات صبري
    وضاق من شدة الحصار صدري
    وانقطع حبل الوصل
    رغم تشابك جذور المد والجزر.....؟

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    ألا تدرين أيتها البلهاء
    أنى بدونك محض بطريق عجوز
    ألقت به الريح فى يوم عاصف للصخور
    نصبته على أثلام الحجارة
    شاهدا على نهايات فوضى الفصول
    فلا تغرقى أحلامك فى بئرهم
    حلقى فى سمائى بهجة قزحية
    لها نبض المعانى ورحيق البقاء !!

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    همجى و تدرين ما تعنى
    تقتلنى سيمترية الأشياء
    حتى الرحيق
    لا أعطيه أنفاسى إذا جاء قاطعا ذات الطريق
    أحتضن باحة المحراب
    أزهدها حين تفقد المعنى
    وتترك رؤوسها لشانقها
    و أشرق الشمس من إبطي
    حين تزرق الغيوم
    ومن بين فخذيك أولد
    طفلا مختونا بالنشيد
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 21-04-2011, 11:19.

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    أنا المبتلى بك حد البلاهة
    وإن كنت غيمة مفخخة
    لعنة تشتاق ما خلفتُ
    فى أروقة العمر من صبوة
    ساعدى بعضٌ من قبضات طائرى
    يخلعنى عنك كلما أشحتِ بعيدا
    و يأتى بك متوحشا
    ليعتصر ذاك الغريب منك
    يفضَّ قشرته
    يسلكنى مابين دمك و المنى

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    دعينى أتسلقه
    أرشفه قطرة قطرة
    يعشوشب تحت سمائى
    ويثمرنى عشقا لامرأة غير
    تسكننى
    تتحمم زفراتى بنهر من نعناع
    ونهر صبابات
    مكحول العينين
    دعينى لوقتى فيك !

    لا تلمى خيوط الروح
    من زهرة النور
    و تغلقي بوابة الشمس
    أمام قوافلي
    أتوسل رعفة القلب
    ألا تغمضى عينا
    لنعش الألم وهجا
    حد الرماد

    اترك تعليق:


  • وفاء محمود
    رد
    لماذا لم اغلق التلفاز ...واكتفى بهذا القدر من الرواية؟
    لم اكمل قراءتك بعد...متطفله انا على حياتك ام انك من تطفلت؟؟
    ماهو سر انجذابى لهذه الدرجه؟
    هل اعجبنى سلوك البطل؟
    اوقات اراه عاديا واتعمد ان ارى عيوبه
    كيف ارتحلت من الواقع لاعيش فى هذا الفيلم؟

    عقلى مشتت .احداث الفيلم غير واضحه المعالم
    اشياء كثيره تشبهنى ..اشعر انه يهدى لى اغنياته .
    ولكن شجره التوت التى ظل يحكى عنها ..لم يستهوينى يوما التوت
    ثمه امراه تنتظره هناك الان فقط رات عينى اسم البطله , واستطعت العوده للواقع وانا استرجع ادوارا اخرى للبطل الذى لا اعرفه ولم اره قط فى حياتى

    اترك تعليق:


  • بسمة الصيادي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
    الموضوع ليس البنى آدميين فقط ، و لكن كل شىء فى هذا المقهي
    يتخذ ذات اللون البشع
    الفناجين و الصواني ، و ربما الكراسي و الدكك و الحصر .. و أيضا خيوط العنكبوت تلك
    هل ترينها خيوط عنكبوت فعلا ، أم جريمة أخرى ؟!
    فصل ذكي بالفعل ، و قدرة كبيرة على اختراق الصمت فى هذه الكائنات و تعرية روح التواطؤ
    هيا لا تتوقفى .. لا تبعدى الخيط عن قبضتك !!
    شكرا لك أستاذة بسمة
    تقديري لقلم مشغول من الوطن و التراب و الإنسان !!
    سيدي العزيز
    لا الأمر لا يقتصر على البني آدميين ، إنه عالم مجنون متشربك الخيوط، بل هو صورة
    لذاكرة مشوهة وكوابيس مخيفة ... و ..
    الأمور لن تنكشف الأن تماما ..
    شكرا لك على اهتمامك ومتابعتك ورأيك الذي أتوق إليه دوما
    وها أنا أحاول أن أكمل كي لا أخييب ظنك
    ونحن نتعلم منك ، نمشي خلف خطاك الثابتة لنستمد منها الثقة والقوة ، نتنشق عبير الحلم ..
    الشكر لك سيدي
    لا حرمانك
    كل الود .. والإمتنان

    اترك تعليق:


  • بسمة الصيادي
    رد
    طويل هو النهار عندما تتوسط شمسه سماء الأرق، لم يستطع "النادل الجديد" النوم، استلقى على ظهره شاردا في البعيد لم يكن ما يشغله الخوف
    إنما شيء آخر غامض يتعلق به، أو ربما لا يتعلق به ..؟!
    أسئلة كثيرة كانت تصحبه إلى متاهات التفكير : "لماذا أنا بالذات؟ ما الذي أودى بي إلى هنا ..؟ وذلك الزبون الذي قتلته ماذا كان يريد مني؟
    أتاني بوجه الماضي، بنظرات هربت منها طويلا، يحمل في جعبته ذكرى أليمة، هل أراد أن يذكرني بخيبتي؟ أم أنه أراد أن يعطيني فرصة ثانية لــ .."
    ثم راح يتذكر نفسه سابقا .. لقد كان رجلا تلح عليها ذاكرته العطشى بطلب الماء ، فكان يسقيها مياها مالحة مليئة بالغبار كي تكف عن طلب الماء ..
    بل كان يختار لها المناخ الذي يريد لتتنفس هواءً مسموما، اعتاد أن يكون ساديا بحق ذاكرته و لامباليا بحق الوجوه التي لا تغادر أغصانه ..
    واليوم يجد نفسه مثلها مقيدا، سجينا في قفص دخله بقدميه، هل كان فخا نصبه له الزمان؟

    وهبت عاصفة قوية اقتلعت كل شيء، ابتلعت الطاولات والكراسي، تبعها إعصار حمل كل الفناجين ومضى، حتى النرجيلة اللئيمة سحبها دون أن تقاوم، لم يبق من المقهى سوى تلك الشجرة العارية يكسوها بعض الذهول والإصفرار ، فرك عينيه غير مصدق، أغمضهما لثوان ثم فتحهما من جديد ليجد نفسه في منزل قديم مشتقق الجدران، كئيب الوجه، نوافذه هرمة يضنيها الدوار ، إنها شقة في الدور التاسع، ليست غريبة عنه، يعرفها جيدا،
    يحفظ كم غرفة فيها وكم درج وخزانة في كل منها، بل يعرف سر الستار الممزق، والخربشات السريالية هنا وهناك ..
    مشى في المنزل ببطء شديد يتحسس بيده الأبواب والجدران الخشنة الملمس، تقوده أنفاسه المضطربة نحو غرفة في آخر الممر ... توقف عند الباب المغلق يتكئ بكل ثقله على قبضته الملوثة بالكثير من البصمات، تردد كثيرا بفتحه، ثم قرر الهرب، لكن يده علقت هناك، أخذت أنفاسه تتقطع، حاول أن يسحب يده من أصفاد تلك القبضة لكم دون جدوى ..خارت كل قوته، جثّ على ركبتيه منهكا، صعق رأسه صداع قاتل، وتناوبت عليه صور يغطيها الضباب، قاومها بعنف، صفعها، أغمض عينيه لكي لا يراها ، وكان صوت قوي يلح عليه أن يفتح الباب، لكنه لم يجرؤ ، بقي عالقا هناك، يقاوم هجمات تشنها عليه تلك الصور الغريبة وذلك الصوت المرعب .....

    النرجيلة استيقظت من سباتها، تتنشق عبق جمرها وتنفخه صوب ذلك الغافي وقت الإستيقاظ، قام هلعا وسط نوبة سعال اجتاحته، وما أن هدأ حتى
    وجد أن المقهى لا يزال في مكانه بل على حاله تماما .. "ماذا عن العاصفة؟ ألم تدمر كل شيء؟ أم أنها حملتني أنا بعيدا ... ؟
    أسقطت عليه الشجرة العارية أوراق صمتها، ثم هزت برأسها توافقه "أنه كان كابوسا ليس إلا .... "

    اترك تعليق:


  • خضر سليم
    رد
    وعندما عاد الربيع بموكبه الجميل ..تراجع الخريف على استحياء ..ولملم باقي أوراقه المتساقطة ..وانصرف .

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    شجرة تمرحنة استظل بها
    خرجت عن صمتها
    أشرقت على كفوفها قطرات
    تساقطت منها خيوط من نور
    بعد قليل وقت
    تهالكت
    ضمر الأخضر فيها
    استلقت على راحة الأرض
    وماتزال خيوط النور تدفق
    مع بعض أنفاس كانت تخبو رويدا .. رويدا
    تسللت أصابعه لتلك الخيوط
    قبضها بقوة
    غادره فزعه
    وحين علا صوته مضرجا بدمها :" وكذا دماء العاشقين تباح "
    كانت تتمطى
    تشهق مرفرفة
    ترقص معانقة القمر
    ثم ترتمى فى صدره !!

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
    اعتاد المقهى أن يلتهم الأحلام بصمت، أن يلاحق نجوم الليل نجمة نجمة، يضايقها، يجردها من ثوبها اللماع، يلبسها رغما عنها ألف قناع. ثم يعبث بشعر السحاب فيجعله أشعثا، حتى القمر يطويه كصفحة في كتاب أو يجعله يتقافز كعصفور على غصن خوف .. وفي جعبة المقهى دائما رصاصة، يقتل بها دون أن يطلقها، وله يد تمتد نحو الذاكرة، تخترق أنظمتها، تفتح وتغلق نوافذها كما تشاء، تسدل أو ترفع الستار وتختار مشهد العرض ...
    أما الجمهور فهو غالبا ما يكون بلون واحد، ولباس واحد، إنه مقهى مصاب بداء العظمة، يتقن جميع اللعب، لا يسعى إلى قلب ما حوله ذهبا بل إلى مرآة ..تحمل صورته فقط ..!
    والزاوية التي عاندته كثيرا بدأت تلين على ما يبدو، هكذا بدأ المقهى يطمئن من ناحية النادل الجديد ..
    "إنها مسألة وقت فقط .. كان تحديا صعبا لكن بشائر النجاح بدأت تظهر .. "

    النسائم جالت على الحاضرين في ذلك المساء بقهوة القلق، تسكبها في فناجينهم، حالة من الترقب سادت الأجزاء الصغيرة في المكان، الطاولات لم تكن مرتاحة، الفناجين كانت تتهامس قلقة أشد القلق بل غاضبة وما أن أشرقت الشمس حتى خلت الفناجين بنفسها في المطبخ أخيرا ...

    راحت تتشاطر الحديث عن بطولاتها، كل منها يتباهى بالعدد الذي قتله، أو يحكي قصة الضحية التي لامس شفاهها القذرة ..
    قاطعهن الفنجان الصغير بسؤال فاجأهن:
    -لمَ نقتل تلك الكائنات؟؟
    أجاب "الفنجان الأم" دون تردد :
    لنحوّل أرواحهم إلى أرقام وأجسادهم إلى دمى ...
    -ولمَ علينا أن نفعل ذلك؟
    ردت غاضبة: أولم يعاملونا يا بنيّ بطريقة أفظع من هذه؟ ألم يرمونا في صناديق أو على رفوف، يحررونا وقت الحاجة، ليلقوا علينا هموهمهم وأحزانهم؟
    أليست هذه أنانية لا تغتفر؟ ألا يكفي أننا نتحمل شفاههم الملوثة بالصباغ والرياء، وأصابعهم المتسخة بغبار ظنونهم وملامح طباعهم ...؟!
    عليهم أن يعرفوا أننا لم نخلق لنرمى على رفوف استغلالهم، وأننا نحن من هم الشعب الحق، وليس بني البشر، سنسمم قلوبهم، ونبني لنا على جثثهم وطنا ... "

    صاحت الفناجين من حولها تهلل وتندد، نعم، نعم، كم مرة حطمونا، شردونا، استغلونا، سننتقم ..سننتقم لأننا نحن الشعب الحقّ .."
    ومع أن الفنجان الصغير لم يفهم معنى "الشعب الحق" كسائر الفناجين، أحسّ أن قشعريرة تسري في دمه مع شعارات أمه الرنّانة، التي قرر أن يجعلها قضيته، وأن يصبح أصغر مناضل عرفته الفناجين ..وأشجعهم ..!
    وبعد الانتهاء من الحديث الروتيني عن البطولات، أبدت الفناجين قلقها من النادل الجديد ...
    "كيف تتبدد هذه العداوة بسهولة؟ ماذا عن لؤمه الذي تحملناه كثيرا ..؟ كيف نثق أنه تغير بهذه السهولة ؟
    الإجابة لم تكن جاهزة لدى الفنجان الأم وبدا أنه يمعن في التفكير بنظرات غير واثقة، إلى أن أتت النجدة من الإبريق . إنه الحكيم الذي مرّ على رأسه الكثير وبات خبيرا في مثل هذه الأمور، أجاب بصوته الخشن، وملامحه المشوهة :

    "إن القتل المتكرر، يؤدي إلى ولادة كائن جديد، اسمه "الجريمة" وإذا تغذى جيدا سينمو وينمو ليغدو روحا تحقق أهدافها بنفسها، فتتمرد على القاتل، تسيطر عليه حتى تلغيه تماما، لتبدأ بالبحث عن لقمة عيشها عبر قتل عشوائي بلا أي مبرر، بل إنها تسعى لإقامة سلالة لها على الأرض، سلالة اسمها "الجريمة ".
    فالكل يبحث عن وطن، ومن هذا المنطلق كان الصراع ما بين الخير والشر، الرذيلة والفضيلة، ما بين السلم والحرب .. كلهم تنازعوا للحصول على هذه الأرض.. حتى الأسلحة التي يستعين القاتل بجيشها، تطمع بأخذ مكانه، وتهيء نفسها للإنقلاب عليه في اللحظة المناسبة ...
    فلا تقلقوا من أمر النادل الجديد، المجرم ولد في داخله منذ الجريمة الأولى، وسرعان ما سينمو ليصبح هو المسيطر على هذا الجسد البشري .. إنها مسألة وقت ..مسالة وقت .."
    تابعت الفناجين كلامه بصمت بين مقتنعين وغير مقتنعين فبالرغم من كون كلام الإبريق منطقيّا تماما، إلا أنهم سيبقون حذرين جدا من هذا الدخيل ..!
    الموضوع ليس البنى آدميين فقط ، و لكن كل شىء فى هذا المقهي
    يتخذ ذات اللون البشع
    الفناجين و الصواني ، و ربما الكراسي و الدكك و الحصر .. و أيضا خيوط العنكبوت تلك
    هل ترينها خيوط عنكبوت فعلا ، أم جريمة أخرى ؟!
    فصل ذكي بالفعل ، و قدرة كبيرة على اختراق الصمت فى هذه الكائنات و تعرية روح التواطؤ
    هيا لا تتوقفى .. لا تبعدى الخيط عن قبضتك !!
    شكرا لك أستاذة بسمة
    تقديري لقلم مشغول من الوطن و التراب و الإنسان !!

    اترك تعليق:


  • بسمة الصيادي
    رد
    اعتاد المقهى أن يلتهم الأحلام بصمت، أن يلاحق نجوم الليل نجمة نجمة، يضايقها، يجردها من ثوبها اللماع، يلبسها رغما عنها ألف قناع. ثم يعبث بشعر السحاب فيجعله أشعثا، حتى القمر يطويه كصفحة في كتاب أو يجعله يتقافز كعصفور على غصن خوف .. وفي جعبة المقهى دائما رصاصة، يقتل بها دون أن يطلقها، وله يد تمتد نحو الذاكرة، تخترق أنظمتها، تفتح وتغلق نوافذها كما تشاء، تسدل أو ترفع الستار وتختار مشهد العرض ...
    أما الجمهور فهو غالبا ما يكون بلون واحد، ولباس واحد، إنه مقهى مصاب بداء العظمة، يتقن جميع اللعب، لا يسعى إلى قلب ما حوله ذهبا بل إلى مرآة ..تحمل صورته فقط ..!
    والزاوية التي عاندته كثيرا بدأت تلين على ما يبدو، هكذا بدأ المقهى يطمئن من ناحية النادل الجديد ..
    "إنها مسألة وقت فقط .. كان تحديا صعبا لكن بشائر النجاح بدأت تظهر .. "

    النسائم جالت على الحاضرين في ذلك المساء بقهوة القلق، تسكبها في فناجينهم، حالة من الترقب سادت الأجزاء الصغيرة في المكان، الطاولات لم تكن مرتاحة، الفناجين كانت تتهامس قلقة أشد القلق بل غاضبة وما أن أشرقت الشمس حتى خلت الفناجين بنفسها في المطبخ أخيرا ...

    راحت تتشاطر الحديث عن بطولاتها، كل منها يتباهى بالعدد الذي قتله، أو يحكي قصة الضحية التي لامس شفاهها القذرة ..
    قاطعهن الفنجان الصغير بسؤال فاجأهن:
    -لمَ نقتل تلك الكائنات؟؟
    أجاب "الفنجان الأم" دون تردد :
    لنحوّل أرواحهم إلى أرقام وأجسادهم إلى دمى ...
    -ولمَ علينا أن نفعل ذلك؟
    ردت غاضبة: أولم يعاملونا يا بنيّ بطريقة أفظع من هذه؟ ألم يرمونا في صناديق أو على رفوف، يحررونا وقت الحاجة، ليلقوا علينا هموهمهم وأحزانهم؟
    أليست هذه أنانية لا تغتفر؟ ألا يكفي أننا نتحمل شفاههم الملوثة بالصباغ والرياء، وأصابعهم المتسخة بغبار ظنونهم وملامح طباعهم ...؟!
    عليهم أن يعرفوا أننا لم نخلق لنرمى على رفوف استغلالهم، وأننا نحن من هم الشعب الحق، وليس بني البشر، سنسمم قلوبهم، ونبني لنا على جثثهم وطنا ... "

    صاحت الفناجين من حولها تهلل وتندد، نعم، نعم، كم مرة حطمونا، شردونا، استغلونا، سننتقم ..سننتقم لأننا نحن الشعب الحقّ .."
    ومع أن الفنجان الصغير لم يفهم معنى "الشعب الحق" كسائر الفناجين، أحسّ أن قشعريرة تسري في دمه مع شعارات أمه الرنّانة، التي قرر أن يجعلها قضيته، وأن يصبح أصغر مناضل عرفته الفناجين ..وأشجعهم ..!
    وبعد الانتهاء من الحديث الروتيني عن البطولات، أبدت الفناجين قلقها من النادل الجديد ...
    "كيف تتبدد هذه العداوة بسهولة؟ ماذا عن لؤمه الذي تحملناه كثيرا ..؟ كيف نثق أنه تغير بهذه السهولة ؟
    الإجابة لم تكن جاهزة لدى الفنجان الأم وبدا أنه يمعن في التفكير بنظرات غير واثقة، إلى أن أتت النجدة من الإبريق . إنه الحكيم الذي مرّ على رأسه الكثير وبات خبيرا في مثل هذه الأمور، أجاب بصوته الخشن، وملامحه المشوهة :

    "إن القتل المتكرر، يؤدي إلى ولادة كائن جديد، اسمه "الجريمة" وإذا تغذى جيدا سينمو وينمو ليغدو روحا تحقق أهدافها بنفسها، فتتمرد على القاتل، تسيطر عليه حتى تلغيه تماما، لتبدأ بالبحث عن لقمة عيشها عبر قتل عشوائي بلا أي مبرر، بل إنها تسعى لإقامة سلالة لها على الأرض، سلالة اسمها "الجريمة ".
    فالكل يبحث عن وطن، ومن هذا المنطلق كان الصراع ما بين الخير والشر، الرذيلة والفضيلة، ما بين السلم والحرب .. كلهم تنازعوا للحصول على هذه الأرض.. حتى الأسلحة التي يستعين القاتل بجيشها، تطمع بأخذ مكانه، وتهيء نفسها للإنقلاب عليه في اللحظة المناسبة ...
    فلا تقلقوا من أمر النادل الجديد، المجرم ولد في داخله منذ الجريمة الأولى، وسرعان ما سينمو ليصبح هو المسيطر على هذا الجسد البشري .. إنها مسألة وقت ..مسالة وقت .."
    تابعت الفناجين كلامه بصمت بين مقتنعين وغير مقتنعين فبالرغم من كون كلام الإبريق منطقيّا تماما، إلا أنهم سيبقون حذرين جدا من هذا الدخيل ..!
    التعديل الأخير تم بواسطة بسمة الصيادي; الساعة 18-04-2011, 20:49.

    اترك تعليق:


  • مالكة حبرشيد
    رد
    يرفض عقلي أفكاري
    يرفض قلبي نبضاتي
    ويرفض جسدي حركاتي
    رفض جماعي من كل ذواتي لما ينتابني ويعتريني
    تدعو النفس كل الأطراف للجلوس الى طاولة الحوار
    لمد الجسور بين الاقبال والادبار
    بين البوح والكتمان
    لوضع قانون لنظرات العين ...ورسم خارطة لايقاع الخفقان
    لكن دستور الحياة لا يعلم ان للوجود قدمين
    لا يمكن الاستغناء عن احداها لبلوغ بر الأمان
    فللعقل أفكار لابد وأن ترضخ أحيانا
    لحكم النبضات وللجسد لحظات ثورة وغليان
    لابد من حضن يمتص غضبها كي لا تفقد النفس الاتزان
    وتبقى العين تبحث عن الجمال
    فيما العقل يرسم خرائط الآمال
    بينما القلب يظل تائها
    في دروب الأحلام
    فعلى أي ارض
    يمكن لملمة هذا الشتات؟
    وعلى أي طاولة يمكن الحوار؟
    لتحقيق تصالح سلمي بين كل الذوات.....؟

    التعديل الأخير تم بواسطة مالكة حبرشيد; الساعة 17-04-2011, 19:15.

    اترك تعليق:

يعمل...
X